23 ديسمبر، 2024 8:41 ص

هل ثمة من مجسات اختبار للحُبّ ؟

هل ثمة من مجسات اختبار للحُبّ ؟

-1-
حين يعبق الحب بعطره الفواح يملأ النفس رضا وسكينةً وطمأنينة..، وتنزاح عن الذهن الخواطر المرعبة ، والمشاريع الرهيبة للاضرار والإيذاء والعدوان ..، وتهّب نسائم السلام … وتخفق رايات الوئام …

ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ ، بل تبدأ الرحلة نحو ايصال المحبوبين الى واحات زاهرة ، ورياض عامرة … وتتواصل الجهود لفتح بوابات المنافع والبركات عليهم …

فالحب كلمة ” خفيفة ” على اللسان ، ولكنها ” ثقيلة ” في الميزان ..!!

وعينُ ( المحبّ) لا تُبصر من (المحبوب) الاّ الصور الباهرة …

ولا تلمح فيه الاّ الجميل …

-2-

والذين يدّعون محبتك كثيرون ، ولكنْ هل هم جميعا يصدقون فيما يقولون ؟

انّ إدعاء المحبة الفائقة هو أحد وسائل الانتهازيين النفعيين لايقاع الآخرين – ولا سيما السلطويين وذوي الجاه والمال – في فخاخهم وابتزازهم والضحك على ذقونهم …

والسؤال الأن :

هل من مجس اختبار نستطيع من خلاله التعرف على الحقيقة ؟

والجواب :

نعم

إنّ هناك حديثا شريفا مرويا عن الامام الباقر محمد بن علي الحسين (ع) يقول :

{ اعرف المودة لك في قلب أخيك بما له من قلبك }

ومعنى ذلك :

ان قلبك حين ينبض بحب أخيك حقيقة ، فان قلبه – بالمقابل – ينبض بحبك .

هذا هو الغالب ، ولكن ذلك لا يُلغى بعض الاستثناءات التي قد تحدث في بعض الأحيان .

لقد قال الصافي النجفي :

أُحبّكَ لكنْ ما أراك تُحبني

فكيف ادّعوا انّ القلوب شواهدُ ؟

-3-

ومن أهم الأطراف التي يجب ان تتبادل الحُبّ :

الجماهير ،

والمسؤولون ،

وعلاقة الحُبّ بين هذين الطريفين لها أخطر الآثار والنتائج على الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية …،

وفي تقدم البلد وقطعه أشواطا مهمة في مضامير البناء والتنمية

والاعمار والاستقرار والازدهار …

وتجربةُ “العراق الجديد “- للاسف الشديد – مرّةُ المذاق

انّ المواطنين الذين ضحوا بانفسهم وخرجوا لانتخاب ممثليهم – وبكل طيبة ومحبة – لم يجدوا من معظم اولئك الذين وضعوا ثقتهم فيهم – ما يشعرهم بصدقهم في المحبة …

انهم أثبتوا أنهم يحبون أنفسهم ،

ويحبون كتلهم السياسية ،

ويحبون مصالحهم وامتيازاتهم ،

ويحبون ابناءهم وأقرباءَهم وانسباءهم ،

وهذا الحب دعاهم الى التستر على الفاسدين والمفسدين والتطفيف بمصالح الوطن والمواطنين ..

وتلك هي أم المهالك ..!!

-4-

لو كان السياسيون المحترفون صادقين في حبهم للشعب والوطن لما أصبح العراق في طليعة الدول المشهورة بالفساد المالي والاداري، ولما تمكن الاوغاد التكفيريون من داعش ان يصلوا الى اي شبر من أرض العراق ، ولما تمكنوا من الاعتداء على ابنائه وبناته ، حتى ساقوهن سبايا وعرضوهن في أسواق النخاسة …

-5-

انّ العراقي شهم ودود ، وهو ممن يسخو بالحب ويمنحه لمستحقه بكل

يسر وسهولة ولكن أين هم اولئك الذين يعملون من أجل ان يملكوا القلوب ؟؟

وكيف يملكون ” القلوب” وكيف فرّغوا (الجيوب) ؟!

-6-

إنّ الحُبّ هو صمّام الأمان ، لا للسعادة الشخصية فحسب بل لسعادة الشعوب والدول …

ومن هنا :

كان الانبياء والرسل والائمة مشاريع محبة وانقاذ للبشرية جمعاء دون تمييز بين الألوان والأغراق والبلدان …

وفي ضوء ذلك يمكن ان نفهم الحديث الشريف القائل :

( وهل الدِينُ الاّ الحُبّ)

[email protected]