لا يوجد هدف مقدس ومركزي بإتجاه العدالة والمساواة من تظاهرات العراقيين المظلومة, من حيث الجهل بفلسفتها وحيثيّاتها – أيّ العدالة و أثرها في تقدم وسعادة الشعوب – لأسباب جوهرية فصّلناها في فلسفتنا الكونية!
وإليكم بإختصار مقدمتين لمقالين من مقالاتي الأخيرة بإسلوب سلس و واضح:
آلدستور الذي رفضه العراقيون قد صُمّمَ لمنافع المتحاصصين و ضمان مستقبلهم؟ لذلك لا ينفع تغيير أي رئيس أو وزير أو قائد و كما يُطالب المتظاهرون بذلك! واللجنة التي شكّلت لإعادة النظر في بعض مبادئ الدستور الوضعي العراقي الظالم الذي أيده معظم – إن لم أقل كل العراقيون – غير كفوئين و لا يمتلكون كما أي عراقي آخر أي مؤهلات فكرية و فلسفية حول فلسفة (العدالة) و كيفية تطبيقها, بسبب المناهج الحوزوية و الدراسية و التربوية على كل صعيد.
فكيف يمكن القضاء على الفساد من جهة و على ثورة كونيّة بآلقانون الذي رفضه الشعب جملةً وتفصيلاً و لا يوجد قانون بديل عنه؟ وقد تظاهروا لإلغائه بعد ما وعوا عمق المأساة وإفرازاته على الواقع؟ و(للأسف لم يهتف أحدا من العراقيين بتغيير الدستور خصوصا البند المتعلق بآلحقوق و تساوي آلرواتب و الفرص و الأمكانات لأسباب بيّناها سابقا), لكننا تكلمنا نيابة عنهم, و كآلعادة لم يهضمه سوى بعدد الأصابع.
يبدو أنّ رئيس ألمتحاصصين(الجمهورية) و بمؤآزة رئيس (البرلمان) إعتقدا بأنّ العراقيين المتظاهرين خصوصا ألشباب مازالوا جهلاء لا يُدركون أبعاد القضايا و المحن و ما جرى أو سيجري عليهم مستقبلا لأعتقادهم بأفضلية النظام عن النظام السابق لبعض الحدود!؟
فكيف يُمكن لشعبٍ منهوب مسلوب الفكر والكرامة أسِيلت دمائه وسُرقت حقوقه وحقوق آلأجيال التي لم تلد بعد .. أنْ يسكت رغم جهله ولا يخرج بجيش مليوني من الفقراء الجائعين شاهرين سيوفهم لبطونهم على لاأقل .. واضعين أرواحهم على الأكف لمواجهة ظلم الفاسدين!؟
لا أجهزة مكافحة الشغب ولا الشرطة ولا الجيش, ولا كل جيوش العالم و أحزابه تتمكن من إيقافهم و كما يُحاول ألسّيد برهم صالح و زميله الحلبوسي الألتفاف على الثائرين وخنق ثورتهم بتقديم رئيس الوزراء الهادئ ظاهرياً كبش فداء و أضحية, للقضاء على أكبر ثورة عراقية بعد الثورة الأسلامية 1979م بإصلاحات شكلية و تغييرات طفيفة دستورية أو بخطاب هزيل مشوّه لا يرتقي لمستوى المتوسطة أشار فيه على توجيه اللوم على رئيس الوزراء فقط و كأنه وحده يتحمّل لتبعات الفوضى و سرقة ترليون دولار أمريكي, بيد أنهُ – أي السيد عادل عبد المهدي – لم يحكم سوى سنة واحدة تقريبا قضاها بحلّ خلافات المتحاصصين حول توزير الوزارات و ترتيب الأوضاع و البدء بمشاريع تحتاج بعضها لخمس سنوات!
لهذا .. لا حلّ في حلّ ألحكومة:
بل الحلّ:
أكرّر وأكَرّر بأنّ آلحلّ ليس في حلّ الحكومة ولا في تشكيل حكومة جديدة و كما تكرر الموقف أكثر من مرة خلال بضع سنين, لأنّ الذي يأتي بعدهم هو من نفس العجين(ألطين) المصنوع من صلصال من حمأ مسنون(يعني سِيان معفن) كما قال الباري تعالى, هذا “السيان” ألذي فيه يكمن الخلل لا في غيره حتى الجيران و الدول كما يعتقد العراقيون جهلاً! وستبقى بل وستتعاظم المشاكل وإسالة الدماء وتتعقد أكثر فأكثر بإستبدال الأحزاب والتجمعات المتحاصصة و الأئتلافات الظالمة أو أي رئيس آخر حتى لو كان مرجع دين – وهذا لا يعني أنني أودّ هذه الحكومة – لأنها لا تختلف عن غيرها بعد 2003م أو قبلها, لأنّ [هالكعك من هالعجين] كما يقول المثل العراقي, وأطلقت هذا المثل على جميع الحكومات التي ظلمتني قبل كلّ الشعب العراقي وللآن و كما يعرف المقربون ذلك, لذلك لا حلّ في حلّ الحكومة؛ بل الحلّ في تطبيق (العدالة) بإدارة إنسان متواضع يعرف معنى و فلسفة التواضع – يعرف فلسفيا معنى التواضع كما العدالة – و بدستور مستنبط من (الفلسفة الكونية) التي هي من نور القرآن و فكر أهل البيت و عظماء العالم الذين هم أهل الله لا أكثر ولا أقلّ, و تحتاج لمسألتين فقط لا ثالث لهما:
لمعرفة آلتفاصيل راجعوا فلسفتنا الكونية.
محبتي لكل من يريد العدالة و يعرف فلسفة التواضع.