19 ديسمبر، 2024 3:38 م

هل دعوة المالكي كبرى شركات الاستثمار البريطانيّة العمل في العراق لمناسبة اليوبيل المئوي لاحتلال بريطانيا له ؟!

هل دعوة المالكي كبرى شركات الاستثمار البريطانيّة العمل في العراق لمناسبة اليوبيل المئوي لاحتلال بريطانيا له ؟!

إهانات قاسية مستمرّة توجّهها الإدارة الأميركيّة لشعب العراق عبر السيّد المالكي وعبر غيره , فما لقيه السيّد المالكي من إهمال من هذه الإدارة  ذقناها نحن  , ذقنا طعم العبوديّة من جديد وكيف تكون خاصّةً عندما تكون بطعمها الأصلي ! , لقد جدّد فينا خنوعه ورضاه وإصراره على الانتخابات مجدّداً “سنؤيّده فيها لو حقق الأمن والخدمات” رغم ما لقيه من أذىً معنوي ؛ جدّد فينا تلك الأحاسيس الّتي لم نذقها قبل الاحتلال ؛ من تلك الأحاسيس الّتي كانت في أوجها عند الأيّام الأولى للاحتلال أيّام ما بصم بقلمه “رامسفيلد” مع بعض من حوله على لوحة الدلالة المروريّة باتّجاه بغداد مع ابتسامة عريضة ! , عندما ذقنا طعم ما سبق لأجدادنا ذاقوا وهم يرون بأعينهم جيوش “مود” تدخل بغداد قبل مئة عام < وبهذه المناسبة نذكّر حكومتنا , ولا ندري نهنّئها أم لا , بضرورة الاحتفال بالاحتلال الانكليزي “الصديق” للبلد الّذي سيصادف المئويّة الكاملة بعد أربعة أعوام , ولربّما لم تكن من باب المصادفة أن يستغلّ السيّد المالكي اليوبيل المئوي لاحتلال بريطانيا العراق ليدعو شركاتها “الكبرى” للاستثمار في العراق ! > .. ومضت الأيّام وتعوّدنا , أو لنقل “ثوّلنا” ! , فلم نعد نشعر بثقل كلمة احتلال “إلاّ عندما نتعرّض لصدمة من نفس جنس صدمة الاحتلال” كأن نفاجئ مثلاً بمسؤول أميركي وقد حطّ بالبلد , أو إذا ما تمّ استدعاء مسؤول حكومي “جلده سميك” يتحمّل للحضور للبيت  الأبيض !  فنذوق عندها مع ما يذوق هو “إن شعر بمذاقها حقّاً!” طعم الإهمال المتعمّد , عندها نقول في أنفسنا  ياما سمعنا عن العبوديّة ولم نعشها , يا ما قرأنا عن غزو هولاكو والاحتلال الفارسي قبل الاسلام أو غيرها من احتلالات للبلد أتت بعد الإسلام ولم نعلم كيف هي , فما درينا هي الاحتلالات هكذا ؛ إهانات وذلّ وقسوة ومخدّرات ونهب وقتل واختطاف وأمّيّة واعتقال وإعدامات أصبحت تعلن وكأنّها من ضمن النشاط الحكومي اليومي ؛ ياما استنكر الغرب إعدام واحد فقط “بازوفت” وأقام الدنيا ولم يقعدها لغاية اليوم ضدّ النظام السابق ..
 قد يكون من يحكمك من بينك دكتاتور يحكم بالحديد والنار متسلّط لا يخرج أحد عن أمره لكنّ حكم مثل هذا لا تخرج طبيعته عن طبيعة التحدّي الّتي تمتاز بها مجتمعاتنا تختلف درجات تفسيرها على أرض الواقع من مجتمع لآخر , مجتمع إرثه الصراع يصعب استسلامه للديمقراطيّة المهمّ في الأمر أن يبقى البلد مصاناً أمنيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً مالم يقع نظام مثل هذا في دوّامات السياسات الدوليّة بحسابات خاطئة كما حصل مع النظام السابق منها تحوّلت إلى مدمّرة بعد أن تماها مع “القوميّة” كثيراً لم يكن مستعدّاً لها الآخر , وطبيعة النظام العراقي من هذا النوع الّذي ينحاز إلى الصراع على السلطة وفق نظريّة “الانتخاب الطبيعي” وهي طريقة تمتّع بها شعب العراق “قبل الإسلام” عادت بعد أن بدأ ضغط “طاعة وليّ الأمر” الّتي استمرّ قانونها الوراثي سارياً حتّى تأسيس الدولة العراقيّة الحديثة  لذا فنحن العراقيّين أصحاب الحضارات وأصحاب “الأنوف اليابسة المتعجرفة” كما يُقال ! نحن ملوك “البغددة” ! نعتبر أنفسنا ليس كغيرنا مثل باقي الشعوب ننتظر المياه تدفع بالخشبة نحونا ! , ليس من طبيعة  مغايرة في الخلق , لكن من طبيعة غير خاضعة متمرّدة تستهوي المنافسة الدمويّة الحقيقيّة هي برأيي ترسّبات من صراع طويل أغلبه لم يدخل ماكنة طباعة التاريخ ,  وبرأيي أيضاً أنّ مثل تلك المسيرة ستسمح لنا القول وفق ذلك المنطق العراقي أنّ أميركا قد مرّغت انوفنا بالوحل عبر “أصدقائها” الّذين سبق وتوسّلوا الاحتلال “الصديق” قصفنا بأحدث آلات الدمار ثمّ غزونا , من الّذين على شاكلة رئيس وزرائنا السيّد المالكي متمسّكاً بمنصبه مذعوراً من طبيعة العراقيين الّتي أسلفنا يتوسّل أميركا بعينيه قبل لسانه إذا ما شعر بالخطر محدق به لكسب تأييدها له بالبقاء خالداً في الحكم مع خلود الله المهمّ أن يكون بعيداً عن “السحل” ! .. فيم البعض من إعلاميينا ( يعوّل ) ويتوسّل “الحظّ” أن يزاح هذا المسؤول عن سدّة الحكم لمجرّد أنّه يبغض بقاءه مسؤولاً بغضّ النظر ماذا حصل للعراق أثناء حكمه ! .. تجاوبه طبيعة أخرى للعراقيّين أيضاً : أيّ وطنيّة تلك  تبدل “سخام البين بغراب البين”  وتتأمّل ؟ ؛ وتتأمّل هذه الأقلام من نفس الاحتلال تغيير “وكيلها”  بوكيل آخر ! سخرية لتبادل أدوار تظهر مدى ما وصل إليه بعض العراقيين المثقّفين لا تختلف كوامنهم كثيراً عن لهفة بعض المتديّنون من الّذين يدّعون اتّباعهم الرسول أو آل بيته , صدّعوا رؤوسنا بادّعاء تقواهم , بينما باختبار واحد انكشف زيف كلّ ما ادّعوه بواقع جديد ثبت أنّه واقع لا علاقة له بواقع الحال , رأيناهم بالصورة وبالصوت في أزمة إخوانهم “الإخوان” مثلاً يتوسّلون  حاملات الطائرات الأميركيّة الاقتراب من قناة السويس أثناء انقلاب السيسي لإعادة مرسي !  ..  لا يختلف عن هذه النزعة إعلاميّون عراقيّون يبدون كرههم للسيّد المالكي مثلاً , وهم محقّون , لا أقصد كره شخصه والعياذ بالله ,  بل كره أفعاله “سياساته” الّتي أودت بحياة وبعوق وبتيتّم الآلاف من العراقيين وبما تبقّى من بنية البلد التحتيّة الّتي لم تصمّم للزلازل بعد ! وبأموال العراقيين بمئات المليارات من الدولارات , ولكنّ هؤلاء الاعلاميّون لا مانع لديهم استبدال أميركا للمالكي “بوكيل” لها آخر وإن سلك سلوك سلفه طالما يستطيع الإمساك بالعراق على هواهم , فهم لا يهمّهم العراق سواء “أطشّ أم رشّ” كما يقال بالعامّيّة , وكما بات واضحاً من بعض هذه الأقلام , بقدر ما يهمّهم كسب الرهان أو “كسر لرتابة” تعوّدوا عليها يريدون تغيير إيقاعها وإن بقيت بنفس الشكل وبنفس الألوان ! ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات