23 ديسمبر، 2024 11:31 ص

هل تأمر سانت ليغو على دوله القانون في انتخابات مجلس محافظه بغداد ؟

هل تأمر سانت ليغو على دوله القانون في انتخابات مجلس محافظه بغداد ؟

انجلت قبل فتره النتائج النهائيه لمعركه انتخابات مجالس المحافظات، ما بين اتهام سانت ليغو باتأمر على دوله القانون و المحاوله بمنعه من التأثير على انتخابات البرلمان المقبله، و التشكيله الجديده للتحالفات برؤيه مختلفه ما بين الكتل المتصارعه لكسر التكتلات الطائفيه، و محاوله تقتسيم كعكه الانتخابات على مجموعه اكبر، عسى ان يستشعر المواطنون ان طريق صندق الانتخابات هو فعلا الاحسن و الافضل و الاجدى لاداره العراق، و البدء برفع المظالم عن هذا الشعب المنكوب باحزابه و تكتلاته الضيقه الافق و التي تتلاعب به باستخدام الطائفيه و القوميه الضيقه و العشائريه و الفئويه.
ساحاول  في هذه المقاله تحليل نتائج محافظه بغداد، و طريقه توزيع المقاعد على الكتل المتنافسه، اضافه الى بعض الاستنتاجات و المقترحات لتحسين نتائج الانتخابات.
لقد تم تخصيص 54 مقعد للكتل للتنافس عليها، اضافه لاربعه مقاعد للاقليات، اثنتان للقوميه التركمانيه و الاكراد الفيليه و اثنتان للطائفه المسيحيه و الصابئه. لقد كان مجموع الاصوات الصحيحه بعد الفرز في بغداد 1,567,379 و لم تنشر المفوضيه العليا للانتخابات عدد المصوتين الفعلي او عدد الاصوات المستبعده و اسباب استبعادها. وكان من المفترض وضع هذه الارقام في موقع شبكه  المفوضيه الالكتروني. واستخدمت طريقه سانت ليغو لتوزيع المقاعد على الكتل النتخابيه، و هي متبعه في اكثر من عشر دول و اهم شئ فيها هو عدم استبعادها لاصوات ايه كتله، وإذا قارنا نتائج توزيع المقاعد باستخدام طريقه اخرى معتمده و هي الباقي الاقوى، والتي يتم فيها حساب المعدل الانتخابي، او العتبه ألانتخابيه اولا وذلك بتقسيم الاصوات الصحيحه الاجماليهعلى المقاعد المخصصه للكتل، عدا الاقليات، علما ان الاصوات التي ذهبت للاقليات كانت 15,324 صوت، سنجد ان العتبه النتخابيه تساوي 28,742 . و عند حساب عدد المقاعد التي تستحقها كل كتله في المرحله الاولى و قيمه الاصوات الباقيهلها و تحسب قيمهباقي اصوات الكتله كالاتي: (مجموع اصوات الكتله- عدد مقاعد الكتله مضروبه في المعدل الانتخابي)، وكانت نتائج محافظه بغداد وللكتل بحسب اعلى الاصوات لادناها و للكتل التي قد تحصل على مقعد اضافي كما يلي، علما ان الارقام تمثل (رقم الكتله،اصوات الكتله الكلي، عددمقاعد الكتل الاولي،باقي اصوات الكتله) .
( 419، 569178،20،23085) ، (444،183716،7،11265) ، (411،163022،6،19313) ، (473،137808،5،22841) ، (486،80066،3،22582) ، (431،78429،3،20945) ، (425،70644،3،13160) ، (427،48605،1،19863) ، (492،31889،1،3147)، (460،24339،0،24339) ، (422،23338،0،23338) ، (467،15957،0،15957) ، (429،15162،0،15162) ، (401،10595،0،10595) ، (513،10559،0،10559)
ان مجموع المقاعد الموزعه في المرحله الاولى يساوي42 مقعد, اي بقي لدينا 12 مقعد يجب تويعها على الكتل التي لها اعلى باقي اصوات، و حسب الارقام اعلاه فانا الكتل التي لديها باقي اصواتتتراوح قيمتها ما بين 24,339 و 15,162 صوت اي ان جميع الكتل اعلاه ستحصل على مقعد اضافي عدا عن الكتلتين رقم 492 و 513. اما باقي الكتل التي شاركت في الانتخابات عدا الاقليات فان اصواتها اقل من 10,559 ولذلك لم ادرجها. ان هذه النتائج مطابقه بالكامل للنتائج النهائيه للانتخابات و المحسوبه بطريقه سانت ليغو. علما ان الطريقه اعلاه  توضح ان التوزيع عادل و منطقي و لم تستبعد اصوات اي كتله. لذلك نرى ان سانت ليغو برئ من تهم دوله القانون. و هنالك بحث جيد للسيد سربست مصطفى رشيد بعنوان (انواع النظم الانتخابيه و العراق نموذجا) في موقع المفوضيه العليا للانتخابات لمن يود الاستزاده عن الموضوع.
و يجب على الكتل الصغيره عدم الموافقه على اي طريقه اخرى لتوزيع المقاعد، اواي تحسين على هذه الطريقه خوفا من وقوعها في مصيده لم يحسب لها حساب.
ان هنالك بعض الملاحظات اود الاشاره اليها حول نتائج النتخابات:
1 حصل عضو واحد فقط من مجموع 54 عضو مجلس محافظه بغداد على اصوات تساوي او تتجاوز العتبه الانتخابيه، في حين دخل المجلس 53 عضو بسبب اصوات المرشحين الاخرين بسبب تفتت الاصوات و كثره المرشحين، علما بان اقل صوت حصل عليه عضو في المجلس من دون الاقليات او النساء هو 1,086 صوت وهو رقم صغير.
2 لم يقم 290,118 ناخب و بنسبه 18.7% من مجموع الناخبين بانتخاب اي مرشح، بل قام فقط بانتخاب القائمه، وقد يكون البعض قد اشر على اكثر من مرشح، وفي هذه الحاله لا يتم اعطاء هذا الصوت لاي مرشح، و اعتقد بان هذا العدد قليل، وهذه النسبه عاليه جدا و تدل على عدم وجود مرشحين مقنعين للناخب. وهذا الامر ينطبق حتى في الاقليات حيث لم يقم 4,292 ناخب من مجموع 15,757 مصوت بالتاشير على المرشح، علما ان عدد المرشحين في الكتله اما واحد او اثنان فقط.
3 لدي اعتقاد كبير بان هنالك اعدادا كبيره من الناخبين يختارون المرشح رقم 1 في استماره الناخبين، اما بسبب اهتمامهم بالكتله فقط، او بعدم معرفتهم بالمرشحين جميعا، اضافه لتعذر معرفه او تذكر رقم المرشح وقت الانتخاب ، و قد لاحظت ان اعلى نسبه حصل عليها المرشح هي54.7% من مجموع اصوات المرشح 1 لمجموع اصوات جميع المرشحين في الكتله وذلك في الكتل الفائزه باعضاء، اما في جميع الكتل فلقد بلغت 74.6% و للاقليات 78% ، وقد فاز المرشح رقم 1 باعلى الاصوات في 24 كتله من مجموع 41 كتله مرشحه.
4 ان السماح للكتل بترشيح عدد يصل لضعف عدد المقاعد المخصصه للمحافظه ادى الى تفتيت الاصوات، علما بانه في احسن الحالات النظريه فسوف لن يفوز جميع المرشحين الذين يزيد عددهم عن 54 في بغداد مثلا، فلماذا السماح بهذا العدد سوى ان هذه الكتل تسعى الى كسب اصوات اضافيه و لو قليله اعتمادا شخصيه و علاقه المرشح و ليس بسبب البرنامج الانتخابي، و هو شيء مشين. وقدبلغ عدد المرشحين على اي صوت 95، حيث ان عدد المرشحين في قوائم المفوضيه العليا للانتخابات هي 1,689 في حين ان عدد المرشحين الذين حصلوا على اصوات هو 1,594 و كان المفروض بالمفوضيه العليا للانتخابات ذكر عددهم. واقل صوت حصل عليه مرشح هو صوتين اثنين، هذا اذا استثنينا الاصفار السابقه
و حصل 20 مرشح على اقل من 10 اصوات في حين حصل 430 مرشح على اقل من 100 صوت. وبلغ مجمل  اعداد المرشحين الذين يزيدون عن 54 مرشح 476 مرشح في  12 كتله حصلوا على 172,554 صوت اي بمعدل 362 صوت لكل مرشح و معظمهم من الكتل الفائزه.
5 كان اداء النساء جيدا في بعض الكتل، اذ حصلت مرشحتان على الترتيب الاول في كتلتيهما و الاخرى على الموقع الثاني، اما البقيه الاثنا عشر فلقد دخلن المجلس بسبب الحصه. و كان اعلى اصوات حصلت عليها مرشحه هي 11,420 و اقل الاصوات لعضوه في المجلس هو 683 صوت، و مجموع اصوات عضوات المجلس 50,626 اي بمعدل 3,375 صوت و هو معقول، علما ان مجموع اصوات اعضاءالمجلس من الذكور هو 357,362 بمعدل 9,163 لكل ذكر و المعدل العام لاصوات اعضاء المجلس المنتخبين هو 7,555 صوت. نامل ان تزداد حصه النساء مستقبلا ان استطعتن ان يثبتوا وجودهن و قمن بخدمات ملموسه لمواطني بغداد.
6 يلاحظ ان بعض الكتل حاولت التركيز على انجاح عضو او عضوين للوصول للمجلس كما في الكتله 422 و التي صوت للمرشح الفائز بها 10,497 و بنسبه 54.7% من مجمل المصوتين لاعضاء الكتله، وهي اعلى نسبه تصويت لعضو من كتلته في جميع الكتل الفائزه. في حين تركت بعض الكتل الامر مفتوحا ليتم التصويت لاي عضو كما في حال الكتله 460 و التي حصل فيها عضو المجلس و المرشح الفائز على 1,086 صوت و هي تمثل 5.1% من مجمل اصوات الناخبين لاعضاء الكتله، اي ان المهم وصول عضو ما وليس صاحب كفاءة يستطيع تقديم خدمات للمواطنين.
7 كان عدد المرشحين لعضويه المجلس والذين حصلو على اصوات عاليا جدا و بلغ 1594 للمنافسه على 54 مقعد، اذ رشح سبعه اشخاص فقط لمقاعد الاقليات الاربع. و نرى من الضروري جدا السماح للجادين فقط للتنافس، اذ نعتقد بان هنالك اعدادا لابأس بها ترشحت لاسباب الوجاهه و اثبات الذات و التفاخر و حتى للحصول على فرصه للاثراء، اضافه للسماح للكتل بترشيح عدد اعلى من المقاعد المتوفره، وهذه تؤثر حتى على اختيار المواطنين. و اذا وضعنا العتبه الانتخابيه وهي 28,742 صوت كرقم قياسي، و اجرينا عمليه احصائيه بسيطه لوجدنا ان عدد المرشحين الذين حصلوا على اقل من 10% من العتبه اي 2,874 صوت  لبلغ 1508 اي 95% من عدد المرشحين، اما عدد المرشحين الذين حصلوا على اقل من 5% من العتبه اي 1,437 صوت  لبلغ  1382 مرشح اي 87% من عدد المرشحين،و عدد المرشحين الذين حصلوا على اقل من 2% من العتبه اي 575 صوت  لبلغ  1108 اي 70% من عدد المرشحين. لذلك لو وضع تامينات للمرشح الواحد بمبلغ يتراوح ما بين عشره و عشرين مليون دينار او اي مبلغ معقول و سوف يسترد المبلغ فقط من المرشحين من تتجاوز اصواته ما بين 2 الى 5 بالمائه، عندئذ سيتراجع عدد المرشحين غير الجادين بمقدار كبير. و حتى بالنسبه للكتل غير الجديه فمن الممكن تامينات معقوله لكل كتله مشاركه ويفقدها من لم تتجاوز اصوات كتلتهعتبه 10%، علما ان هناللك ست كتل لم تتجاوز اصواتها عتبه 10% من مجموع 36 كتله و فرد شاركوا في الانتخابات عدا عن الاقليات.
 8 هنالك ملاحظه مهمه حول انتخاب الاقليات، فلقد وجد ان هنالك فارقا كبيرا بين بتائج الكتله 519 والممثله للاكراد الفيليه و باقي الكتل، اذ حصدت هذه الكتله8,675  صوتا متجاوزه بشكل كبير باقي اصوات الاقليات، و التي تراوحت بين 1,947 صوت لكتله 518 والممثله الوحيده للتركمان،  و 630 صوت للقائمه الفرديه 531 و الممثله للصابئه. اعتقد ان السبب يعود الى تصويت معظم الاخوه الاكراد و المسجلين في بغداد و عددهم لا يستهان به، لهذه الكتله والتي تعود للتحاف الكردستاني و ذلك لضمان مقعد في مجلس محافظه بغداد. و حتى داخل هذه الكتله فان التنافس كان شديدا، اذ حصلت السيده وداد رجب على هذا المقعد بحصولها على 3540 صوت، مقابل 3452 صوت للثاني، و بهذا تكون واحده من ثلاث نساء فقط حصلن على مقعد باصواتهن مباشرة من دون اللجوء الى حصه النساء الاجباريه.
9 بما ان مجالس المحافظات هي مجالس خدميه بالدرجه الاولى، لذلك من المفضل ان يمثل عضو المجلس منطقه جغرافيه محدده ليس بحجم المحافظه كلها، كي يتمكن المواطن من مراجعه عضو مجلسه الخاص وان يلتصق عضو المجلس بمنطقته، و يعرف مشاكلهاكي يجدالحلول المناسبه لها و يتابع حلها. لذلك فان اعتماد المناطق الاداريه كالاقضيه  بدلا من المحافظه برمتها كمنطقه انتخابيه ففي بغداد التي لها 54 عضو مجلس و 10 أقضيه، يمكن ان تكون حصه كل قضاء ما بين 4 الى 6 اعضاء حسب عدد سكان القضاء. و اعتقد بان هذه التقسيمات سوف تودي الى تقديم خدمات افضل للمواطنين، و تزداد نسبه مشاركتهم في الانتخابات وكذلك المنافسه الانتخابيه بين الكتل.
حاولت ان لا اتحيز لكتله معينه عند دراسه و تحليل نتائج انتخابات مجلس محافظه بغداد، عدا ذكر كتله دوله القانون، لانها و ان استحوذت على اعلى نسبه من المقاعد، لكنها كانت تريد التهام المزيد من مقاعد الكتل الصغيره. قد تحفز هذه المقاله الاخرين لدراسه و تحليل نتائج المحافظات الاخرى.

[email protected]