حررت أراضي سورية والعراق من تنظيم داعش تماما تقريبا. لكن لا يعتبر النصر العسكري على التنظيم الإرهابي في هذين البلدين انهياره. بعد هزائم ساحقة يسافر إرهابيون إلى دول إفريقيا وآسيا وبعض منهم يعودون إلى أوروبا. ويستعد كثيرون من الدواعش مواصلة الحرب في الظروف الجديدة في دول مثل ليبيا ومصر وتونس والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا والصومال وماليزيا والفلبين وأفغانستان واليمن وقد أقاموا فيها الخلايا والقواعد ومعسكرات التدريب.
مع ذلك يرى الخبراء أن تنظيم داعش يتجه إلى التمركز في ليبيا وأفغانستان لتوسيع نفوذه بسبب ضعف المؤسسات الحكومية هناك ما يسمح بنشر الجماعات المسلحة المختلفة.
نشرت جريدة “الشرق الأوسط” في أواخر نوفمبر رسائل من زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي إلى قادة أتباعه في ليبيا، أنه سعى إلى تعويض خسائره في سورية والعراق، بإصدار تعليمات باستخدام جنوب ليبيا “ساحة” لتجميع الفارين من المشرق، لاستهداف مصر وتونس والجزائر.
تجدر الإشارة إلى أن ارتفع النشاط الإرهابي في الجماهيرية السابقة وقد تمركز مقاتلو داعش في المناطق الجنوبية والوسطى للبلاد. حسب التقديرات المختلفة يتراوح عدد الجهاديين بين 2 إلى 10 آلاف شخص.
يذكر أن يتواجد فرع داعش في ليبيا منذ سنة 2014. لكن لم يدفع التهديد الإرهابي إلى توحيد السياسيين الذين يواجهون من أجل الوصول إلى السلطة.
من المعروف أن يعتبر قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر مقاتلا رئيسيا ضد الإرهاب في بلاده. وقال حفتر إن الإسلاميين ليس لديهم فرصة لمشاركة في النظام السياسي الليبي في المستقبل. وعلاوة على ذلك، هذا الأمر لا يخص ليس تنظيم داعش فقط فحسب بل “الإخوان المسلمين” وغيرها من الجماعات الإسلامية التي تعتمد عليها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والمدعومة من الأمم المتحدة.
على رغم من النجاحات الكبيرة لحفتر في مكافحة داعش يلعب نقص السلطة الموحدة في ليبيا وحل النزاع طويل الأمد لصالح المتطرفين الذين يحاولون توسيع منطقة نفوذهم واستيلاء على حقول النفط.
نفذ مقاتلو داعش الهجوم في أواخر أكتوبر 2017 في منطقة “الهلال النفطي” حيث تقع منافذ تصدير النفط الرئيسية في البلاد. بعد ذلك أمر قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بنشر قوات إضافية لتأمين المنطقة الحيوية عقب هجوم داعش الأخير.
يجب على جميع القوى السياسية في ليبيا توحيد في مكافحة داعش ولا ينبغي أن تصبح الجماهيرية الليبية قاعدة الإرهاب الدولي الجديدة. بالإضافة إلى ذلك تلتزم دول شمال إفريقيا وأوروبا اهتمام بالقضية الإرهابية في ليبيا وتعتبر مهمتها الأساسية بذل أقصى الجهود لتصفية الإرهابيين.