تراجع خطر”داعش” وخوف الأمريكان من الإنتصارات التي يحققها الشيعة ضد هذا التنظيم؛ جعل الأمريكان يعدّون العُدة لتغيير إستراتيجيتهم المقبلة في الشرق الأوسط.
إيران، البلد المُرعب لأمريكا! بسبب أهمية موقعها الجيوسياسي كنقطة التقاء ثلاث مجالات آسيوية (غرب آسيا ووسطها وجنوبها) وبسبب برنامجها النووي ونفوذها اللامحدود في بعض البلاد العربية.
يحد إيران من الشمال، أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان، ومن الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الجنوب الخليج العربي وخليج عمان، ومن الغرب العراق ومن الشمال الغربي تركيا وروسيا وأفغانستان، وتطل إيران أيضاًعلى بحرقزوين.
بعد حرب الثمانِ سنوات، التي إفتعلتها أمريكا وعملائها، إزدادت هذه الدولة قوة، وتمكنت من بسط نفوذها في أغلب دول الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية.
بعد إفتضاح أمر أمريكا، وكشف دعهما لـعصابات”داعش” أقر جون كيري، وزير خارجية أمريكا، وعبرتصريح لأحدى الشبكات الإخبارية”إن الإستراتيجية المقبلة للولايات المتحدة الأمريكية ستتغير، ولا نستبعد الحوار المباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد”، لتهدئة الأجواء، ومن جهه أخرى تخوض أمريكا الآن حوارات مكثفة مع إيران، لأجل الوصول إلى إتفاق يُرضي الطرفين؛ بشأن الملف النووي الإيراني، وبإنتظار الإعلان النهائي لإتفاق نووي طويل الأمد.
بعد الإنتصارات والنجاحات، التي حققتها وتميزت بها القوات الأمنية العراقية والسورية، مدعومة بقوات الحشد الشعبي، ضد تنظيمات داعش الإرهابية، والتنظيمات الأخرى التي تحاول زعزعة الأمن في العراق والمنطقة، فوجئ الأمريكان بإنهيار الخطوط الأمامية لداعش، بعد بدء معركة تحرير محافظة صلاح الدين والأنبار.
ماهي الإستراتيجية التي ستنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية، تجاه دول الشرق الأوسط؟ فبعد تنامي خطر داعش وتمدده في الدول التي أبتليت بـ(الربيع العربي)، وبدء إنهياره في العراق وسوريا، تحاول هذه الدول لملمة قواتها لمواجهه هذا التنظيم المدعوم من دولٍ عربية، تربطها علاقات دبلوماسية وإقتصادية، مع إسرائيل وأمريكا، ، وتحاول بث سموم التفرقة؛ لإضعاف العراق والمنطقة؛ لأجل السيطرة على منابع البترول ولبيع السلاح.
كيف ستتغير قواعد اللعبة؟ وهل ستتحسن العلاقات الإيرانية-السعودية؟ بعد موت عبدلله بن عبدالعزيز، ومعنى ذلك تحسن العلاقات (الشيعية –السنية)! أم ستلعب أمريكا دور المدرب والموجه، وتتجه نحو تدريب قوات معتدلة في العراق وسوريا وباقي الدول التي تُعاني إنحلالاً أمنياً، أم سيكون لأمريكا قولاً آخر وتتجه نحو صناعة داعشٍ جديد أكثر وحشية في المنطقة العربية والإسلامية!