18 ديسمبر، 2024 11:29 م

هل ترامب أفضل رئيس تتفاوض معه إيران؟

هل ترامب أفضل رئيس تتفاوض معه إيران؟

لعدة عوامل سياسية وبراغماتية، ممكن أن يكون الرئيس الامريكي ترامب هو أفضل الخيارات الدبلوماسية لتفاوض معه من قبل قيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية. الآن، الآن وليس غداً! فهنالك ترجيحات توحي بأن إيران تنتظر إيران الإنتخابات الرئاسية المقبلة للشروع بالمفاوضات مع الرئيس الجديد. ولكن فوز ترامب بولاية ثانية هو إحتمال وارد جداً على الرغم من جميع العقبات السياسية والقانونية التي يواجهها. فليس هنالك من سابقة تاريخية لأي رئيس إمريكي في التاريخ الحديث قد خسر الإنتخابات في فترة الإنتعاش الاقتصادي. والولايات المتحدة تعيش حالة إزدهار اقتصادي وبمعدلات نمو عالية في الوقت الحاضر (مع إنها كانت متصاعدة منذ زمن أوباما، ولكنها تحسب لترامب لأنه يتربع على عرش الرئاسة حالياً).
وفي حال فوز دونالد ترامب بالرئاسة لفترة ثانية، فهو ليس بحاجة إلى الإتفاق النووي مع إيران. وقد يدفعه الفوز (وعدم حاجته الى إنتخابات قادمة) الى المغامرة العسكرية لأنه سيصبح ضمن أولئك الرؤساء التاريخيين الذين قادوا الحروب وهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة. وبما أنه ذو شخصية نرجسية عالية وزهو نفسي معتد به، فإنه سيطمح إلى هذه المكانة مهما كانت النتائج، سلبية أم إيجابية. فمسألة إنتظار نتائج الإنتخابات المقبلة العام القادم غير موفقة في الحسابات البراغماتية.
الرئيس ترامب بحاجة إلى إنجاز دبلوماسي كبير، لأنه قد ضمن النمو الإقتصادي على الصعيد المحلي. ولهذا نجده يحاول الوصول الى إتفاق أو إنجاز دبلوماسي مع كوريا الشمالية، ومنذ أن العام الماضي وهو يدعو ايران الى المفاوضات بدون أي “قيد أو شرط” مسبق. فتخليه عن الإتفاق النووي مع إيران ليس إلا نكاية بالرئيس أوباما – كما يقول السفير البريطاني في واشنطن – فالإتفاق مرتبط بإسم أوباما، وهو ما دأب يحاول أن يقضي على جميع إنجازات الرئيس السابق.
المفاوض الإيراني أثبت بأن عنده الجدارة والحنكة والخبرة من خلال مفاوضاته لوحده مع الدول الكبرى+ ألمانيا، وخرج بإتفاق مشرف. يمكن للمفاوض الإيراني التوصل الى إتفاق دبلوماسي مع ترامب (وخاصة إذا كان على أعلى المستويات القيادية، بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس الجمهورية الإسلامية) لأنه يمكن الإتفاق على الخطوط الرئيسية العامة مع ترامب شخصياً، ثم تترك التفاصيل للمفاوضات بين الفرق الدبلوماسية والأمنية والعلمية. فالرئيس الامريكي غير متضلع بالتفاصيل ولا يهتم بها، وهو يحب التفاوض المباشر (لأنه رجل أعمال)، ولأنه يريد أن يربط الإنجاز بشخصه لا غيره. وهذه مسألة قد تحسب نقطة ضعف في المفاوضات الدولية، ولكنها في نفس الوقت نقطة قوة للمفاوض الإيراني، لأن المفاوضات على التفاصيل قد تستغرق أشهر وسنوات، كما كانت الحالة في الإتفاق السابق مع كيري-أوباما.
كما أن أي إتفاق مع ترامب يمكن أن يُمرّر على مجلس الشيوخ الإمريكي ليصبح نافذ المفعول قبل الإنتخابات (على عكس الإتفاق السابق مع أوباما). أما بعد الإنتخابات فسوف يعمل اللوبي الإسرائيلي كل ما بوسعه وقوته على ايقافه ومنع التصويت عليه لأن أي إتفاق مع إيران يعتبر بالنسبة لإسرائيل مضر بمصالحها. فهي تدفع بإتجاه المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران.
إن الذي تجنيه إيران من هذا الإتفاق أياً كان أنها سوف تحسب “قوة دولية” صاعدة ومعترف بها وبمصاف الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والهند.