لقد أشعل حادث إغتيال العميل الروسي “المزدوج” سيرغي سكريبال أزمة خطيرة بين بريطانيا و دول أوروبا من جهة ، و بين روسيا من جهة أخرى ، و أقامت بريطانيا و أوروبا و معها جميع وسائل الاعلام و الصحافة العالمية و المحلية الدنيا و لم تقعدها من أجل (جاسوس) و لازال الوضع له إنعكاسات و تداعيات خطيرة قلب موازين العلاقات بين تلك الدول ، بينما لم نرى إهتماما واضحا من الاعلام و الصحافة العراقية و العالمية بحادثة إغتيال آمر لواء 57 (لواء حماية رئيس الوزراء حيدر العبادي) “العميد شريف المرشدي” من قِبل مجاميع سرايا السلام التابعة للمجرم مقتدى ، إقتصاصا و ثأرا منه لتسود شريعة الغاب و فقدان القانون حينما أرادوا ان يثبتوا و يبرهنوا للجميع أن العصابات و المليشيات و المجاميع المسلحة هي أقوى من المؤسسة العسكرية و ترفض الخضوع للقانون بعد أن حامت شبهات و شكوك شبه مؤكدة عن تواطأ حيدر العبادي مع مقتدى ليجعل “العميد شريف المرشدي” كبش فداء لكسب تودد الارعن مقتدى ، و يكون جسراً يعبر عليه العبادي في الانتخابات ، و ذهب دم “العميد شريف المرشدي” هدراً ، و هكذا فان أقزام حزب الدعوة الباغي تفرط برجال القوات المسلحة لارضاء صعلوك تافه مثل مقتدى و نظرائه المجرمين ، ألف وسفة و ألف يا حيف ، و نحن نجد أن أوباش حزب الدعوة يغدرون بقيادات القوات المسلحة و يطعنوهم في ظهورهم ، و سيُغلق ملف العميد المغدور “شريف المرشدي” كما غُلقت ملفات كثيرة ، لقد تزامن الحادثين في وقت متقارب ، لنرى أن وتيرة التنديد بحادث الجاسوس الروسي مستمرة و تزداد أبعادها سوءاً بعد أن ذهبت بريطانيا الى فرض عقوبات مؤثرة ضد روسيا و تدّخلت جهات دولية لكشف ملابسات الحادث ، بينما نجد أن فاجعة إغتيال القائد العسكري العراقي قد أُهملت و طُويت أدراج النسيان ، فهل سأل أحدكم نفسه لماذا هذا الصمت ، و هل إشتركت أطراف متعددة في هذه الجريمة !