نعم عندما يصل الى رأس السلطة في دولة قوية وجبارة رجل خياله يتجاوز حدود الواقع او طموحاته تفوق كل الافتراضات والتصورات الداخلية والخارجية وحتى قدرة الخالق ولنا في التاريخ شواهد واقعية لا مهرب منها. فقد انهارت على سبيل المثال لا الحصر امبراطوريات الروم والاغريق والفرس والعثمانيين وامبرطورية إنجلترا التي لاتغرب عنها الشمس كما يقال وغيرها من الامبراطوريات الصغيرة والكبيرة ممن لها شأن في تاريخ تطور البشرية. ومن سوء حظ بعض الامبراطوريات ان يعتلي على سرج القيادة او يستورثها شخص اناني يهمه فقط اسمه واسم عائلته ان لم نقل لايهمه الوطن بالدرجة الأولى ولا يهمه السلام والامن والعدالة والطمأنينة لغيره من هم معه من على ظهر الكوكب.
بالأمس انتهت ولاية رئيس دولة كبرى وجاء بعده رئيس اسبق وهذا الأسبق رئيس لم يعاد انتخابه لولاية ثانية بعد ولايته الأولى كما هي العادة في البلاد رغم ترشحه للولاية ثانية واتهم دون دلائل نظيره الثاني آنذاك بالسرقة والتزوير رافضا نتائج الانتخابات آنذاك. وهذا الرئيس الذي فاز بولايتين غير متعاقبتين فاز هذه المرة لسوء إدارة الرئيس السابق واستجابة لرغبة الجماهير في التغير. وبعد خسارته حرض اتباعه على مهاجمة البرلمان واستعدى الاعلام الحر في بلاده والعلماء والمستشارين الطبين وحارب الحلفاء وخبراء المناخ ووقف مع المعتدي في القضايا الدولية ولم يقف مع حقوق الشعوب كاعترافه بالقدس عاصمة للمعتدي المحتل وصار كل همه المال ولم يعد الانسان في نظره قيمة روحية وهذا كله معناه انه كان يجيد صناعة الأعداء.
والسؤال الذي بحاجة ملحة للإجابة عنه هو: كيف تغلب هذا الرئيس على منافسيه؟ جزء من الإجابة ذكرناه فما سبق أعلاه. يضاف الى ذلك وضعه المالي المميز والمتميز حيث يعتبر من ابرز اثرياء البلاد وعلاقاته الطيبة معهم وعقاراته وذكائه وتهربه من دفع الضرائب واختياره لمستشاريه وخاصة القانونيين وبراعته في فن الالقاء والخطابة وكيقية إيصال رسائله الى الجمهور وفشل محاولات اغتياله وقدرته على الصمود والمواصلة واكتشافه لنقاط استياء الشعب من النظام السياسي وبقائه دون تغيير لمدة طوبلة ونقاط الوصول الى قناعات المواطن وسبل ارضائها
الا انه كما ذكرت سابقا كان يجيد صناعة الأعداء من أصحاب السلطة ومباركة الجمهورالخفية له في ذلك وحسن صياغة ادعائته واتهاماته ولو دون دلائل وسهولة قبولها من طرف الجمهور الذي يزداد استياءا من المسؤولين الذين لايهمهم الوطن.
السؤال الاخر الذي بحاجة الى إجابة ملحة : هل انتقم او هناك بوادر للانتقام من خصومه واعدائه في فترة رئاسته الأولى من الذين وقفوا ضده من مستشاريين امنييم وطبيين وخاصة اثناء انتشار وباء الكورونا الذي صادف انتشاره في عهده
حيث ذكرت الانباء سحبه لإجراءات الحماية الامنية التي منحها لهم ( الأعداء والخصوم) اثناء فترة رئاسته السابقة وقام بإلغاء التغيرات المضادة التي قام بها الرئيس الذي سبقه على ما اقترحه في فترته السابقة كالغاء اتفاقية ا لمناخ التي احياها الرئيس السابق.
ما اردنا قوله ان الامبراطوريات والقوى العظمى دون ذكر الاسماء تنهار وتتساقط بمرور الزمن اذا تزيفت الحقيقة وساد الكذب وسادت تصفية الخصوم وتجريدهم من امتيازاتهم المشروعة او غير المشرعة واذا اقنع المواطن بالاكاذيب المنمقة وساد ظلم الغير واهدرت العدالة ……فان الانهيارقادم وواقع لامحالة.