18 ديسمبر، 2024 9:52 م

هل تجسس الحزب الشيوعي على ثوار تشرين لصالح إيران ؟

هل تجسس الحزب الشيوعي على ثوار تشرين لصالح إيران ؟

بداية عند الحديث عن الشيوعيين لابد من التفريق بين السلوك الأخلاقي النبيل ، وبين خطأ الأفكار السياسية التي يحملونها .. سلوكيا كان الشيوعيون رائعون في علاقاتهم الإجتماعية – وسواء كان سلوكهم مفتعلا لأغراض الدعاية الحزبية .. أم صادقا – فهو حالة إيجابية من قبل معظمهم مع الناس ، ومن المؤسف ذهب الكثير من أبناء وبنات شعبنا من الشيوعيين ممن غُرر بهم وخُدعوا من قبل قيادتهم وكانت نواياهم طيبة .. ذهبوا ضحايا بالمجان في السجون وتعرضوا للإعدامات .

وبشأن الفكر السياسي فإن الأمر متخلف .. فالحزب الشيوعي كان أحد أدوات الإتحاد السوفيتي السابق لممارسة التخريب و التجسس ، وتعمد تعطيل عمل الدولة العراقية عن طريق الإحتجاجات والتظاهرات ، وإطلاق إتهامات العمالة ضد النخب السياسية في العهد الملكي الذين كانوا أفضل النخب على الأطلاق التي أنجبها العراق لغاية الآن ، وصولا لتآمر الحزب الشيوعي على الدستور ومستقبل البلد بتأييده لإنقلاب 14 تموز عام 1958 ومشاركته في تلفيق التهم لرجال العهد الملكي وسوقهم الى السجن والإعدامات وإجبار بعضهم على الهرب من العراق ، وإفراغ البلد من رجال الدولة الحقيقيين ، ثم إستمر الحزب الشيوعي في نشاطه التخريبي بتحوله الى أداة بيد الميليشيات الكوردية وحمل السلاح وشارك في جرائم قتل الجنود العراقيين ابناء الطبقة الكادحة الفقيرة والبلد كان في حالة حرب مع العدو الإيراني !
والأمر الغريب حقا هو في الوقت الحالي هو قيام الحزب الشيوعي بالجمع بين تأييد ثورة تشرين والمشاركة فيها .. وبين صداقة الميليشيات المسلحة والتملق لها بحسب ما أظهرته الوثائق المنشورة التي فضحت بالصورة لقاءات بعض قيادات الحزب الشيوعي مع جمع من زعماء الميليشيات ، وكانت صورة مثيرة للإشمئزاز والإحتقار ، وهذا أمر مستغرب كيف يجمع حزب يدعي المبدئية بين صداقة القاتل والقتيل ، وكيف سمح لنفسه الإرتباط بأزلام ولاية الفقيه؟!
والسؤال المحير هو : أين علمانية ويسارية الحزب الشيوعي ومبادئه في محاربة القوى الرجعية الظلامية .. ولماذا إنهار مبدئيا بهذا الشكل وسارع الى التحالف مع عصابات مقتدى الصدر الظلامية المرتبطة بجرائم السرقة والقتل والعمالة لصالح إيران .. ثم لماذا التمادي في مد الجسور مع الميليشيات الإرهابية والجلوس معها على طاولة واحدة ومنحها الشرعية ؟

الجواب الوحيد الواقعي نظرا لتاريخ الحزب الشيوعي هو ان هذا الحزب أو بعض قياداته أصبحت تعمل لصالح المخابرات الإيرانية ، وان مشاركتها في ثورة تشرين لأغراض التجسس وجمع المعلومات والتخريب والعمل على إفشال الثورة .. ماهو الدليل على هذا الإتهام ؟.. الدليل موجود في تاريخ هذا الحزب حيث كانت بدايته على يد المخابرات السوفيتية ، ثم عمل العديد من الشيوعيين وكلاء لدى المخابرات والأمن في زمن نظام صدام حسين ، ثم عمل الحزب عميلا لدى الميليشيات الكوردية ضد بلده العراق ، ومؤخرا غدر الشيوعيون بالحراك المدني الأول في زمن نوري المالكي وهرعوا للتحالف مع مقتدى الصدر طمعا بالمكاسب السياسية والمناصب وغيرها .
وعليه مثل هذا الحزب ، وتاريخه الطويل في التخريب والتآمر .. ليس مستبعداً تحول قسم من الشيوعيين عملاء لدى المخابرات الإيرانية للإختراق التيار المدني ، والتجسس عليه .. ومنح الشرعية للميليشيات الإجرامية عن طريق التحالف معها!