يبدو ان أزمة اعتقال حمايات القيادي في القائمة العراقية ووزير المالية رافع العيساوي في طريقها للتطور بعد تسارع وتيرة التظاهرات السلمية وتنفيذ العصيان المدني وقطع الطريق السريع الرابط بين ألانبار والمحافظات الجنوبية ودخول عشائر من سامراء على خط التظاهر ثم انظمت عشائرمن الموصل بمظاهرة مؤيدة صباح الخميس.
والقريب من الحدث في الانبار يتابع جيدا ويرى بان وزير المالية رافع العيساوي قد فقد الكثير من المناورات التي كانت متوفرة بيده والتي كان من الممكن ان يلعب بها كاوراق ضغط على الحكومة الاتحادية لكنه قد تسرع بعض الشيء بكشف كل اوراقه بسبعة ايام مضت.
فقد لجأ العيساوي مباشرة الى مسقط رأسه في الانبار وسارع بــ(تهيج) ابناء العشائر هناك وصعده من خطابات التحريضية المثيره للنعرات الطائفية قبل ان يبادر الى الظهور علنا يوم اول امس في العصيان المدني الذي ينفذ في الانبار وينبري لوسائل الاعلام بوابل من التصريحات آخرها وأخطرها كان عبارة انطلقت من لسانه (على المالكي ان ينتظر مصير بشار الاسد).
وعلى ما يبدو فان تسارع وتيرة التحركات التي يجريها اعضاء في القائمة العراقية المؤيدين والمقربين من وزير المالية وعلى رأسهم (سلمان الجميلي واحمد العلواني وشعلان الكريم) قد أثمرت في تزايد اعدد المتظاهرين وإقناع عشائر سامراء للمشاركة بتلك التظاهرات والتي بدأت تأخذ منحيات خطيرة ومنعرجات كبيرة لا تحمد عقباها بدأ من تعالي الأصوات الطائفية والشعارات الانفصالية ونهاية بقطع الطريق السريع الرابط بين بغداد والانبار .
ويفسر عدد من المراقبين للشان المحلي تلك الاجراءات التي اعتمد عليها المتظاهرين والمتمثلة بسلسلة الشعارات الانفصالية والتحريضية ووصولا الى قطع الطريق السريع بانه يدخل ضمن وسائل الضغط المباشر على العاصمة خصوصا وان ذلك الطريق يعتبر الرئة الاقتصادية لبغداد.
وقد لا أخطا القول لو استنتجت بان رفع الشعارات الطائفية المؤيدة لمكون واحد جاءت من اجل لفت انتباه الدول العربية التي تتبنى مناهج طائفية وتتحرك في سياساتها على اسس طائفية كــ(تركيا والسعودية وقطر).
كما اعتقد بان القائمين على التظاهرات رفعوا تلك الشعارات من اجل ان يصل صوتهم الى الدولة الثلاثة أنفة الذكر وبالتالي الحصول على دعم مباشرة لتظاهراتهم وبالتالي سيقع العراق بالمحظور ويحصل ما لايحمد عقباه.
ولكننا نجزم بان الدول انفة الذكر ربما تؤجل مثل هكذا مشاريع لاسباب تتعلق بعدم حسم المعركة بسورية وبالتالي فانه لن تجازف بتوقف الدعم عن المناصرين لها في سورية ولا تغامر في العراق لانها تعرف جيدا بان التوقيت غير ملائم او مناسب …! فما سيحدث حينها ..؟
يا ترى ماذا سيفعل العيساوي بعد ان حرق أوراقه جميعها..؟
هل يتراجع ام يتفرج على جموع المتظاهرين أم سيتمر وهذا صعب جدا في ظل الظروف الحالية..؟!
وبعيدا عن الهتافات واللافتات التي رفعت في الانبار والتي أثارت حفيظة العديد من السياسيين ووجهاء العشائر في بغداد والمحافظات الاخرى ومن جميع المكونات ، تبقى الازمة الحالية خطرة و مثيرة جدا وربما قد تتطور في حالة استمرار كل الأطراف بالتمسك بارئها ، وحينها سيقع الجميع بالمحضور ويومها لا ينفع الندم ، فقد تندلع الحرب الأهلية باي وقت …” ولات حين مناص”!