23 ديسمبر، 2024 2:43 ص

هل اُثبتت النظرية النسبية عمليا ؟ ، مفهوم (الزمكان ) والثقوب السوداء (3)

هل اُثبتت النظرية النسبية عمليا ؟ ، مفهوم (الزمكان ) والثقوب السوداء (3)

والسوأل هو ، كيف تكونت الثقوب السوداء ؟ ، يدعي علماء الفلك ، انها من مخلفات (رفات) نجم ميت ، فلكل شي عُمر ونهاية حتى لو كان عُمرا فلكيا يُعد بمليارات السنين ! ، فعند نفاذ وقود أفران هذه النجوم ، والتي تمدها بالطاقة بالأندماج النووي كشمسنا ، تضعف جاذبيته ، وتقل سطوتها على قشرته الخارجية فيتمدد الى أضعاف كبيرة من حجمه الأصلي ، ويسمى (العملاق الأحمر Red Giant) ثم ينكمش على نفسه وينتهي نهاية مدوية هائلة ، ويتحول الى ما يسمى (المستعر الأعظم Supernova) ناثرا مواده الساطعة والساخنة الى الفضاء على هيئة (بلازما) ويكون عمره قصيرا وسرعان ما يتحول أما الى نجم نيوتروني ، بقطر بضعة الاف من الكيلومترات لكنه هائل الكتلة والجاذبية ، أو الى ما يسمى (القزم الابيض White Dwarf) ، أو الى ثقب اسود ولا يعرف علماء الفيزياء يقينا ، ماذا سيحدث بالضبط في جوف الثقب الأسود ، فمنهم من يدّعي أنه سيكوّن بوابة الى كون متوازٍ آخر ،لأن (أفق الحدث Event of Horizon) ، والذي يمثل حافة الثقب الأسود ، هو (العتبة) والحاجز ، بين الفيزياء التي نعرفها ، وبين فيزياء لا نعرف عنها شيئا ، فكل المادة التي ابتلعها هذا الوحش النهم ، تتحول في جوفه الى نقطة صغيرة يقترب حجمها من الصفر ، وكتلتها الى المالانهاية ! ، لذلك يسمونها ظاهرة (التفرّد Singularity) ، يدّعي بعض العلماء ، أن الثقب الأسود قد يضيق بها ، ويلفظها من جهته الأخرى خلال المسار الدودي فتنفجر هذه (الجسيمة) لتعود فتشكّل كونا آخرا ، أي (Big Bang ) جديد ، بأبعاد وزمن آخر، وكأن الثقوب السوداء ، وُجدت لأعادة تدوير (جثامين) النجوم ، لتوليد أكوان أخرى !.

لكننا بصدد البحث عن أدلة واقعية تمثل جوهر النظرية النسبية ، من أن الزمن سيتباطأ مع الأجسام المتحركة أكثر منه بالنسبة للأجسام الساكنة ، فهل يوجد دليل عملي ؟ الجواب نعم ! ، فأحد رواد الفضاء الروس الذي قضى عدة أشهر في محطة الفضاء الدولية (International Space Station ,ISS )، والتي عليها ان تدور حول الأرض بارتفاع 400 كم ، وبسرعة 28 الف كم/ساعة للحفاظ على هذا الأرتفاع ، عاد وهو أكثر شبابا من عمره (الأرضي) بعدة (مللي ثواني) ! ، زمن لا يكاد يُحسب ، لكنه دليل !، وفي تجربة أخرى ، وُضعت عدة ساعات ذرية ذات الدقة الخيالية على متون عدة طائرات مدنية مخصصة للأبحاث ، وبعد طيرانها لعدة ساعات ، وُجدت (مقصّرة) بأجزاء من المايكروثانية ، عن مثيلتها على الأرض !، هذا التطبيق استفاد منه العلماء في تصميم أجهزة التموضع العالمي (Ground Positioning System – GPS ) ! المعمول به حاليا ، والتي تستفيد من ظاهرة التغير النسبي لزمنها الفضائي بالنسبة للزمن الأرضي ، فتحوله الى (احاثيات مكانية) !، اي لولا النظرية النسبية ، ما وُجِد نظام (GPS) ! ، وحسب معادلات آينشتاين ، فأنك لو سافرت بسرعة الضوء ، لمدة ساعة واحدة ذهابا وأيابا من والى الأرض ، فستجد الأرض ، وقد مرّ عليها 500 عام !.

يدعي (آينشتاين) ، أنك لست مضطرا لبلوغ سرعة الضوء والبالغة 300 الف كم/ثانية لربح الزمن، وهي سرعة تمتلك تعجيلا لا يتحمله الجسد البشري ولا حتى اجزاءً صغيرة منه ، فبأمكانك التنقل من مكان الى آخر ببعد سحيق ، اذا سخرت نسيج الزمكان لخدمتك ، وجعله الوسيط الناقل والمتحرك بالنيابة عنك ، وذلك عن طريق ما يسمى (المسارات الدودية Worm Holes) ، يدعي انك لو خلقت ثقبا أسودا فسيمدد نسيج الزمكان بشكل مقعّر عميق جدا دون أن يتمزق ، وجعله يرتبط بكون متوازٍ آخر ، الأمر يشبه حبال حلقة كرة السلة ، لكنه مرتبط من الأسفل بحلقة أخرى ، أي عدم تركها سائبة ، الحلقة العليا تمثل مستوى نسيج زمكان ، والحلقة السفلى تمثل مستوى لزمكان آخر ، اي زمن أخر ، ومكان آخر ، هذا النسيج الأسطواني بشكل يشبه الدودة والمُحاك بين الزمكانين هو المسار الدودي وكأنه (سُرّة) وحبل سري بين المستويين ! . فهل هذه هي بوابتنا الى (العالم الآخر) ؟! ، حيث يختلف فيه كل ما ألفناه عن الفيزياء الأرضية ؟ ، فرغم نعمة البصر ، الا أن العين البشرية كسولة بحيث لا ترى الا الجزء اليسير جدا من الطيف الكهرومغناطيسي وهو الضوء المرئي بألوانه السبعة الذي يبدأ من الأحمر وينتهي بالبنفسجي ، لكننا لا نستطيع أن نرى الموجات اللاسلكية وموجات المايكروويف ، والأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية ، وما بعد الطيف المرئي كأشعة (X) أو غاما ،رغم انتماء كل هذه الأطياف الى جنس واحد هو الموجات الكهرومغناطيسية ! ، ولا نستطيع رؤيتها الا بالأجهزة .
قال تعالى مخاطبا الأنسان المحتضر (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءَكَ فبصرُكَ اليومَ حديد ، سورة (ق) –الآية 22 ) ، وقال الأمام علي (الناسُ نيامٌ ما حيوا ، فأذا ماتوا انتبهوا) ، وكلمة حديد تأتي من الحدّة ، التي لا تشمل قصور البصر الدنيوي فقط ، بل كل الحواس والوعي والأدراك ، فهنالك الملايين من شهادات حالات (الأقتراب من الموت Near Death Experience ,NDE) الموثقة طبيا ، والتي تتطابق رواياتها جميعها بشكل غريب من حيث مراحل الموت وكيف تُشحذ كل حواس الأنسان ووعيه الى درجة خارقة !. …….يتبع مع الحلقة الأخيرة …