22 ديسمبر، 2024 2:01 م

لسنا نبالغ ونهول الامور فيما لو أجزمنا بأن معظم المشاکل التي يعاني من العراق لها بصورة وأخرى ثمة علاقة بالدور والنفوذ واسع النطاق لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق، إذ أن تدهور الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية تقود کلها بإتجاه طهران والدور الذي لعبته وتلعبه أذرعها وأجهزتها الخاصة في العراق.
عندما يقول مصدران على دراية بعمليات تصدير النفط العراقي، يوم الجمعة الماضي، إن العراق سيوقف نقل الخام من حقل كركوك النفطي إلى إيران في نوفمبر/تشرين الثاني للامتثال لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة على جارته، فإن السٶال الذي لابد منه، لماذا تصدير النفط العراقي الى بلد هو أساسا نفطي؟ وهل إن النظام الايراني يحرص على مصالح الشعب العراقي ويقوم بإستيراد النفط العراقي بأسعار السوق في الوقت الذي يبحث هو عن منافذ من أجل”تهريب”نفطه”للخارج؟
العراق وکما أبلغ المصدران أعلاه وکالة رويترز، يصدر حاليا ما يقل عن 30 ألف برميل يوميا من خام كركوك إلى إيران بواسطة الشاحنات. ولاريب من إن منطقة کرکوك وبعد عملية الاستفتاء التي جرت العام الماضي في الاقليم الکردي، قد أصبحت تحت مظلة النفوذ الايراني، وإن الامور تجري وفقا لذلك تبعا لما يريده النظام الايراني، بمعنى إن النفط يباع للنظام الايراني بأسعار مخفضة جدا ليستفيد من فرق الاسعار على حساب الشعب العراقي ولکن من دون أن يستفاد الشعب الايراني أيضا شيئا من ذلك، فکل مايحصل عليه هذا النظام يقوم بصرفه على مغامراته ومخططاته المشبوهة وإن تقاطع الشعب الايراني مع النظام صار واضحا للقاصي قبل الداني ومن هنا فإن النظام الايراني کما يبدو يقوم بسرقة ونهب النفط العراقي کما قام قبل ذلك بسرقة ونهب ثروات الشعب الايراني.
هل سيتوقف فعلا تصدير النفط العراقي أو بالاحرى هل سيتوقف تهريب النفط العراقي الى النظام الايراني ويتم تصديره عبر ميناء جيهان الترکي؟ من الواضح أن وجود ميليشيات تابعة للنظام في کرکوك الى جانب جهات کردية خاضعة لنفوذ طهران، لايمکن أبدا أن تسمح بإنتهاء هکذا حالة سلبية مشبوهة ومرفوضة ومن المهم جدا أن تکون هناك متابعة دقيقة بهذا الصدد حتى ليس ينال النظام الايراني مايستحقه من إجراءات فقط وانما أيضا لتتم مطاردة وملاحقة الاطراف العراقية المتورطة بهذا العمل المشبوه وتحاسب داخليا بل وحتى دوليا على ذلك، وإن المراهنة على هذا النظام الذي يتم تضييق الخناق عليه يوما بعد يوم حتى بات يتهافت ويستجدي التفاوض مع الامريکيين کما رأينا في تصريحات وزير الخارجية الايراني، هي مراهنة خائبة وستثبت الايام عن قريب ذلك الامر.