18 ديسمبر، 2024 10:20 م

هل بإمکان العالم طوي ورقة أسدي؟

هل بإمکان العالم طوي ورقة أسدي؟

ليس بالامر المفاجئ إنه ومع إنطلاق جلسة محاكمة الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي يوم الجمعة الماضي في بلجيكا، فقد نقل عن مصادر من المعارضة الإيرانية إنها قد أكدت أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف طلب من المتهم رفض المثول أمام المحكمة، بتهمة التخطيط لعمل إرهابي. ولاسيما بعد أن أکد محامي أسدي وعقب ماقد أعلنت عنه مصادر المعارضة الايرانية إن موکله قد فرفض حضور الجلسة، خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار إن أسدي لايملك أية أدلة أو مستمسکات يمکنه من خلالها دحض وتفنيد التهم الموجهة عليه، إذ أن کلها ثابتة والاهم من ذلك إن أسدي ليس يواجه تهم وأدلة من جانب دولة واحدة فقط وإنما ثلاثة دول إضافة الى المشتکين من رافعي الدعاوي ضده.
حضور أو عدم حضور أسدي لجلسة محاکمته لايمکن أن يغير من وضعه وموقفه الصعب شيئا خصوصا بعد إتضاح إنه قد قام بتنفيذ هذا المخطط الارهابي بعد تلقيه أمرا من طهران، وهو الامر الذي يحرج النظام کثيرا وهو الذي دفع بوزير خارجية النظام لکي يطلب من أسدي عدم المثول أمام المحکمة والذي ليس سوى مجرد مسعى فارغ لامعنى له ولن يفيد أسدي ولا النظام بشئ، وإن الادلة الثابتة ضده أکثر من کثيرة لإدانته وإدانة نظامه وکشف وفضح کيفية قيام هذا النظام بإستغلال الغطاء الدبلوماسي لممارسة النشاطات الارهابية بکل صلافة.
قضية أسدي لو نظرنا فيها بدقة وبحثنا فيها بروية فإنه لامناص من إعتبارها أکثر ورقة سوداء تدين النظام الايراني أمام العالم وتفضحه وهي ورقة ليس من السهل أبدا على النظام طويها وجعل العالم يتناساها فقد صارت رقما إعتباريا في السجل الاسود للنظام وإن هذه الورقة ستبقى کدليل إثبات يدين النظام على مر الزمان ويکشف کيف إن هذا النظام لم يسعى من أجل حرية الشعب في داخل إيران وإنما کان يعمل على ملاحقة معارضيه وبشکل خاص المقاومة الايرانية خارج إيران بکل الطرق والاساليب المشبوهة والخبيثة، وهو مايثبت مصداقية المقاومة الايرانية بشأن ماقد أکدته بخصوص إن هذا النظام عدو للشعب الايراني وللحرية وإنه متمرس في الجريمة المنظمة ويقوم بإستخدام سفاراته کأوکار لإنطلاق نشاطاته الارهابية والتجسسية.
هناك ثمة حقيقة يجب معرفتها وأخذها بنظر الاعتبار وهي إن قضية أسدي لن تکون آخر النشاطات السلبية للنظام الايراني في خارج إيران خصوصا إذا ماقمنا بمراجعة تأريخه بهذا الصدد، فهو قد عود العالم بأنه ليس لن يکف عن ذلك وإنما يقوم بالاسوأ منه أيضا، ولذلك فإن على العالم أن يفکر أکثر من مرة وهو يتصدى لقضية أسدي لأنها ومن دون ردع النظام فإن هذا التصدي لايعني شيئا!