السؤال عن إمكانية تخلي إيران عن حلفائها يثير تساؤلات عميقة حول طبيعة التحالفات الإيرانية وأهدافها
لفهم الإجابة، يجب تحليل الأسس التي بُنيت عليها هذه العلاقات، والمصالح المشتركة
طقة
.
الاستراتيجية في المن
تلعب الأيديولوجيا
. التي تجمع إيران بحلفائها، وكذلك الضغوط الإقليمية والدولية التي قد تؤثر على هذه المعادلة
دور ً ا واضحًا في سياسات إيران الإقليمية، حيث تدعم طهران حلفاءها على أسس طائفية وأيديولوجية تتماشى مع
فإيران تستخدم
.
في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار أن المصالح الاستراتيجية تلعب دور ً ا محوريًا
مشروعها الإقليمي.
هذه التحالفات لتعزيز نفوذها الجيوسياسي، ومواجهة خصومها الإقليميين والدوليين، وضمان أمنها القومي في
. منطقة تعاني من اضطرابات متواصلة
الضغوط الخارجية: اختبار التحالفات
تعرضت إيران لضغوط كبيرة نتيجة العقوبات الاقتصادية والصراعات الإقليمية، فضلاً عن التغيرات
الجيوسياسية التي يفرضها تدخل القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا. هذه الضغوط قد تدفع طهران
من الأمثلة البارزة على هذه الضغوط،
لإعادة تقييم تكاليف دعمها لحلفائها مقابل المكاسب التي تحققها من ذلك
المفاوضات النووية مع الغرب، حيث طُرحت أسئلة حول إمكانية تقديم إيران تنازلات تتعلق بنفوذها الإقليمي، بما
في ذلك علاقتها بحلفائها، كجزء من صفقات أوسع
هل
؟ التخلي وارد
رغم الضغوط، فإن التخلي الكامل عن الحلفاء ليس واردًا بسهولة لعدة أسباب
.
: يمثل حلفاء إيران في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن أدوات مهمة لتنفيذ
الدور المحوري للحلفاء
–
1
سياستها الإقليمية. التخلي عنهم يعني فقدان نفوذ كبير وتقليص قدرتها على مواجهة خصومها
أي تراجع عن دعم الحلفاء قد يفسر على أنه ضعف داخلي، مما قد يثير معارضة من
: التداعيات الداخلية
–
2
.النخب السياسية والعسكرية المرتبطة بمشروع إيران الإقليمي
في حال التخلي عن الحلفاء، قد تجد إيران نفسها محاصرة استراتيجيًا دون بدائل
: البدائل الاستراتيجية
–
3
لتعويض نفوذها المفقود
؟
هل يمكن لإيران تعديل علاقاتها
– 4
السيناريو الأكثر واقعية ليس التخلي الكامل، بل إعادة صياغة العلاقات مع الحلفاء لتكون أقل كلفة وأكثر مرونة.
. قد تلجأ إيران إلى تقليل الدعم المادي والعسكري والتركيز على الأبعاد السياسية والأيديولوجية لتحالفاتها
في حال
وجود صفقات إقليمية ودولية، مثل تسوية الملفات العالقة مع الغرب، قد تضطر إيران لتقديم تنازلات تكتيكية،
.
دون أن تتخلى كليًا عن حلفائها، حفاظًا على ماء الوجه وضمان استمرار تأثيرها
العراق كنموذج: بين التأثير الإيراني والواقع السياسي
فإيران تعتمد على نفوذها في العراق لضمان مصالحها الاقتصادية
.
يبقى العراق نموذجًا معقدًا لهذه العلاقة
والأمنية، لكن استمرارها في دعم حلفائها دون مراعاة المصالح العراقية الوطنية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بما
. في ذلك تآكل نفوذها بسبب المقاومة الشعبية والسياسية المتزايدة داخل العراق
الخلاصة
من غير المرجح أن تترك إيران حلفاءها بسهولة، لكن المتغيرات الدولية والإقليمية قد تدفعها لإعادة تقييم هذه
العلاقات. التحالفات الإيرانية ليست مجرد علاقات أيديولوجية، بل هي شبكة مصالح متداخلة يصعب فكها. ومع
ذلك، قد تفضل إيران تعديل أولوياتها وتحالفاتها بدلاً من التخلي عنها بالكامل، بما يضمن بقاء نفوذها الإقليمي
. دون أن تتحم