23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

هل داعش امريكية ..!!!

هل داعش امريكية ..!!!

استبقنا العنوان ب : – هل – ولم نشأ ” عمداً تأكيد او نفي ذلك , بينما سأبقى  محتفظاً برأيي بيني وبين نفسي , عارفا وواثقاً عمّا اذا كانت ” داعش ” امريكية او لا , ولا يحقُّ لا للبنتاغون او مشتقاته محاسبتي على هذا العنوان التساؤلي , ولا لبعض سكّان المنطقة الخضراء ايضا , والقصدُ المقصودُ بذلك هو الإستنتاج والتصوّر المسبقين بأنّ هنالك إشارةٌ او إشاراتٌ ما قد تكمن  خلف هذا العنوان وتوحي فيما توحي بأنّ داعش هي امريكية الصُنعِ والإخراجِ , او لعلّه افتراضٌ آخرٌ بأنّ الهدف هو لتشويه صورة داعش , وسواءً كانت ناصعه او لا .! , لكنّ المهم عندي هو أنّي لم اطرح ايّاً من الرأيينِ او سواهما وحتى ما يناقضهما , إنّما سأترك للقارئ هنا قراءة هذه المعلومة الجديدة ادناه .! وثمّ التأمّل بها قليلاً اذا ما كانت بحاجةٍ للتأمّل , ولربما للتحليلِ والربطِ عند البعض ..
يتفاجأ المرء ولا سيما العربي ” وحتى الكردي ايضا ” بفقرةٍ وردت في كتاب مذكرات ” هيلاري كلينتون ” الذي صدر مؤخرا وحديثا في الولايات المتحدة  > والذي لم تتم ترجمته الى العربية بعد   ,  < وقد إبتدأت تلك الفقرة ب : – >>  كلمة السر كانت : 360 .! , وإنّ الجيش المصري يُرمز له عند المخابرات المركزية ب ” الصخرة ” , وتقول كلينتون : دخلنا الحرب العراقية والسورية والليبيه وكان كلّ شيء على ما يرام وجيّدا جدا , لكنه فجأةً قامت ثورة 306 الى 37 في مصر , وكلّ شيئٍ قد تغيّر خلال 72 ساعة .! , فقد كنّا على اتّفاقٍ مع تنظيم الأخوان المسلمين في مصر على اعلان الدولة الأسلامية في سيناء  وانضمام مِنطقَتَي ” حلايب وشلاتين ” الى السودان , وكذلك فتح الحدود مع ليبيا من ناحية ” السلّوم ” , وقد تمّ الإتفاق على اعلان الدولة الأسلامية في يوم 572013 , وكنّا ننتظر الأعلان عن تشكيل هذه الدولة لكي نعترف نحن واوربا بها فورا , وتضيف كلنتون : لقد قمت بزيارة 112 دولة     في العالم بغية توضيح الموقف الامريكي مع مصر , وقد تم الأتفاق مع بعض الأصدقاء بالأعتراف بالدولة الأسلامية حال اعلانها فورا , ولكن فجأةً تحطّم كلّ شيء , وكلّ شيء كُسِرَ امام اعيننا بدون سابق انذار , إنّ شيئا مهوّل قد حدث , وفكرنا بأستخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا او ليبيا , فجيش مصر قوي للغاية , والشعب المصري لن يترك جيشه وحده ابدا . وهنا تُفجّر كلنتون المفاجأة !! << وعندما تحركنا بعدد من قطع الاسطول الاميكي بأتجاه مدينة الاسكندرية , فقد تمّ رصدنا من قبل سرب من غواصات مصرية حديثة جدا يطلق عليها ” ذئاب البحر 21 ” وهي مجهزة بأحدث الأسلحة واجهزة الرصد والتتبّع , ثمّ حاولنا الأقتراب من قبالة البحر الأحمر , ففوجئنا بسرب من طائرات ميغ 21 الروسية القديمة , ولكن الغريب انّ راداراتنا لم تكتشفها من اين اتت والى اين ذهبت , فآثرنا الرجوع مره اخرى , وقد لفت نظرنا شدة التفاف الشعب المصري مع جيشه , وخلال ذلك تحركت الصين وروسيا رافضين هذه التوجهات الجديدة , فتمّ إرجاع قطع الأسطول , ولغاية الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها , فأذا ما استخدمنا القوة ضد مصر سنكون قد خسرنا سياسيا , واذا تركنا  مصر خسرنا شيئا في غاية الصعوبة , فمصر هي قلب العالم العربي والاسلامي , واذا كان بعض الأختلاف بينهم فالوضع يتغير  . تنتهي هنا الفقرة المختارة من كتاب هيلاري كلينتون الجديد .. فما هي الأستنتاجات ” المستنتَجه اصلاً ” من كلام وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة  .؟ وما هي العِبَر والدروس المستفاده .؟ ثمّ ما هو الربط بين علاقة الادارة الامريكية بحركة الأخوان المسلمين في مصر , ومع عموم التنظيمات الدينية في المنطقة ..؟ , لا ريبَ بل بالجزم القاطع انّ تشكيل دولة اسلامية في سيناء المحاذية والملاصقة لأسرائيل والأعتراف بها امريكيا واوربيا فور الأعلان عنها > اي بشكلٍ متسرّع ومتعجّل  < هو ضمانٌ امنيٌّ ومٌُوَثّق ومكفول لأمن اسرائيل وحدودها , كما من الواضح انّ السياسة الأمريكية متجهة لأيصال هذه الحركات الأسلامية بمرادفاتها ومشتقاتها نحو السلطة في بلدانها لسببين على الأقل : فهي مضمونة السير على النهج الأمريكي من جهة , وثمّ انّ شعوب تلك البلدان العربية ستبقى في حالةٍ من الأضطرابات والقلاقل كما نشهده في بعض الدول العربية .. والى ذلك فكيف يمكن استقراء ومتابعة تفاصيل الحالة بين الولايات المتحدة وبين داعش منذ احتلالها للموصل .؟ , لا أحدَ يمتلكُ ادلّةً موثّقة عن تفاصيل انطلاقة داعش في العراق وربما تغدو هذه التفاصيل وجزئياتها من اسرار المخابرات لبعض الدول الغربية , لكنّ السرعة الفائقة لقوات البيشمركة في احتلال كركوك ومنشآتها النفطية يوحي وكأنّ الأمر كان مرتّباً مسبقا .! , والمتتبع لردّ الفعل الأمريكي الأولي على ذلك سيلحظ انّ سلسلةً من التصريحات الأمريكية المتذبذبة حول احتمال التدخّل العسكري قد كانت مدروسةً مسبقا بغية خلق حالة من التشويش الذهني , وقد تراوحت تلكنّ التصريحات بين ارسال مستشارين عسكريين الى ارسال وحدات من الكوماندوز الامريكي لحماية السفارة الامريكية في بغداد ” وكأنّ داعش باتت تدنو من المنطقة الخضراء .! ” , ثمّ الأعلان عن ارسال طائراتٍ بدون طيار ومزودة بالصواريخ , الى الأعلان عن طائرات استطلاع لأستكشاف المواقع التي تتواجد فيها داعش , وكلّ هذا التذبذب الأمريكي كان معززا بالقول بأن الدولة الاسلامية في الشام والعراق هذه تُشكّل خطرا على الأمن القومي الأمريكي , بينما لم نسمع من داعش ايّ تصريحٍ او اعلانٍ ضد الولايات المتحدة او تهديدا لمصالحها  , وإذ لا زلنا لا نُثبت دليلاً واضحا ملموسا عن علاقة الأمريكان بداعش , لكنّ النقطة الأبرز التي يقف امامها ايّ قارئٍ او متتبّع ” وربما يقف حائرا او متأمّلاً ” هي : لماذا ترفض ادارة اوباما طلب الحكومة العراقية لأن يتولى سلاح الجو الأمريكي بقصف مقاتلي داعش في المناطق التي احتلوها ولاسيما انّ الأمريكان يمتلكون خريطةً متكاملة عبر التصوير الجوي المستمر لتلك المناطق والمواقع .!؟ , وهل سيبقى ذلك لغزاً محيّرا في فكّ رموزه .! رغم اني شخصيا لا ارى ايّ ابهامٍ في الأمر اذا ما كانت مساحة انظارنا اوسعُ نطاقاً وأبعدُ مدىً , فلماذا تنظيم ” انصار الشريعة ” في ليبيا يفرض نفسه عسكريا على الحكومة هناك .! وكيفَ يغدو تنظيم وترتيب ادارة هذه التوازنات على الساحة السورية بدءاً من ” جبهة النصرة ” الأسلامية ومرورا بالجيش الحر وانتقالاً الى الأئتلاف السوري , وثم انحرافا الى دولة العراق والشام الأسلامية وغيرها من التشكيلات والتنظيمات الدينية وغير الدينية هناك , ثمّ قفزا الى الى الأحداث المتداخلة في تونس وعموم المغرب العربي , ويليه انعاطفا ليس الى الحوثيين في اليمن فحسب , وإنما الى الدور المرسوم لدولة قطر للتحكّم في كلّ اضطراباتٍ سياسية تقع في ارجاء الوطن العربي , حتى غدت المسخرةُ ان يبدأ السيد ” بان كيمون ” زيارته للمنطقة لمحاولة إطفاء نار الحرب الشعواء المندلعة بين اسرائيل وحماس , بزيارة دولة قطر الأصغر حجما ووزناً والأصغر في كلّ شيء, قبل دول المنطقة الأخرى بما فيها اسرائيل .! , اليس كلّ ما يجري هو ترجمة عملية لمخطط هنري كيسنجر منذ اواسط سبعينيات القرن الماضي لشرذمة وتفكيك الأقطار العربية , وكلتا الساحتين العراقية والسورية هما الأكثر وضوحا لذلك . الملاحظة الأخيرة في هذا الشأن : الا يمكن القول بأنّ تفجير الأضرحة ودور العبادة والمراقد الأسلامية سواءً في العراق او في سوريا , وسواءً من قِبل داعش او الميليشيات الأخرى قد يبدو وكأنّ قوىً ما تحمل نَفَساً صليبيا وتنفّذه عِبرَ هذه الآلات البشريّة المسلمة ..!!!