23 ديسمبر، 2024 3:29 م

هل خسرت الاحزاب قواعدها الجماهيرية؟!

هل خسرت الاحزاب قواعدها الجماهيرية؟!

وضعت الجماهير العراقية ثقتها بمرشحيها الجدد وكلها امل بأنهم سيعّوضون ويحققون ما عجز عنه برلمانيو الفترة السابقة، وانهم سيستفيدون من اخطاء ما حصل ويضعون مصلحة العراق فوق كل اعتبار، ويجعلون خدمة مواطنيهم هدفا ساميا وغاية منشودة. لكن هذه الجماهير المنكودة اصيبت بخيبة امل واحباط وخذلان من اول وهلة وفي اول خطوة خطاها القادة الجدد، وركنت الى القنوط والياس وهي تعد الايام والاسابيع والشهور املا في تنفيذ الوعود التي وعدت بها على لسان مرشحيها، ولكنها لم تجد ولم تر ولم تسمع سوى المزيد من المشاورات والحوارات واللقاءات والتعلل بالامال التي كلما تقاربت انفرط عقدها وتشتت حبّاتها، وبدلا عن استثمار ما فات من وقت، وتعويض خسارة ما تاخر من مشاريع وضياع المزيد من الفرص بدلا عن ذلك وغيره يستبدل الواعدون نقاشاتهم وحوارتهم ولقاءاتهم غير المثمرة بالغوص في دوامة فساد اداري ومالي لم تشهدها دولة من دول العالم غير عابهين بتدهور الاوضاع الامنية والخدمية والصحية والاجتماعية مع تراجع مستمر في مفردات الحياة اليومية ، وحين انفجر صبر الجماهير المظلومة بتظاهرات عارمة توجه المسؤولون الحكوميون والبرلمانيون الى اسلوب القاء تهم ولوم متبادل لايؤدي الا الى المزيد من التأخر والتخلف والضياع وتدخل غير مرغوب فيه من اطراف لاتريد للعراق خيرا ولا لشعبه مستقبلا.
ان الاطراف الفاعلة في هذه المرحلة الساخنة الحرجة والمنعطف الخطر الذي يمر به العراق وشعبه تعرّض امال وطموحات الجماهير الى الضياع قبل ان تعرض نفسها الى خسارة هذه الجماهير ودعمها واسنادها وثقتها، فأي وجود يتبقى للاحزاب والحركات والكتل والائتلافات اذا خسرت قواعدها الجماهيرية وفقدت ثقة ناسها مهما كان حجم وثقل تلك الاحزاب والحركات والكتل والائتلافات. وقبل تعرض طموحات الجماهير للضياع، وقبل خسارة الاحزاب لقواعدها هناك الخطر الاعظم الا وهو فشل العملية السياسية وضياع التجربة الديمقراطية وحدوث مالا تحمد عقباه واقله عودة سياط الدكتاتورية وتعسفها وزنازينها المظلمة واحواض السيانيد وفرامات لحوم البشر والمقابر الجماعية وقانا الله شر تلك الحقب السود التي يحاول البعض العودة اليها بقصد او بحماقة او بسوء تقدير او بلادة، ومن حيث يدري او لايدري، او من باب “عليّ وعلى اعدائي”.