19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

هل تخذل واشنطن العبادي!!

هل تخذل واشنطن العبادي!!

يتحدث مطلعون على ملفات زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى واشنطن يتحدثون عن جدول مختصر من المطالب، حيث سيركز العبادي على مسالة التسليح و الدعم اللوجستي المفتوح للمعركة ضد داعش، مشيرين الى أن العبادي سيتوسط الرئيس أوباما للحصول على أسلحة متطورة بمليارات الدولارات من بينها مروحيات أباتشي مع طياريها لفاعلية دورها في حسم المعركة البرية لدقة التصويب و فاعلية الحسم.

وسيطلب العبادي ايضا تسريعا في استلام المعدات القتالية المتطورة سواء طائرات مسيرة أم مدفعية ثقيلة وصواريخ و مدرعات قتالية، بشكل يمكنه من الحصول على عدة الحرب الضرورية في القضاء على داعش، و بما يمنحه فرصة العمل على انضاج مشروع الحكم الذي يتبناه ببناء دولة المؤسسات و الشراكة في الحكم بعيدا عن التخندقات العرقية و الطائفية، التي أنهكت الدولة العراقية وأسست لكل مشاريع الفتنة و في مقدمتها داعش و أخواته.

ورغم أن العبادي لا يمتلك ورقة تفاوض قوية بحكم الوضع الاقتصادي و الحاجة الى تأجيل دفع ثمن هذه الصفقة، فان واشنطن ستعطي الضوء الأخضر لابرامها ، من خلال المراهنة على حيوية مشروع العبادي و الحاجة المشتركة للقضاء على داعش، واستعادة استقرار المنطقة، بما يوازن أسعار النفط و يسهل خروج العراق من عنق زجاجة ما يسمونه ” الخلافة و دويلات الأشخاص”.

ويقول دبلوماسيون و مختصون ان واشنطن لن تتردد في دعم العبادي لاعتبارت كثيرة من بينها المراهنة على مشروعه في الحكم و الشراكة و محاربة الفساد بعد زعزعة بعض أركانه و تأسيس دولة المواطنة بكفاءات متخصصة، و انهاء المشروع الطائفي لاستعادة العراق سيادة قراره الوطني، ضمن مفهوم عربي أكثر من غيره، لذلك لم يغرد عكس غيره خارج السرب العربي في اليمن، لذلك ستودعه بأيادي مفتوحة للتعاون عكس آخرمهمة ” توديعية” للمالكي، لتعيد المور رسم صورتها بشكل جديد عكس توقعات البعض بانهيار النفوذ الايراني، خاصة بعد أن صعدت واشنطن نبرة الرفض للنفوذ العسكري الايراني في العراق و تعدد مراكز القرار، ما يجعل من مهمة العبادي في واشنطن محورية لاعادة رسم المشهد السياسي و الأمني في العراق، بعيدا عن ممارسات التهميش و الندية الشخصية و الحزبية و العقائدية، لذلك كانت زيارة العبادي الى كوردستان جس نبض للنوايا في توحيد الجهود لا بعثرة المواقف بشكل فوضوي.

و يضيف المختصون أن واشنطن تعرف أنه و بدون مساعدتها لن يكون أمام العبادي من خيار صعب الا الذهاب صوب ايران في توقيتات حرجة، وهو ما يسير عكس المصلحة الأوروبية في بناء قوات نظامية عراقية متخصصة و تخضع لسلطة القانون، ما يجعل من الدفع بالأجل أسهل بكثير من خسارة استقرار العراق، لذلك سيحصل العبادي على ما يريد و يبدا مرحلة التغيير في بناء المؤسسات و قصف مراكز الفتنة في التوقيت المناسب، حسب رأي الدبلوماسيين الغربيين في بغداد، الذين يؤشرون حالة غير مسبوقة من التوافق بين الرئاسات الثلاث، وهو ما تعتبره واشنطن مؤشرا على نجاح مشروعها الجديد، الذي يجب للاسلحة ان تحميه من داعش و غيرها ما يبرر الصفقة و يلغي التردد بشأنها.

Shaljuboriyahoo.com