اذا صحت الرواية ان داعش اعدمت الطيار الأردني قبل شهر فهذا يعني انها قد حكمت على العراقيين المسجونين لدى الاردن بتعجيل اعدامهما وهذا ما جرى لا محاولة تحريرهما ,واذا صحت هذه الرواية فانها تعني ان من يدير أمور داعش ليسوا اكثر من مجموعة هواة مراهقين لا استراتيجية لهم ولا خبرة تؤهلهم ليطلقوا على انفسهم دولة ..
لا أريد ان اتهمهم الان بانهم عملاء وينفذون مخطط امبريالي لزيادة القتل عند السنة ولكن لننظر للتاريخ القريب ,فماذا فعلت داعش و ما ذا حققت غير القتل والفوضى حتى انك تستطيع القول بان ما فعلته هو مجموعة كر وفر فاشلة بكل معنى الكلمة ..لان دخولها أي منطقة عدا نينوى التي ساعدها في البقاء حزب البعث فان دخولها كان دخول بدون ثمن وهذا افدح الخسائر لأي قوة مهاجمة ولن يكون في صالح مسعى ما تدعيه من بناء دولة!….
أرجع هنا لمبادئ سونزو في الحرب حيث يقول عند دخول أرض العدو فعليك أن تستغل ثروات تلك الأرض ( بشر , مواد خام , زراعة ) لصالح قواتك وإلا لن تستمر وستخسر في تلك الارض … وهنا تظهر صفات عبقريه القاده القدامى من المسلمين عندما يفوزون في الحرب لا يستولواعلى ارض الا لضرورة المعركة ويتم تعويض أهلها و لا يقطعون شجرا ولا يهدمون بيتا و لا يسرقوا ممتلكات منقولة او غير منقولة لا يقتلوا طفلا .ولا يقتلوا من لم يحمل السلاح ضدهم …واهم نقطة هنا هي كسب البشر في مناطق التحرير فذلك سيعطيك زخما وقوة لتحقيق مصالحك وتثبيت اقدامك ,فهل حققت داعش أي من هذه المباديء ؟!! . أستطيع القول لا لانها سرعان ما خسرت مناطق تواجدها وخسرت معه ثمنا كبيرا تمثل بسقوط اعداد كبيرة من منتسبيها بين قتيل وجريح وازداد القتل عند المدنيين.
الان أيضا أقول لا أريد ان اتهمها بالعمالة لاعداء العراق والمقاومة لكن لنرجع بالتاريخ قليلا ونأخذ على سبيل المثال مدن ديالى – سامراء – الرمادي .لم تستطيع القوات والميليشيات الموالية للحكومة المنصبة من قبل المحتل في العراق من زيادة القتل وتهجير الناس من بيوتهم ولمدة زادت قريبا على السنة لانهم كانوا يتظاهرون ويتجمعون سلميا وكلنا نذكر مجزرة الحويجة التي قامت بها قوات النظام الطائفي وكيف انها اخذت طابعا عالميا في الإدانة والاستهجان وكذلك الامر في سامراء حيث كان مقتل 6 اشخاص على يد الميليشيات قد اثار زوبعة من الاستنكار ورفض أسلوب الإعدام العلني عند أبواب بيوت الناس واخر ما حدث هو قيام الجيش الطائفي باقتحام مخيمات المتظاهرين وكيف انهم رجعوا على اعقابهم حين فشلوا في اتهامهم للمتظاهرين من انهم يخزنون السلاح والمقاتلين في تلك السرادق .. ثم دخلت داعش ديالى واقتحمت سامراء و احتلت مناطق شاسعة من الرمادي وما جاورها فما ذا يحصل الان ؟ !. مجازر مروعة عيني عينك ضد مصلين تم قتلهم تحت اعين الشرطة في ديالى وابادة أخرى لسبعين رجلا اخذوا من بيوتهم وتم اعدامهم في الشوارع مئات العوائل شردت من منازلها بالقوة ونتيجة الخوف ومنعوا من العودة لبيوتهم ..ثم هذه سامراء تحصد اكثر من الف قتيل غدرا وبنفس أسلوب الإبادة التي مورست في ديالى وتم اكراه الناس على بيع أراضيهم بالقوة او يقتلون وتم إحلال من هم اصولهم إيرانية او مواليين لغرض تغيير التركيبة السكانية ..وكانت الرمادي اخر العنقود فبالاضافة لما مارسته داعش من قتل وانتقام من عشائر محددة تقوم الان ميليشيا وجيش وشرطة بعمليات إبادة جماعية أخرى وتهديم الممتلكات وانها مسيرة من نفس العدوا اللدود الذي يقال ان عدد قواته التي دخلت للعراق الى الان قارب على 300 الف مقاتل شيعوا كثير منهم يوميا وسقط منهم اكثر من عشرة من قادتهم أيضا .
اذن انا لا اتهم داعش مرة أخرى على انها عميلة او تنفذ أوامر الأعداء لكن بالمقارنة بين الامس واليوم نجد بكل وضوح ان سبب وجود داعش في هذه المدن الثلاثة هو الذي اعطى المبرر للقتلة من ان ينفذوا مخطط الإبادة البشرية الذي هم مستمرين به والذي لم يتجرؤوا على تنفيذه قبل هذه المدة ..الأخطر من كل هذا وذاك ان هؤلاء الميليشيات الان يمارسون القتل بمباركة دولية وغطاء امريكي .وانا لا أقول الى الان ان داعش تنفذ مخطط المحتلين !.