18 ديسمبر، 2024 8:41 م

هل رئيس وزراء العراق فرنسي أم عراقي أم ايراني؟

هل رئيس وزراء العراق فرنسي أم عراقي أم ايراني؟

قال تعالى في سورة البقرة 11ـ 12 (( وَإِذا قيل لَهُم لَا تفسدوا فِي الأَرْض قَالُوا إِنَّمَا نَحن مصلحون إِلَّا إِنَّهُم هم المفسدون وَلَكِن لَا يَشْعُرُونَ)).
هنيئا لثوار العراق ولبنان فالجهود والسلاح والتمويل والدعاية والمليارات التي أنفقها النظام الايراني في العراق ولبنان للسيطرة على مقدرات البلدين ضاع سدى خلال شهر واحد من إنتفاضتي الشعبين المباركتين.
كلمة لخامنئي: الهزيمة يا مرشد الضلال مرٌة المذاق، لكن الإعتراف بها أكثر مرارة، كن على ثقة بأنك ستجرع من كأس السم الذي جرعه سلفك الخميني.
كلمة لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي: ربما لو قدمت للعراقين بقدر ما قدمته لإيران، لكان موقفك أحسن قليلا.
سنقدم للشعب العراقي والعربي كشف حساب بما قدمه عبد المهدي الى ايران، ونقارن ذلك بما قدمه للعراق، وعلى ضوء النتائج يمكن الحكم على وطنيته أو فارسيته. لكن قبل الدخول في الموضوع لدينا ثلاثة أسئلة لمرجعية النجف تتعلق بإختيار رئيس الوزراء الحالي .
1. هل فاتت المرجع الأعلى ان عادل عبد المهدي كان مقاتلا في صفوف فيلق بدر الإرهابي، وقاتل الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية، بلا شك ان الذي يقاتل العراقيين لا يمكن أن يرأف بهم او يهتم لحياتهم ومصيرهم، فلا غرابة ان يأمر قواته بإطلاق الرصاص الحي على ثوار تشرين، فقد سبق له أن أطلق النار على الجيش العراقي السابق؟ هل العميل لدولة أجنبية يعمل لصالح بلده أم الدولة التي جندته؟
2. لماذا تنازلت المرجعية عن شعارها (المجرب لا يجرب)، هل من تولى رئاسة وزارتين ونائب رئيس الجمهورية وكان له دور قيادي في المجلس الأعلى واشترك في صياغة الدستور وصاغ ما يسمى بتراخيص النفط التي نُهب عبرها النفط العراقي غير مجرب يا مرجعية النجف الرشيدة جدا؟
3. كان من شروطكم أن يتولى رئاسة الحكومة من يحمل صفات محددة (ان يكون حازما وشجاعا وعادلا وامينا). هل عادل عبد المهدي يتمتع بهذ الصفات؟
نترك الأسئلة تدور في فلك الفراغ، لأنه لا يمكن للمرجعية أن تجرأ في الإجابة عنها.
والآن لندخل في صلب الموضوع، ونبدأ بالإنجازات التي قدمها عادل عبد المهدي لإيران (ملاحظة إننا لا نستخدم ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الايرانية، لأن هذه التسمية فيها تجني وإساءة للإسلام، والإسلام بريء من هذا النظام العفن).
1. أعفى عادل عبد المهدي الزوار الايرانيين من رسوم الدخول الى العراق، مما سبب خسارة بملايين الدولارات في الوقت الذي يعاني العراق من عجز مالي مرعب.
2. تغاضى عن سرقة النفط العراقي من قبل النظام الايراني في الآبار الحدودية ومنها حقول مجنون، وهي البدعة التي صاغها العميل الايراني باقر صولاغي تحت مسمى (الآبار النفطية المشتركة)، والحقيقة هي ليست مشتركة، بل لطرف واحد هو ايران.
3. إغراق السوق العراقية بالسلع الإيرانية الرديئة الصنع والمنتهية الصلاحية والفاسدة، وبلغت الصادرات الايرانية للعراق مثلا عام 2006 (6) مليار دولار، في حين ان صادرات العراق لإيران لم تزد عن (60) مليون دولار. وبلغت الصادرات الايرانية للعراق عام 2018 (13) مليار دولار، وعقد عبد المهدي اتفاقيات اقتصادية مع روحاني لزيادة الصادرات الايرانية الى (20) مليار دولار سنويا.
4. تنازل عبد المهدي للنظام الايراني عن حقوق العراق في شط العرب، وقد كشف الكثير من المحللين السياسيين خسارة العراق في الإتفاقية التي عقدها عبد المهدي مع روحاني خلال زيارته الأخيرة للعراق.
5. قام عادل عبد المهدي بتقوية الدولة العميقة التي يترأسها الجنرال قاسم سليماني، وبعضوية فالح الفياض ونوري المالكي ومقتدى الصدر وابو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وهادي العامري وغيرهم من أقزام ولاية الفقيه.
6. انتقاصه من سيادة العراق خلال السماح بنزول الاف العناصر من الحرس الثوري العراقي بحجة حماية الزوار الايرانيين في مراسم عاشوراء. ما هو إذن واجب مليون جندي وشرطي عراقي؟
7. السماح بسيطرة الميليشيات الولائية التابعة لولاية الفقية على المنافذ الحكومية البرية والبحرية والجوية (مطار النجف والبصرة) والإستيلاء على عوائدها.
8. السكوت عن غسيل العملة والسماح بتهريب مئات الملايين من الدولارات يوميا الى ايران ولبنان عير مزاد البنك المركزي المشبوه، والبنوك الاسلامية التابعة للحرس الثوري.
9. تهريب النفط الايراني بسفن تحمل العلم العراقي وسبق ان كشفت الحكومة ايطاليا فضيحة السفينة العراقية التي تحمل النفط الايراني.
10. المراوغة والإلتفاف على العقوبات الامريكية ضد النظام الايراني من خلال إستيراد الغاز الايراني والكهرباء من ايران حصرا، دون البحث عن بديل، مع توفر البدائل وبأسعار تنافسية.
11. التغاضي عن التصريحات المسيئة لأركان النظام الايراني ضد سيادة العراق وشعبه كتصريح السفير الايراني (مسجدي) في بغداد، بأن المصالح الامريكية في العراق سيتم استهدافها من قبل النظام الايراني في حالة اندلاع الحرب بين الولايات المتحدة ونظامه. ووصف مرشد الثورة الخامنئي المتظاهرين بالمشاغبين وعملاء لأمريكا واسرائيل، ووصف (محمد علي موحدي) إمام وخطيب طهران ـ مستشار الخامنئي ـ المتظاهرين في العراق بأنهم (شيعة الانجليز)!
12. ربط السياسة الخارجية العراقية بالإيرانية، والخروج عن الاجماع العربي والدولي في أي قرار يدين النظام الايراني، واختيار وزير من اصول ايرانية كوزير للخارجية. (الحكيم ليس عشيرة بل مهنة لأحد أجدادهم، وهم ينتمون الى عشيرة الأصفهاني).
13. جعل العراق متنفسا اقتصاديا لأيران، بحيث صار العراق المستهلك الرئيس للبضائع الايرانية من جهة، وتمرير البضائع الايرانية الى سوريا ولبنان من جهة أخرى.
14. نفذ عادل عبد المهدي خطة النظام الايراني في قتل القطاعين الزراعي والصناعي، ووأد الإنتاج الوطني، فلم يجري تعمير أي من المصانع التي خربها الإحتلال، او اقامة مصانع جديدة تستقطب الأيدي العاملة العراقية، او الشروع باستثمارات في قطاع الغاز والكهرباء والصناعة والزراعة، بل كان العكس، فقد سممت الثروة السمكنية ونفقت الملايين من الأسماك، وتم حرق آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية قبل موعد الحصاد بأيام، وتم نشر اوبئة فتكت بآلاف الأطنان من الدجاج العراقي، كل ذلك لغرض ترويج البضائع الايرانية.
15. تستر عبد المهدي عن تصدير ايران المخدرات للعراق وبأثمان بخسة، وزعم بأن المخدرات تأتي من الأرجنتين وليس ايران، وصار اضحوكة للعراقيين بهذا الزعم، واليوم يتندر العراقيون على كلامه ويطلقون على ايران تسمية (الأرجنتين).
16. في محاولة مثيرة للسخرية اتهم عادل عبد المهدي منظمة مجاهدي خلق بقصف مستودعات الحشد الشعبي من الأسلحة والذخيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة، في محاولة سخيفة ومفضوحة للإساءة للمنظمة المعارضة للنظام الايراني القمعي، علما ان مقر المنظمة في باريس وليس قرب الحدود العراقية.
سنكتفي بهذا القدر، ونستعرض ما قدمه عادل عبد المهدي للعراقيين.
1. رفع الخرسانات الأسمنتية من الشوارع العراقية والمنطقة الخضراء، وأعادة الى مواقعها، بل قام بتمديدها الى مسافات أبعد واماكن جديدة بعد الثورة العراقية الكبرى في الأول من تشرين الأول.
2. مخالفة الدستور العراقي في منع حق التظاهر وايصال وتداول المعلومة، عبر قطع الانترنيت وتعطيل الحياة، وتكبيد ميزانية الدولة خسائر بملايين الدولارات يوميا، علاة على شركات القطاع الخاص، وقدرت الخسائر (1.358) مليار دولار، حسب تقدير شكة ( نت بلوكس) خلال شهر تشرين الأول الماضي.
3, تكتيم أفواه، واغتيال واعتقال وخطف الناشطين، والهجوم على مقرات الفضائيات التي كانت تنقل صورا حية عن التظاهرات وسرقة محتويات مقراتها، وتدمير ما لا يمكن سرقته.
4. استخدام العنف المفرط من قبل القوات الأمنية ضد المتظاهرين السلميين، وكانت حصيلتها اكثر من (10000) عراقي ما بين قتيل ومعوق وجريح، علما انه في حروب دول لم تكن نتيجتها مثل هذه الخسائر، فالخسائر البشرية في حرب الفوكلاند مثلا كانت (1717) شخص ما بين قتيل وجريح. ونحن نتحدث حالة حرب بين دولتين وليس تظاهرات سلمية، وعن خسائر عسكريين وليس مدنيين.
5. الكذب المتواصل من أول يوم تولى فيها منصبه، من كذبة فتح النافذة الالكترونية لتعيين الوزراء وانتهاءا بالكذب عن اصدار قرارات بمنع استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. كل يوم يسفك الدم العراقي من قبل القوات الأمنية والميليشيات الولائية
6. تفاقم مشكلة الفقر والجوع والبطالة والإفتقار الى الخدمات الصحية والتربوية والخدمية وانتشار السلاح خارج الدولة والخضوع لإرادة الميليشيات الولائية، وتعزيز النزعة العشائرية والقومية والمذهبية.
والآن نترك الحكم للقراء الأفضال، ويمكنهم إضافة المزيد من انجازات بعبد المهدي سواء لوطنه الحقيقي ايران او الى العراق.
كلمة أخيرة
تحية للثوار الصامدين في ساحات الوغى، والرحمة والخلود لشهداء ثورة تشرين المباركة، والشفاء العاجل للجرحى والعودة مجددا لجبهات الثورة.
الف تحية للمرأة العراقية الأم والأخت والزوجة والبنت والقريبة والحبيبة، لقد أثبت انكن حفيدات الخنساء، والله الذي لا اله إلا هو ان القلم ليعجز ان يصف ملاحمكم البطولية، انكم فضحتم بها الخزي والعار الذي لحق برؤساء العشائر الذين نزعوا العُقل وحفوا الشوارب وقبعوا في مضايفهم المهترئة متجاهلين دماء ابنائهم التي تسفك يوميا على أيدي القوات الأمنية وميليشيات الولي الفقيه. التأريخ لا يرحم المتخاذلين والمتقاعسين عن نصرة المظلومين، والسماء لن ترحم الساكتين عن الحق، انها فرصتكم الأخيرة يا من تسموا أنفسكم شيوخا لتطهير العُقل من لطخة العار، والا سنقرأ سورة الفاتحة عليكم وأنت أحياء.