18 ديسمبر، 2024 11:22 م

هل زيارة ” غوتيريس ” لبغداد مفاجئة .؟

هل زيارة ” غوتيريس ” لبغداد مفاجئة .؟

لابدّ من الإقرار أنّ أيّ زيارةٍ للأمين العام للأمم المتحدة السيد < انطونيو غوتيريس > الى اية دولةٍ اخرى , فإنها اكثر أهمية من زيارة رئيسِ دولةٍ ما لدولةٍ أخرى , فالرجل يحمل اعباء مسؤولياتٍ عالمية ولايمكن لأمين عام المنظمة ان يغادر مكتبه في نيويورك ويقطع آلاف الأميال جواً لزيارة بغداد او سواها لو لم يكن هنالك وضعٌ متأزّم او مجموعة أزَماتٍ متّحدة .!
وطالما وحيثما لم تُشر وسائل الإعلام مسبقاً لذلك , فلعلّ من حقّ البعض من المرء ان يفترض ذلك او نحوه !.
قدوم ” غوتيريس ” الى بغداد يشكّل حدثاً بحدّ ذاته , ومحاولة معالجة هكذا حدث ينبغي أن تسبقه مقدّمات واعلان مسبق مع تهيئة الظروف الملائمة لذلك , لكنّ الأمر إتّخذ مساراتٍ اخرى ولعلها للمرّة الأولى في هذا الشأن , فقد سبق زيارة الأمين العام بأسابيعٍ ونَيف أن التقت ممثلة الأمم المتحدة في العراق السيدة ” جينين بلاسخارت ” بالسيد السيستاني وأشادت به وبحكمته , وقامت بلاسخارت بزيارة العتبات المقدسة في النجف ولأكثر من مرّة وأمامَ عدسات الكاميرا وبتغطية اعلامية ملحوظة , ايضاً ومؤخّراً قامت ” بلاسخارت ” بمقابلة ولقاء بعض قادة الفصائل المسلحة في العراق .! واعقب ذلك زيارة نائبها السيد ” كلاوديو كوردوني ” الذي يجيد اللغة العربية بزيارة مماثلة الى العتبات المقدسة وأمام الأضواء وعرضتها شاشات الفضائية العراقية .. كلّ ذلك وسواه ! كانَ لتمهيد الأجواء النفسية – السياسية لزيارة أمين عام المنظمة الدولية وربما ايصال رسائلٍ خاصةٍ بهذا الشأن , وتدرك ممثلة الأمم المتحدة أنّ بعض القوى السياسية المتنفّذة يستطيبون زيارة الأجانب والساسة غير المسلمين الى النجف , ولا نزعم ولا ندّعي أنّ الست بلاسخارت كانت تمارس دغدغة مشاعر تلك القوى السياسية .!
من الإعتبارات التمهيدية المعتبرة الأخرى أنّ ” غوتيريس سبق وقام بزيارة مخيمات اللاجئين والنازحين العراقيين في سوريا وإطّلع على اوضاعهم المزرية , واعتبر ذلك تقصيراً كبيراً من الحكومات العراقية المتعاقبة , حيثُ شدّد في لقائه يوم امس بالسيد السوداني على ضرورة إعادة اولئك اللاجئين الى العراق وبما يضمن لهم الأمن والعيش بكرامة , وما تعرّضنا اليه في اعلاه هو لحدّ الآن .!