لا يوجد بلد كالعراق له إرث ثقافي تراثي ، وذلك لعمقه التاريخي وتنوع الثقافات التي مرت على ارضه او أقامت عليه” فما يذكر من حضارة أو ارث الا وذكرت حضارة وادي الرافدين , لمايتميز به هذا البلد من موروث يعد أهمية وذا فائدة ومحط أنظار العالم فيما لو تم الحفاظ عليه وحمايته , وستعود بالفائدة الاقتصادية من عملية الاستثمار في الأهوار والمناطق الاثرية في العراق، وازدياد اعداد السياح الاجانب اليها.
عن اي لوحة سحرية نتحدث عن البحيرات الملونة بسواد الجاموس أم من شهقة الجمال في عيون الصبايا وهن يغازلن البردي بجدائلهن، أم من ضربة الشمس على خدود امرأة تعصبت بالطين لتبني ملحمة الحياة الأبدية لتعلن للعالم بأنها وريثة سومر من غير منازع أم عن تلك الطيور ورقصاتها واصواتها وهي تعزف لحن كل بلد جاءت منه ام أم أم…
في اغلب البلدان التي تملك موروث حضاري وأرث يرجع مردوده الايجابي على البلد نفسه , لذا فأن العراق يمتلك بقعة متميرة تعد مفخرة ومنظر خلاب لذا شكلت اهوار العراق نوع من الثقافة الخاصة بها ، نظرا لطبيعة المعيشة فيها , ولكن طبيعة الأهوار ، وقسوة الحياة ، وتوفير مساحة من الهدوء والانفراد بالذات التي تضاهي الصحراء ، طبعت الفن العراقي ( الغّناء) بطابع الحنين والوجع والحزن والطيبه والتواضع ..
ورغم كل هذا والمؤمرات العالمية من ادواتهم المتمثله بساسة فاشلين عملاء وزعامات دينية مستوردة حاولوا طمس التراث وسرقته وسط تفرج وصمت الكثيرين , ولكن ما حدث هو بالحسبان ام هو مخطط له ام مشيئة القدر ان لايترك هذا البلد دون ارثه الثمين ؟ او ان هناك من الرجال الخيرين لحفظ تراث عراقنا الابي فبجهودهم وا يقال ( ماضاع حق وراءه مطالب )تم تصويت الدول واليونسكو لصالح انضمام الاثار والاهوار للائحة التراث العالمي ,وهذه بادرت خير لعراق افضل اذ يعد انضمام الاهوار والاثار مهم جدا بالنسبة الى محافظة ذي قار خصوصا والعراق بشكل عام باعتبار هذا الملف الذي كتب بأيادي عراقية خالصة بعيدة كل البعد عن تدخل الاخرين ، يعتبر من ” الملفات المختلطة او المتداخلة ولايخفى على الجميع كيف ان الاهوار تم تجفيفها في زمن النظام السابق مااضطر اهلها مغادرتها وسكنوا الحواضر ..
من ينظر للدول الاخرى كامريكا وهولندا عندما تعدد انجازاتها تذكر انها جففت المستنقعات التي تشابه الاهوار مع فارق بسيط الآ ان العراق والجنوبي خصوصا يفتخر بوجود الاهوار , وبهذا التصويت سيضمن للاهوار المحافظة على منسوبها المائي ولا تتعرض الى الجفاف من خلال اتفاقيات دولية برعاية الامم المتحدة التي سوف تراقب مستوى المياه والحالة الطبيعية في الاهوار كونها مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي ,وسيضمن للمسؤولين في القيادة المركزية للعراق بضرورة توفير البنى التحتية لهذه المناطق من اجل ديمومة بقائها تحت وصايا اليونسكو ,وان اي تغيير بهذه المناطق سيدعو الامم المتحدة وخصوصا اليونسكو بتماس مباشر مع الحكومة المركزية وسوف تطالبها بضرورة بقاء الواقع الذي تم التصويت عليه ..وبهذه المناسبة التي افرحت العراقيين نستذكر ماصدر من المرجع الصرخي العراقي حول الحفاظ على التراث والموروث الحضاري وصيانته وادراج ?الاهوار وما يلحق بها من اثار وادارجها ضمن التراث_العالمي ذاكرا ذلك .(“الآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنها تربطنا وتشدنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز والمفروض أنها توحّدنا لوحدتنا القديمة الازلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة ، فهي فخرنا وعزّنا لأنها تضيف عنصر وأساس قوة لنا ولأرضنا فيصح أن نقول بل الواقع يثبت أن العراق أصل ومنبع الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء والأولياء الصالحين الأخيار)
نعم هو العراق الذي خط للعالم شرائعه واحكامه وهذا ماجعله محط انظار العالم وقد اثبت الاهواريون انهم اكثر الناس مناصرة للبيئة ..تضيق العبارة وتتسع الرؤية يتدفأون بروث الجواميس وتحتهم بأمتار قليلة تسري المليارات المكعبة من الغاز والسائلة من النفط ومعجون الزئبق الأحمر الذي يزن غباره ذهبا. ولابد من تقديم المشهد وفاءا للذين يتدفأون بروث الجواميس وتحتهم بأمتار قليلة تسري المليارات المكعبة من الغاز والسائلة من النفط ومعجون الزئبق الأحمر الذي يزن غباره ذهبا. ..فياترى هل ستبتسم اهوارنا من جديد ؟ــــــــــــــــ