17 نوفمبر، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

هل ترتجي عسلا من دبابير .. موت يا شعب حتى يجيك الربيع ..

هل ترتجي عسلا من دبابير .. موت يا شعب حتى يجيك الربيع ..

قد أشارت الكثير من النصوص إلى مفهوم الإصلاح بمعانيه المتعددة، وجعله القرآن جوهر الرسالات السماوية ، فوصف به إبراهيم: ﴿ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾(البقرة: 130)، وعيسى ﴿ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾)آل عمران46: ،وشعيب ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ هود: 88 وغيرها الكثير من الآيات ..والاصلاح الحقيقي الذي تكلم عنه القرآن يختلف بطبيعة الحال عن الاصلاح الذي يريده السياسيون اليوم في العراق فهم بعيدون كل البعد عن القران وسنة رسول الله ونهج المصلحين بعد السماء عن الارض ذلك ان الاصلاح له رجاله وظروفه وشروطه ومقدماته المناسبة كما أكد على ذلك المرجع العراقي السيد الصرخي في الاستفتاء الاخير الذي قدم له بتاريخ 642016 وتحت عنوان (اعتصام وإصلاح….تغرير وتخدير وتبادل أدوار) حيث قال ( إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة، وواقع الحال ينفي وجود ذلك !!) فعلا كيف نرجوا اصلاحا من اناس فاسدين و فاقدين لكل آليات وأدوات وارادة الاصلاح فان فاقد الشيء لا يعطيه اذن فان انتظار الاصلاح من هؤلاء كمن ينتظر العسل من الدبابير انها عملية ميؤوس منها والمشروعات الاصلاحية لهؤلاء ولدت ميتة لانها مجرد زوبعة في فنجان وتخدير وتغرير وتبادل ادوار وكما اكد ذلك ايضا المرجع الصرخي في نفس الاستفتاء الذي سوف نرقفه لاحقا في هذا المقال لان الاصلاح عندما يراد له التحقق والتطبيق لابد من توفر عدة ظروف وتقديرات مهمة منها الاستطاعة والتمكن ومقدار الاستطاعة ومفعول الاصلاح وآلياته وادواته ومنهجه وخطه ومصدره اي ان يكون الاصلاح حقيقيا وليس ادعاءا واعلاما مزيفا ونفخا وخدعة لان هؤلاء الذين يطرحون مشاريع الاصلاح انما هم مراهقون وطفيليون ولا اقول اطفالا لان الطفل يتمتع بالبراءة اما هؤلاء فلا يمتلكون ذرة من انسانية كما ان امرهم ليس بيدهم ولا يملكون القرار او السيادة لان القيمومية هي بيد الامريكان والايرانيين وهم مجرد أحصنة في رقعة الشطرنج يقول المولى عزّ وجل في كتابه الكريم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ،ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) البقرة: 11- 12 وهؤلاء في الحقيقة انما يطلبون المناصب والمكاسب والاموال والنهب والسلب والسرقات والبقاء على رأس السلطة ولا يريدون الاصلاح فتراهم يسارعون في طرح مبادرات يطلقون عليه أصلاحات وكل جاء بمشروعه الذي يعتقد انه الحل الجذري ( وكل حزب بما لديهم فرحون ) وكأنهم في دعاية او تنافس انتخابي وكل نصب خيمته وكأن الناس لا تفهم اللعبة ولم تدرك خدعهم واكاذيبهم ونزواتهم بل ان الناس تركتهم خلفهم يتصارعون في حلبة نتنة
وعلى جيفة فاسدة وفي هذا الاطار فان الناظر لطروحاتهم لاول وهله وأدنى التفاتة من أبسط انسان سيجد انها اكذوبة وخدعة ما يسمى بالاصلاحات لانها عملية ترقيعية بتغيير وزراء وعرضهم على البرلمان الذي هو اصل ومنبع وبؤرة الفساد فلا نتوقع اي اصلاح مهما تبدل الوزراء والحكومات ما دام اصل الفساد ومنبعه موجودا وكما قال المرجع الصرخي في الاستفتاء الجديد ما نصه [(بسم الله تعالى:
قال العليم الحكيم: {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ }}البقرة204-205 , وبعد ….. ـ طالما نادينا بالإصلاح وكتبنا الكثير عن الإصلاح وسنبقى نؤيد وندعم كلّ إصلاح، نعم نعم نعم…للإصلاح ، نريد نريد نريد…الإصلاح ـ ولكن يقال إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة، وواقع الحال ينفي وجود ذلك !! ـ ولا أعرف كيف سيتم الإصلاح بنفس العملية السياسية ووسائلها وآلياتها الفاسدة المُسَبِّبة للفساد؟! ـ وهل الفساد منحصر بالوزَراء أو أنَّ أصلَهُ ومنبَعه البرلمان وما وراء البرلمان، فلا نتوقع أي اصلاح مهما تبدّل الوزراء والحكومات مادام اصل الفساد ومنبعه موجودًا ؟!! ـ وهل نتصوّر أن البرلمان سيصوّت لحكومة نزيهة (على فرض نزاهتها) فيكون تصويتُه إدانةً لنفسه وللكتل السياسية التي ينتمي اليها؟! ـ وأدنى التفاتة من أبسط انسان تجعله يتيقّن أنه لا يوجد أمل في أيِّ اصلاح لان كل المتخالفين المتنافسين المتصارعين قد اتّفقوا على نفس التهديد والتصعيد وهو سحب الثقة من رئيس الحكومة وحكومته!!! وهذا التهديد ونتيجته الهزلية يعني وبكل وضوح الرجوع الى المربّع الأوّل في تشكيل حكومة جديدة حسب الدستور الفاشل وتوافقات الكتل السياسية نفسها والدول المحرّكة لها، ـ وعليه ينكشف أن الإصلاح ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به اميركا وإيران !!ـ وهل تلاحظون أن الجميع صار يتحدث ويدعو للإصلاح وكأنهم في دعاية وتنافس انتخابي !! و موت يا شعب العراق الى أن يجيئك الإصلاح!!! ـ وهكذا سيتكرر المشهد الى أن تقرّرأميركا تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق، أو ان ينهض شعب العراق ويلتحق بالشعوب الحرة مقتلِعًا كل جذور الفساد، حيث لا يوجد أيُّ مسوّغٍ للقعود والخضوع والخنوع لا في الشرع ولا في المجتمع ولا في الأخلاق قال القوي العزيز:{{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}}الروم41

أحدث المقالات