ايران تريد استثمار التظاهرات في جنوب العراق لصالح اجندتها المتعثرة وتعمل على خلط الاوراق في المنطقة بعدما اشتد الخناق عليها واصبح لا يهمها قتال شيعي شيعي اذا كان الامر يتعلق في مصالحها .. اي ان ايران تريد ان تقاتل بشيعة العراق وشيعة سوريا وشيعة اليمن وشيعة لبنان وكل شيعة العالم وبهذا لن تخسر شيئاً مادام القتال بعيد عن أراضيها .. لذلك انها تريد جني ما بنته في سنين من اتباع وميليشيات وما صرفت عليهم مليارات لاستخدامهم في وقت الشدائد ليكونو مصدات وسواتر امامية خارج حدودها حتى لاتصل النيران الى الداخل الإيراني .. لذلك تريد اثارت المشاكل في المنطقة قبل تنفيذ العقوبات الامريكية في الرابع من اغسطس / آب من هذا العام وقبل شهر نوفمبر قرار منع تصدير نفطها وجاءت فرصة الحراك في العراق لاستثمارها باي ثمن حتى لو كلّف ذلك دماء الشيعة الموالين لها باعتبار ان العراق الحلقة الأضعف بالنسبة لأمريكا نظراً لقوة تواجدها العسكري على الارض العراقية قياسا للتواجد العسكري الامريكي .. لهذا لم تعير اهتمام للخيارات الاخرى لانها باتت اكثر ضعفاً امام خياراتها في العراق لما تملكه من اورق تناور بها قياساً لخياراتها في سوريا لمواجهة الحصار الامريكي لانحسار نفوذها هناك بسبب التواجد العسكري الروسي وكذلك انحسار دورها في اليمن بعد الضربات الموجعة لاتباعها الحوثيين من قبل التحالف العربي .. كما ان حزب الله برميل بارود معرض للاشتعال بسبب التزمت الاسرائيلي بضرب اي قوة تشكل خطر على حدودها ولم يبقى لها الا العراق الحلقة الاضعف للمناورة لوجود حدود مفتوحة من شماله الى جنوبه فضلا عن نفوذها وهيمنتها على كل الفصائل السياسية وقد جاءت المظاهرات العارمة فرصة لاستغلالها ابشع استغلال لصالح صراعها مع الولايات المتحدة حتى اصبح الوضع العراقي الاكثر تعقيداً وخطورة خصوصاً لو نجحت ايران في تنفيذ مخططها واستغلال تلك المظاهرات لتكون ساحة تصفية حسابات في المنطقة على حساب شعب وما ينتج عن ذلك من مأسي ودمار لذلك بات لزاماً على القوى الوطنية فضح المخططات الايرانية وابعاد مطالب المتظاهرين عن اجندتها وان يتولى الجيش قيادة الوضع الأمني بإبعاد عناصر الميليشيات التي تقوم بتنفيذ مخططات ايران التي ترمي الى استخدام القوة المفرطة والضرب بالرصاص الحي من اجل جر التظاهرات من حراك سلمي الى مواجهات مسلحة وخصوصاً محاولة جر العشائر كرد فعل لقتل ابنائهم المشاركين في تلك التظاهرات .. لذلك الأيام القادمة بمثابة مفترق طرق لما تريد ايران من عسكرة المظاهرات خصوصا بعد فشل المرحلة الاولى من مخططها في تخريب المنشأة النفطية من قبل اتباعها المندسين في المظاهرات والان تعمل على تنفيذ المرحلة الثانية في جر الحراك الشعبي الى انفلات أمني شامل لا يحمد عقباه من اجل حصول قتال شيعي شيعي يلعب الحشد الشعبي دور كبير فية بقيادة هادي العامري عميل ايران الاول الذي يريد ان يركب الموجه بالتقية والتزلف للمتظاهرين كما مخطط له في دهاليز قم وطهران ليتسنى اضعاف جميع الاطراف من اجل التحكم بخيوط اللعبة من قبل ايران وقلب الطاولة على الحصار الامريكي الرامي الى منع تصدير نفطها في نوفمبر القادم لذلك نعتقد لم يعد خيار لأمريكا الا التدخل الصارم لردع ايران من التمادي .. الا اللهم هناك حسابات اخرى تجعل امريكا تتغاضى عن تمادي ايران مثلما كانت تسكت على تدخلتها الشؤون الداخلية لكثير من دول المنطقة خصوصاً في عهد اوباما الذي غالبا ما كان يتخذ مواقف مراوغة من تغولها في المنطقة ومنها سوريا ولبنان واليمن والعراق وخصوصاً السكوت على دخول داعش في المدن السنية العراقية ثم دخول الميليشيات الايرانية بحجة محاربتها وعلى اثر ذلك تم تحييد السنة نتيجة تدمير مدنهم وقتل وتهجير ابنائهم .. ولا نعلم ان كانت امريكا تريد تكرار نفس الموقف مع المدن الشيعية لغرض اضعاف الشيعة مثلما تم اضعاف السنة .. ام هناك شأن اخر في عهد الرئيس ترامب باتخاذ موقف حازم مع ايران اذا ما ارادت تنفيذ مخططاتها بخلط الاوراق في العراق ليتسنى ارباك مواقف امريكا من الحصار من خلال تقديم الدعم الكامل للقوى المضادة لايران في ضوء تنامي الاحداث المفاجئة والمتسارعة وخصوصاً العبادي الذي يعتبر الانجع في ظل الظروف الحالية من وجهة النظر الامريكية لمواجهة المخطط الإيراني من بين السياسيين في العملية السياسية لأنة يملك القوة باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وهو من يملك المال والسلطة باعتباره رئيس الوزراء الا ان الامريكان يبدو مترددين في حسم موقفهم منه بسبب ضعف شخصيته وتردده في اتخاذ القرارات الحاسمة وعقدة عدم التمكن من الانسلاخ من الحزب الذي ينتمي اليه .. لهذا ربما تلجأ الى تشكيل حكومة طوارئ خصوصاً بعد فشل عملية الانتخابات التي باتت محط سخرية وتندر من العراقيين او اللجوء الى تشكيل مجلس عسكري من قبل قادة عسكريين من ضباط الجيش العراقي مدعومين من قوات التحالف لان الجيش يخشى التدخل تخوفاً من الصدام مع الحشد الشعبي .. لهذا الموقف بات في غاية الخطورة ويتأرجح ما بين جهات تتصيد في الماء العكر من الداعمين لانفلات الامور لغاية في نفس ايران واتباعها من الاحزاب والميليشيات الذين أصبحوا يمارسون التقية في ابشع صورها بدفاعهم عن المتظاهرين والتباكي على حقوقهم وتقديم آيات الاعتذار للشعب العراقي كأن الذي سلب حقوقهم رجال من المريخ .. وبين جهات اخرى طفح بها الكيل وتريد ابعاد يد ايران عن العراق .. والايام القادمة ستكشف هل سيؤدي هذا الحراك المفاجئ الى بداية صراع علني بين امريكا وايران على الارض العراقية او تسوية الامور باتفاقات مبطنة من تحت الطاولة تنتج عنها قرارات هزيلة ووعود كاذبة ..