23 ديسمبر، 2024 5:41 ص

هل ستتراجع إيران عن تدخلاتها في المنطقة؟

هل ستتراجع إيران عن تدخلاتها في المنطقة؟

صار واضحا من إن الاوربيين باتوا يميلون الى دعم الموقف الامريکي المتشدد ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالضغط على الاخير بحزمة عقوبات جديدة مفروضة عليه بسبب من برنامجه الصاروخي و تدخلاته في المنطقة، خصوصا وإن هاتان المسألتان صارتا تشکلان هاجسا للمنطقة بشکل خاص و للدول الغربية بشکل عام ولاسيما بعد أن بدأت طهران تتمادى کثيرا في تدخلاتها و تقوم بإستخدامها کورقة ضغط و تهديد و مساومة ضد دول المنطة و العالم.
التدخلات الايرانية في المنطقة و التي أخذت تتوسع بشکل مضطرد و تأخذ أبعادا خطيرة بعد إبرام الاتفاق النووي في اواسط عام 2015، ترافق معها إهتماما إيرانيا إستثنائيا بتطوير برنامج الصواريخ الباليستية لديها وقد تعقدت هذه التدخلات و وصلت الى مرحلة خطيرة بعد أن قام النظام الايراني بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية لإستخدامها ضد السعودية، کما إن هناك معلومات متباينة عن عزم طهران لتزويد الميليشات التابعة لها في العراق بهذه الصواريخ الى جانب حزب الله اللبناني الذي يتم تزويده و بصورة عادية بهذه الصواريخ خصوصا بعد أن صار هناك طريق استراتيجي يربط إيران مباشرة بسوريا و لبنان عبر العراق.
التداخل بين مسألة الصواريخ الباليستية الايرانية و مسألة التدخلات الايرانية، بمثابة رسالة خاصة للعالم بشأن الخطورة التي بات هذا التداخل يشکله على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة سيما وإن النظام الايراني کما أکد قادته دائما يفضلون تصفية حساباتهم و خوض صراعاتهم و حروبهم بعيدا عن إيران، ولذلك فإن هذه الصواريخ زائدا الميليشيات و القوى التابعة لإيران في المنطقة، تعني جبهة أمامية لها بوجه خصومها و أعدائها.
هل ستنصاع طهران للضغوط الموجهة ضدها ولاسيما من خلال العقوبات الجديدة و تراجع مسألة تدخلاتها في المنطقة و کذلك برنامج صواريخها؟ لاشك بأن کل من يجيب بالإيجاب على هذا السؤال إنما يغالط نفسه و يغالط الحقائق البينة على أرض الواقع فيما يخص هاتان المسألتان، لکن و إن کان من الممکن أن تقوم إيران بنوع من المساومة على برنامجها الصاروخي في مقابل مکاسب و ضمانات تقيها شر التهديدات التي تنتظرها، لکن من غي الممکن إطلاقا أن تنصاع لإنهاء تدخلاتها في المنطقة، فذلك يعني تهديم و تحطيم أحد الدعامتين الاساسيتين التي يقوم عليها النظام، بل وإنه يعني قراءة الفاتحة على روح المشروع الايراني في المنطقة، وهذا يعني إن النظام يطلق رصاصة الرحمة بيده على رأسه وذلك هو أمر مستبعد تماما، ولذلك يجب أن يکون هناك طريقة و اسلوبا آخرا أو على الاقل شيئا مرادفا لهذه العقوبات، ولاسيما فيما يتعلق بدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الاعتراف بالمقاومة الايرانية، سيما وإن الانتفاضة الاخيرة قد أثبتت و بصورة جلية للعالم کله من إن الداخل الايراني(الشعب زائدا المقاومة الايرانية)، يشکل أقوى ورقة ضغط حاسمة و حازمة على النظام.