18 ديسمبر، 2024 5:27 م

الأرض مرعوبة من البشر الذي أوجد أسلحة لا قبل لها بآثارها ومآلاتها , فما عندنا من أسلحة دمار خارق تقصم ظهر االكرة الأرضية وربما ستحيلها إلى هباء منثور.
ليس تخريفا ما تقدم وإنما حقائق مؤلمة تتحرك في مكامنها ومتأهبة للتعبير عن فداحة مراميها في أية لحظة يضغط فيها مجنون على زر فناء رهيب , وليس ذلك ببعيد , بعد أن أخذت الأمور تتصاعد , والتحديات تتأجج , والتهديدات تتفاقم , والدول الأقوى على صفيح ملتهب , وفي قبضتها آلة الفناء الأبيد.
فهل سترخي قبضتها وتطلق عفاريت الإنتهاء؟
البشر يستعمل القوة التي يملكها , ولا يمكن لعقل أن يلجم إرادة الإنفلات المسعورة لأية قوة مهما كان حجمها , وإذا قال البعض أن الدنيا متواصلة منذ الأزل في تصارعاتها , يغفل أن أدوات الدمار التي كانت تمتلكها بدائية بسيطة , لا تتسبب بما ستتسبب به أدوات الحروب المبتكرة الجديدة , التي تفاقمت بعد الحرب العالمية الثانية , وتجاوزت ما هو نووي بأشواط بعيدة.
هل ستتحمل الأرض براكين الشرور الثائرة في نفوس البلايين المتزايدة من البشر؟!
ما تمر به الأرض أمر خطير لم تعهده من قبل , مما يضعها على شفا الوعيد المبيد , وهي في حيرتها الدورانية ومآسيها الغثيانية الفتاكة.
الأرض ترسل إشاراتها وتحذيراتها , والبشر لا يرعوي ولا يستيقظ من غفلته العارمة العاصفة في أرجاء وعيه وتلابيب مداركه , وكأن الكراسي سكارى في مطامعها ومرهونة بتطلعاتها العدوانية الرهيبة.
ويبدو أن الأرض عاصرت أمثال ما تواجهه اليوم قبل ملايين القرون , وإنتهت الأحوال إلى ما آلت إليه من إنمحاق وإضطراب بيئي قضى على الموجودات و ودارت دائرة التخليق على الأشهاد من جديد , بعد أن طغى الماء وفار التنور.
فليس ببعيد أن تبتلع المياه اليابسة , وتظهر يابسة أخرى لتعهد على ظهرها حلق جديد , من مخلفات البراعم الخلقية التي لا تفنى تماما.
فهل نحن على حافة الهاوية , وجرف التكرير والإعادة المتجددة؟!!