17 نوفمبر، 2024 7:35 م
Search
Close this search box.

هل تنتهي المشاکل بتحرير الرمادي و الموصل؟

هل تنتهي المشاکل بتحرير الرمادي و الموصل؟

في ظل الهزائم المتلاحقة التي يمنى بها تنظيم داعش الارهابي، وماجرى في الرمادي و توجه الانظار نحو الموصل أيضا، فإن هناك ثمة شعورا بإرتياح مشوب بالحذر من الذي سيعقب مرحلة مابعد تحرير الرمادي و الموصل من تنظيم داعش، ذلك إن هناك تباين بشأن التأکيد على إن المشکلة قد إنتهت أم لم تنته.

ملاحظة ماقد جرى في الرمادي خصوصا من حيث تهميش الدور الايراني، والتعليمات الصارمة التي نزلت لميليشيات الحشد الشعبي بعدم إرتکاب أية أخطاء مع تزامن ماقد نشر من تقارير تشير الى إحتمال إدراج قادة ميليشيات عراقية ضمن قائمة الارهاب في سوريا، وکل هذا يعتبر بمثابة”قرصة أذن”لطهران و الميليشيات العراقية التابعة لها على حد سواء من إن زمن التفرد المطلق بالساحة العراقية قد ولى.

المشاکل و الانتهاکات و الجرائم و المجازر المختلفة المرتکبة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي و التي رافقت طرد داعش من محافظة ديالى و کذلك في تکريت، وضعت أکثر من علامة إستفهام على الدور الذي تقوم به هذه الميليشيات و الاهداف المريبة التي تسعى إليها طهران من ورائها، أعطت إنطباعا سيئا عنهما على الرغم من إن جهودا إعلامية مکثفة قد بذلت من أجل تلميع و تجميلهما، لکن ماجرى في الرمادي کان أمر له أکثر من دلالة و مغزى وقد جاء أيضا في السياق العام الجاري في المنطقة من تهميش الدور الايراني، خصوصا بعد عملية عاصفة الحزم في اليمن و التدخل الروسي في سوريا، حيث تراجع الدور الايراني في هذين البلدين بشکل ملحوظ و اليوم يبدو أن نفس الشئ يجري الاعداد له في العراق.

واضح جدا إن تنظيم داعش سيلحق به الهزيمة عاجلا أم آجلا، و سيتم طرده من کل أنحاء الرمادي ومن الموصل أيضا، لکن السٶال الذي يبرز و يفرض نفسه بقوة هو: هل ستنتهي المشاکل بطرد داعش من الرمادي و الموصل؟ من الواضح ليس بالامکان الاجابة بالإيجاب خصوصا فيما لو بقيت حالة الاحتقان الطائفي على ماهي عليها و لم يتم معالجة الموقف بروح الحرص و المسٶولية الوطنية، وإن التهميش”النسبي”للدور الايراني و السعي لترويض ميليشيات الحشد و السيطرة عليها، مع أهميته لايمکن أن يٶدي الدور المطلوب بحسم المشکلة من الاساس، مالم يتم إنهاء الدور الايراني بالحجم الحالي و إلغاء الميليشيات بصورة عامة، وهو مالايمکن توقع حصوله من دون بذل جهد دولي و إقليمي و وطني عراقي.
 [email protected]

أحدث المقالات