17 نوفمبر، 2024 8:41 م
Search
Close this search box.

هل رحل الحكيم فعلاً ؟…

هل رحل الحكيم فعلاً ؟…

الحكيم عائلة عريقة، أخذت إسم بات اليوم تطرقه الألسن من دون أن تدرك، إنه يرن ويثقب الأسماع، سيما المعادي لإستقرار العراق، والضحايا من هذه العائلة في رحيل مستمر، ترك فينا وجعاً لا يمكن نسيانه، بل لا نريد أن نصدق أنه رحل، بلحاض الإرث الكبير الذي ننتهجه! دون أن نعرف أنه تراث ولابد لنا الرجوع اليه لحل المشاكل العالقة، كونها مكتوبة في زمن ليس زمننا، وكأنهم يعلمون أننا سنمر بهذه السنين العجاف، ولكل منهم مشروعه المختلف! لكنه مكمل من حيث لا نعلم، إلا في حالة التفكر ولملمة الأوراق، لتنجلي لنا الحقيقة الصادمة !.

وُلِدَ السيد محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي في الثامن تموز، لسنة الف وتسع مائة وتسع وثلاثون في النجف الأشرف، هو محمد باقر إبن السيد محسن الحكيم، المرجع الديني الشيعي الكبير، وهو أيضا مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والتي تعد في حينها من قوى المعارضة العراقية، التي عملت ضد النظام العراقي السابق، ويعد من أبرز القادة الشيعة في العراق، أُغتيل في التاسع والعشرين من آب عام الفين وثلاثة، إثر تفجير النجف  بعد خروجه من ضريح الأمام علي، حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة .

الإغتيال الذي طاله كان مدبراً وأمريكياً صرفاً، وتقف خلفه جهات عدة متعاونة بشكلٍ وآخر، وإستتباب الامن بعد إنتهاء حكم البعث يُنذر بكارثة للمحتل، في كيفية الإستفادة من العراق، وبذا سيكون خروجهم مذلاً بعد الإنتصار وإسقاطهم صدام، لأنهم أحسوا أنهم لا مكان لهم بعد الاستقرار، والسيّد محمد باقر الحكيم يملك مشروع بناء دولة، تمت كتابته عند أول يوم تصدي بوجه أعتى دكتاتورية في العالم، والمتمثلة بحكم البعث وصدام بالذات، لأنه شرع أولا وبأمر أسياده بتصفية كل العقول النيرة، وكان محمد باقر الصدر وعائلة الحكيم، وباقي المفكرين أول الغيث، في القضاء على هذه العقول .

الذي لا يعرفه كثير من العراقيين والعرب، أن المنهج في بناء الدولة كان الهمّ الأول لدى شهيد المحراب، والكلام الذي تكلم به من خلال الخُطَبْ، في الحضرة العلوية المطهرة، كانت واضحة المعالم ومجزأة، ولو جمعناها كلها، لفهمنا ماهو المغزى من جعلها منفردة! وهي أصلاً سلسلة متصلة إحداها بالاخرى، ولهذا كان الإستعجال بإغتيال السيّد “محمد باقر الحكيم”، وكان المؤمل انه بإغتياله ينتهي منهاج بناء الدولة، بيد أنه كان من الأولويات لدى التيار، ومنذ أن كان أسمه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، ومصراً على تطبيقه على أرض الواقع، لتبيان الفرق بين نظام الحزب الواحد من غيره .

ما نراه اليوم بعد رحيل عزيز العراق، وتصدي السيّد عمار الحكيم، أن المنهاج نفسه مع التطور الحاصل، سواء على المستوى السياسي، أو الحياتي، أو الاجتماعي، مع سائر المتغيرات الأخرى، ودخولنا في مرحلة الدفاع عن العراق، وفتوى السيد السيستاني، التي جمعت كل الكيانات في التحالف الوطني، وإن كان تخلف البعض! لكنه يكاد لا يؤثر بشكل أو آخر، والمفرح أن بعض الشخصيات السياسية، بين الحين والآخر يسرق متبنيات ومبادرات شهيد المحراب، وينسبها لنفسه ويفشل! لانه لا يعرف أبجدياتها، كونه لا يعرف متى يطلقها، لأنها أتت وفق ضروف خاصة، وعلاجاً شافياً لمن يطبقها في حينها، من هذا نعرف أنه لم يفارقنا، لأننا نطبق منهج تمت كتابته في القرن الماضي، ولا زلنا نسير وفق ماخُطِطَ له آنذاك، فهو يعيش في وجداننا .

أحدث المقالات