18 ديسمبر، 2024 7:17 م

هل ان كورونا مجرد تحذير مما هو اسوأ؟

هل ان كورونا مجرد تحذير مما هو اسوأ؟

عندما خلق الله الخلق في السموات والارضين جعل لكل ما خلق نظاما وميزانا وقوانين لايجوز التعدي عليها لان ذلك يخل بالنظام العام. ولم يجعل الله ذلك خافيا على الانسان بل اخبره به سواء بواسطة كتبه ورسله او بواسطة التجارب الحياتيه المختلفه وآثارها وانعكاساتها.

قال تعالى: وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ. أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ. وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ. وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (الرحمن 8).

وقال رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): لم تَظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بِها إلَّا فَشا فيهمُ الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تَكُن مَضت في أسلافِهِمُ الَّذينَ مَضوا.

الطغيان في الميزان والاعلان بالفاحشة تفسير للتعدي السافر الذي يقوم به البشر على قوانين الطبيعة والفطرة والتعامل الصحيح مع باقي المخلوقات و مع نفسه. والله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم ومن رحمته انه يرسل تحذيرات للبشر لعلهم يراجعون انفسهم قبل ان ينزلقوا في المهاوي جراء ما فعلته ايديهم. ذلك مثله مثل التحذيرات التي يضعها الانسان نفسه على الطرقات او الامور الخطيرة لكي يتجنبها الانسان في حال الخطر للابتعاد عنه وتجنب الوقوع فيه.

قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم 41).

وقال تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (السجدة 21).

ان البشر في انحاء الارض اليوم يبتعدون بشكل مضطرد عن القيم الالهية الصحيحة وعن ما فطرت عليه طبيعتهم الاساسية. حتى الديانات تم التلاعب بها لتصبح وسيلة وليس غاية واصبحت تستخدم من اجل السلطة او المال او الجاه مما يسمح بالتلاعب في قيمها واستقطاب الاتباع من اجل تحقيق المكاسب فيها. ومن ناحية اخرى نفور الناس منها لانهم لم يتمكنوا من التفريق بين الجوهر الصحيح وبين الظاهر الخاطيء الذي ابتدعه البشر بتحريم الحلال و تحليل الحرام. وهذا ما سهل مهمة اعداء الديانات من ادخال جماعات في تلك الديانات من اجل تكريهها للناس او حرف الناس بواسطتها او جعلها مطية لاهواء البعض.

 

أن كل شيء هو من خلق الله بما في ذلك الفيروسات ومنها فيروس كورونا وباستطاعة الله جل جلاله العظيم ان يقول له كن فيكون اي ان ينهيه من الوجود ولكن يبدو لنا ذلك انه تحذير من عذاب قادم سيكون كورونا بالنسبة له كنزلة البرد بالنسبة للطاعون الاسود. َلنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. فهل سيرجع البشر الى قيم الفطرة والدين الصحيح الذي اوله التوحيد وآخره التوحيد والعمل بما جاء به الرسل والانبياء بشكله الصحيح وليس باتباع الذين يمارسونه من اجل المال او السلطة او الجاه او ما شابه ذلك؟ الدلائل تشير الى ان الامر ليس كذلك وان البشر سائرون في طغيانهم يعمهون و للاسف سوف يلاقون مصيرا عصيبا بعد حين يكون فيه كورونا مجرد عفطة عنز.