23 ديسمبر، 2024 1:46 م

هل خضع امين بغداد ؟

هل خضع امين بغداد ؟

ان ثقافة الاستقالة لايعرفها إلا القلائل في هذه الحكومة لذلك فهي مستغربة عندما تصدر من البعض ويكثر الحديث عنها بينما يجدر الحديث عن عدم الاستقالة شاهدنا أمس السيد عادل عبد المهدي واستقالته المدوية والرافضة للواقع السياسي العراقي ، واليوم ياتي موقف جديد من قادة المجلس الاعلى ، الا وهو صابر العيساوي ، قدم استقالته لاربع مرات متوالية وكانت ترفض لاسباب معروفة لانريد الدخول بتفاصيلها الا اننا يجب ان نقف عند المواقف لهذه الشخصيات والتي خدمت العراق وبغداد كثيراً ، ربما شاهدتم وتابعتم استضافة البرلمان للعيساوي وكيف كانت اجاباته وردوده وكيف كانت اسلوب المستجوبين والذين يملكون صفة (برلماني ) وكيف بانت نواياهم ومواقفهم من العيساوي وحتى من كتلته التي يمثلها ، وما ماذا يبيتون وأين يريدون الوصول بهذا البلد، قدمها بكل رحابة صدر واثبت ان رجال المجلس الاعلى هم رجال دولة ويؤمنون  بالعمل المؤسساتي والمهنية العالية فالمهم لديهم هو خدمة المواطن لا التشبث والتمسك بالكراسي والركض وراء المناصب والسعي للحصول على الغنائم ، لقد عبر العيساوي باستقالته عن سلوك حضاري رائع للمجلس الاعلى وكوادره المتقدمة ، وعبر عن تاريخه الحضاري الاصيل ، وأيمانه المطلق ببناء دولة المؤسسات لادولة العوائل والشخصيات والأحزاب ، أنا اعتقد ان السيد العيساوي كان يشعر  بالإحباط من جراء حملات الاستهداف ضد أمانة بغداد وضده شخصياً، وأنه يشعر بالإرهاق بسبب العمل في مناخ سلبي، وما ان قدم السيد العيساوي استقالته حتى كشرت الافاعي والذئاب عن انيابها للنيل منه ومن كتلته محاولة منها للتسقيط السياسي او الاعلامي ، ان استهداف امين بغداد من قبل اعضاء الكتلة الصدرية ودولة القانون جاء للتغطية على الفساد المستشري في وزارة هم يمثلونها ، وما هي إلا مصالح حزبية وشخصية ضيقة ،فإذا ما دققنا في الحقائق على أرض الواقع وما نشاهد من إعمال وأعمار في بغداد لهو شاهد لهذا الرجل(المجسرات،–الساحات الرياضية-مشروع قناة الجيش-التشجير-المتنزهات – مجاري المياه الثقيلة، مشروع ماء الرصافة الكبير، أكساء الشوارع) هي مشاريع تعود كلها الى أمانة بغداد ،هنا يجب ان نقف ونقرأ مواقف هولاء لنعرف مدى استهانتهم بمصالح الشعب العراقي المسكين والذي وضع ثقته بهم ، هناك من خدمته الصدفة في تسلق المنصب وأصبح وحشاً من وحوش الغابة لينقض على فريسته ، انا هنا ارسل رسالة الى نواب كتلة المواطن  على الاخص ، والى جميع من يهمهم مصلحة هذا البلد ، اتمنى عليكم الوقوف بحزم امام جميع المخططات الرامية لتمزيق بلدنا وجعله لقمة سائغة بيد الفساد المستشري ، وادعوهم الى الوقوف بوجه المفسدين والمنتفعين والمتسلقين على اعتاب السلطة بالصدفة ليس إلا ، وان يكونوا على قدر المسؤولية في الحافظ على مصالح الشعب العراقي ، وان يقولا كلمتهم الفصل في كافة القوانيين والتشريعات التي تسهم في بناء دولة المواطن لا دولة العصابات والقتلة ، بل دولة المؤسسات التي تمثل أمين بغداد وسواه من الشرفاء ….