الكرد والعرب قوميتان متآخيتان منذ قدم الزمن وتربطهما علاقات اجتماعية وتصاهر وزواج ومصالح مشتركة وتجارة , هذا من الناحية الاجتماعية أما من الناحية السياسية والعسكرية الذي لا يختلف عليها اثنان , هي المشاكل والحروب منذ زمن حكم الملكية العراقية واستمراراً لحقبة (عبد الكريم قاسم ) وتأسيس أول جمهورية عراقية عام 1958, لغاية حرب التسعين ,حيث حصلت امريكا اجماعاً للاتحاد الأوروبي يصدّق على خطة لإنشاء ملاذ آمن تابع للأمم المتحدة في العراق من أجل حماية الكرد، والولايات المتحدة تأخذ قرار في 10 نيسان 1991 بإنهاء جميع الأنشطة العسكرية في هذه المنطقة, وتم تحديد منطقة حظر الطيران والتي لا يسمح للطائرات العراقية بدخولها في شمال العراق وجنوبه ,خط 32 وخط 34 تحت حمايتها وعدم تدخل بغداد بهاتين المنطقتين جنوب العراق وشماله باستثناء بعض مناطق الوسط وبغداد من جراء الطوق الامريكي, من هنا استفاد الكرد من الاستثمار العالمي والمحلي لبناء البنى التحتية في الخدمات العامة وانشاء المطارات والملاعب والمصارف المرتبطة بالاجنبي , اضافة الى الاسواق المركزية ” المولات ” واكساء الشوارع وبناء محطات توليد الطاقة الكهربائية وتطوير محافظات الاقليم على أحسن وجه , إضافة لما ذكرناه فقد تم تأسيس قوة عسكرية واستخباراتية تتمثل بـ (البيشمركة والاسايش ) وتسيطر على مناطق كان نفوذها للدولة العراقية قبل احداث التسعين (حرب الخليج ) ومن هنا فقدت السلطة المركزية نفوذها على الاقليم وخاصة في مجال استخراج النفط وتصديره والمنافذ الحدودية والمطارات. الكاظمي مسؤول كاريزمي ويعرف من أين تأكل الكتف وهو يحاول جاهداً السيطرة على كردستان ضمن مفاوضات تسوية تقنع وترضى الطرفان, حيث بحث “الكاظمي ” في زيارته الاخيرة لكردستان قضايا ومشاكل عالقة بين الطرفين , من أهم الخلافات هي تصدير النفط وفوائده المالية والسيطرة مركزياً على المنافذ الحدودية , كذلك معرفة عدد موظفي كردستان وتخصيص الرواتب اللازمة لهم في ميزانية 2021 والوصول للتهدأة مع الكرد وضمان موقفهم في المستقبل القريب , ويسعى جاهداً لأخضاعهم لسلطته المركزية وكسب ورقتهم في تعزيز مكانته هناك بانه رجل يمكن الوثوق به , حيث ان الكرد كانوا منعمين ومترفين في حكومة عبد المهدي وكانوا يميلون لبقائه في السلطة , لكن الجماهير الغاضبة في ثورة تشرين المباركة أجبرته على الاقالة,فهل تعتبر زيارة الكاظمي لكردستان قرار تثبيت السلطة المركزية ومحاولة للتهدئة وفرض مزيد من الاستقرار .