يقول المثل العراقي ( واحد باصق بفم الاخر ) والمتعارف عليه ان الأمثال تضرب ولا تقاس، ان مشاكل (الأمن والكهرباء) في العراق لو سخرلها الادباء والروائيين والصحفيين مجلداتهم وحكاياتهم ومخيلاتهم، لم يستطيعوا ان يطفئوا نيران الشعب الملتهب من جراء ملفات الفساد والاهمال وهدر الاموال، فضلا عن معركة السياسيين ونهب الفضائيين التي انتجت لنا دخول الدواعش الى بلدنا . هذا هو الوضع المضحك المبكي في آن واحد ..! كل يوم يزداد بلدي اشتعالا .. كل يوم نسمع عن ضحايا ومجازر وبشر متعاركين من كردستان الى الفاو ترى ما يُفقيء القلب مرارة وما يورث المشاعر وجعا مرا .. ونتساءل ما سبب كل هذا ..؟ وأين التسامح الديني الذي كنا فيه..؟ وهل الدين هو السبب أم المتاجرين به..؟ من الرابح ومن الخاسر الرابح دون شك أصحاب الجشع والثروة والمصالح و كراسي السياسة ، بينما الخاسر واضح وضوح الشمس هو الشعب المسكين الذي جعل عقله ألعوبة في يد طرف لا يهمه سوى مصالحه .؟ المفارقة التي تكرر كل اربع سنوات، هي الوعود والتدليس والكذب المفرط الذي مارسه الوزراء السابقين واللاحقين ورؤساء اللجان والكتل ومسميات عديدة كلها (تلفط من مال المكاريد) ، والكهرباء والامن من سيئ الى أسوء ، المشكلة ان حتى بعض الخدمات التي تقدمها الدول المتخلفة ، مثل وقوف سيارات النجدة في الأماكن العامة والطرق السريعة وانارة اعمدة الكهرباء فهي لا تتوفر في العاصمة وبقية الطرق الخارجية. البرلمانيين السابقين والحالين وكثرة المسؤولين استولوا على سيارات النجدة بغير وجه حق وتستخدم للإغراض الشخصية وبمباركة وزير الداخلية ، ووزير الكهرباء وشلته( خمطوا ) مصابيح الأعمدة وأهمل الشوارع وبقيت تعج في ظلام دامس وطفح انقطاع التيار الكهربائي مجددا،وحتى هناك الاف الاعمدة اسلاكها مرمية على الارض وتصعق الاطفال ولا صيانة ولااهتمام ، لسان حالهم يقول (خلي المواطن يموت يطبه مرض) في يوم الخميس المصادف 19 / 12/ 2014 ، عند الساعة الثامنة مساءا قامت احدى العصابات المنتشرة في بغداد بتسليب احد المغدورين في طريق القناة وقرب دائرة الامن العامة السابقة منطقة البلديات ولانعلم هل هي حالة خطف ام تسليب ، ام اغتيال ..؟، مررنا بالسرعة كبيرة ونحن نشاهد هذا المشهد الدامي الذي لا يصدق ولا يعقل ، في ظل الحديث عن إصلاحات جذرية في المنظومة الامنية وتوفير الخدمات لابناء الشعب وهو ينتظرهما بفارغ الصبر ، وقد تحدثنا سابقا على ضرورة توفير الحماية الكافية الى تلك الطرق وتأمينها وطالبنا بتوفير الكاميرات والانارة الكافية لكي تقل الجريمة ، ويتم القاء القبض على المجرمين خاصة ان بقية العالم قد امن مراقبة تلك الطرق منذ سنيين طويلة وهي اجراءت غير مكلفة وبالإمكان اي شركة ان تعمل تلك المنظومة وعلى مدار 24 ساعة . ولكن اذا تم القضاء على الجريمة كيف يستفيد المفسدين والمرتشين بالتأكيد هم يعرقلون كل شئ من اجل مصلحة جيوبهم وكروشهم ، نطالب السيد وزير الداخلية ان لا يسمح للنواب السابقين والحالين باستخدام سيارات الشرطة وهم لديهم الحمايات الكافية ويتقاضون الأموال الضخمة ، وعليهم توفير تلك الإمكانيات للشعب والطرق العامة وهذه الأمانة والمسؤولية التي تقع على عاتق وزير الداخلية وان لا يسير على نهج وافعال (عدنان الاسدي) من تسخير امكانيات وزارة الداخلية الى السياسيين وترك ابناء الشعب يقتلون من دون اي حماية للشوارع والساحات العامة ، وهذه المهمة مسؤولية قائد عمليات بغداد وبقية الجهات الأمنية ، أما وزارة الكهرباء فهي معنية بتوفير الانارة الكافية ومتابعة صيانة ونصب الانارة الحديثة فهي غير مكلفة ولا تحتاج الى محطات عملاقة ، حتى لا يصبح قاسم الفهداوي مكمل لاكاذيب ومماطلة سلفه (عفتان) الذي تفوقه على مسيلمة الكذاب في (الوعود والعهود )، ونتمنى ان لا يردد المواطن المثل الشاسع (واحد باصق بفم الاخر) ولا نعلم هل تمر هذه الدورة الانتخابية والساسة يمررون علينا نفس الحيل والالعيب والأكاذيب وتبقى الناس تتحصرعلى (الامن والكهرباء) وتترحم على صدام ، حيث تقول الرواية ان صدام قد خرج من النار بسبب دعاء ملايين الناس له بالرحمة ، جراء مالاقوه من تذمر ودمار من السياسيين بعد التغير وشر البلية ما يضحك .