25 نوفمبر، 2024 7:14 ص
Search
Close this search box.

هل تعود أمريكا لإحتلال العراق..؟

هل تعود أمريكا لإحتلال العراق..؟

يعود سيناريو إحتلال وغزو العراق،الى واجهة الأحداث التي تعصف بالعملية السياسية ، فالصراعات على المناصب والمكاسب، بفعل المحاصصة الطائفية والسياسية والحزبية والفشل والفساد، هي عناوين بارزة، أوصلت العراق الى ماعليه الان ، شعب،بين نازح ومهجر وقتيل ومعتقل،وفقير،الأحزاب الحاكمة للسلطة في العراق، تأخذه الى المجهول، وتدخله في النفق الأظلم،الذي لانهاية له، القصة ببساطة، وجود سلاح خارج سلطة الدولة تابع لإيران،لاتستطيع الحكومة والرئاسات على مواجهتها وإرغامها ،على تسليم سلاحها، مستّندة الى فتوى الجهاد الكفائي لمرجعية النجف ،وهي الجهة الوحيدة التي تستطيع إلغاء الفتوى، وحلّ الحشد الشعبي والفصائل المنضوية فيه، والادعاء أن الحشد والفصائل تأتمرأوامر القائد العام للقوات المسلحة ،فهذه نكتة سمجة لا أحد يصدقّها في العراق، وحكومة تصريف اعمال فاشلة وفاسدة ،تحت فراغ دستوري،منذ أشهروالأحزاب لاتستطيع الأتفاق،على ترشيح إسم لرئاسة الوزراء، مستقل من خارج الاحزاب ، حسب طلب المتظاهرين والمرجعية، وفي المقابل، تصاعد الصراع بين الفصائل المسلحة والميليشيات ، وبين الإدارة الامريكية، منذ أن صوت مجلس النواب ،بإخراج القوات الاجنبية والامريكية ، وغلق قواعدها العسكرية في العراق، حتى إقتحام سفارة ترمب وقصفها يومياً بالصواريخ، الى قصف قاعدة عين الاسد، وقتل الامريكان فيها،الى قصف قاعدة (كي ون) وقتل متقاعد أمريكي،الى قصف ألوية الحشد في القائم،وأخيراً قصف موكب قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في المطاروقتلهما ،وهي القشّة التي قصمَت ظهر العلاقة الى الأبد، بين الميليشيات والحشد الشعبي وحكومة عادل عبد المهدي، وبين إدارة الرئيس ترمب، وتصاعد التهديّدات والتصريحات بين الطرفين، اليوم بقيام الطائرات الامريكية والبريطانية ، بقصف مقرات حركة حزب الله العراقي، والحشد الشعبي والجيش العراقي، في محافظات الجنوب، فقد إنفرط عقد العلاقة بين واشنطن وبغداد الى الابد، إنتهى كل شيء، والتصعيد والتهديدات ، بكل ساعة، بل نستطيع ان نقول ونجزم ، أن الادارة الامريكية، قررت إعادة إحتلال العراق، وغزوه من جديد، معتمدة ومستغلة، أولاً أزمات إيران الداخلية ،ووباء كورونا، والثاني ضعف نفوذ ايران وإضمحلاله في العراق، لم يبق لديها سوى القتال بالإنابة،عن طريق ميليشياتها وفصائلها المسلحة، التي أوجدتها لمثل هذا اليوم، والقصف الامريكي اليوم جاء رداً على قصف أحدى الفصائل المسلحة لقاعدة معسكر التاجي المتواجد فيها عناصر أمريكية وبريطانية وقتل 3 عناصرمنهم،بعد زيارة علي شمخاني لبغداد،وإستلام أوامر منه ،بوصفه خليفة قاسم سليماني ، والمشرف على ملف إيران في العراق،ليأتِ الردّ الامريكي والبريطاني صاعقاً ومزلزلاً،على مقرات وألوية الحشد الشعبي ،ومقرات الميليشيات 46و47 في كربلاء وبابل ومطار كربلاء وغيرها،ولم ينته التهديد والتنفيذ الأمريكي الى هنا، فقد صرح وزير الدفاع الامريكي إسبر، أن مازالت هناك في الطريق، طلعات أخرى لقصف مقرات حركة حزب الله وغيرها ،وفعلاً أعلنت بعض المواقع، وصول حاملة الطائرات الثانية، لتنفيذ ضربة جويةاخرى ،على مواقع منتخبة للفصائل، إضافة الى إستخدام طائرات الدرون – صيد الخنازير- لقتل قادة ميليشيات على غرارعملية المطار،وفي مقابل ذلك، أعلنت الحكومة العراقية ،على لسان قيادة العمليات المشتركة استنكارها وإدانتها الشديدة للقصف الامريكي،وكذلك فعل الرئيس ورئيس مجلس النواب،أما حركة النجباء وحركة حزب الله ، فأعلنتا النفير العام متوعدة بردٍّ قاس جداً حسب وصفهما، فيما دعا مقتدى الصدر الى ضبط النفس، وهكذا نعتقد أن الأمر لن يتوقف عند الطرفين، بالتهديدات أو بقصف محدود لمواقع عسكرية ،ومقرات حشدوية،وإنما لن تسكت الادارة الامريكية، عند حدّود القصف، وقد تحققت أمنيتها بقيام الميليشيات بقصف معسكر التاجي، وقتل الجنود الأمريكان فيه، لتقدمُه مبرراً وحجة ،لإعادة إحتلال العراق، والتخلّص من الميليشيات وحلّ الحشد الشعبي بالقوة، وهو قرار إتخذه الرئيس ترمب ، بعد أن حصل لأول مرة على قرار من الكونغرس الامريكي ،بالموافقة علىالتاعمل مع ايران عسكريا وغنهاء دور ميليشياتها في العراق،فهي فرصة الرئيس ترمب الذهبية ، لتحقيق هدفين بوقت واحد،هما الفوزبولاية جديدة لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية ،وإسقاط نظام طهران، بإنهاكه وقصقصة أذرعه في المنطقة، حسب إستراتيجية الرئيس ترمب في الشرق الأوسط، وكما قال لقد نفَدَ صبرأمريكا الإستراتيجي، أمام عربدة إيران وتفرّدها وتغولّها في المنطقة هي وأذرعها، ودعمها للإرهاب الدولي، ودعاها بنفس الوقت للإستسلام ،بقبول الجلوس على مائدة التفاوض، والقبول بإتفاقية نووية جديدة ،على وفق شروط أمريكا ال12 المعلنة، أمريكا وبريطانيا ، قررتا إسقاط نظام الملالي ،بأية وسيلة حتى ولو بالقوة، بعد قتل جنودهما في التاجي،إن إستدعاء السفيرين الامريكي والبريطاني ،من قبل حكومة عبد المهدي، ماهو الا نكتة الموسم، ولحفظ ماء الوجه، أمام الحشد الشعبي وفصائله، وقد فضح حكومة عبد المهدي، وزير الدفاع ،عندما أعلن أن الادارة أبلغت عبدالمهدي ،بالردِّ الامريكي ،على من قام بقصف معسكر التاجي، اليوم الحكومة والرئاسات هم بأضعف حالاتهم، والتظاهرات تملأ شوارع العراق، والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، أدانا حكومة عبدالمهدي، بقمع وقتل وخطف وإغتيال المتظاهرين، وتدويل قضيتهم، فالمجتمع الدولي أصبح الآن كله،مهيئاً للتدّخل لحسم الأمور في العراق، وإجراء إنتخابات مبكرة، لاتشترك فيها الأحزاب الطائفية الموالية لإيران، وإيجاد حكومة إنقاذ وطني،بعدعجزوفشل الأحزاب ،ترشيح شخصية مستقلة تنقذ العراق، الإدارة الامريكية، تعود لإحتلال العراق، عن طريق إعلان حكومة إنقاذ وطني ،وتحديد موعد لإنتخابات مبكرة ،بمباركة المرجعية، والتظاهرات العراقية ، والقوى الوطنية الأخرى، نعم الأحتلال الامريكي عائد الى العراق، بل ضرورة ملحّة لإنهاء الفوضى والوضع الشاذ،وإنفلات السلاح بيد الميليشيات،ولاحلّ إلأَّ بعودته،وإنهاء تغوّل إيران وأذرعها في العراق…  

أحدث المقالات

أحدث المقالات