23 ديسمبر، 2024 1:57 ص

هل انت سرسري ؟ إذن أنت من حزب الدعوة !

هل انت سرسري ؟ إذن أنت من حزب الدعوة !

تزدحم الأحداث في عراق الخمسينيات ، ثمة إنقلاب ينهي الملكية إلى الأبد وثمة صعود لنظام جديد سيختلف العراقيون في شأنه كثيرا أنه نظام عبد الكريم قاسم الجنرال الذي لم يهنأ بالسلطة كثيرا ، آنذاك بدأت الفكرة ، بضعة ( رجال دين ) أبرزهم محمد باقر الصدر يؤسسون ” حزب الدعوة الإسلامية ” نكاية بالمد القومي الذي أنتشر كثيرا آنئذٍ ، تحت واجهة إصلاح حال الأمة ! لكن الوقائع على الأرض سرعان ما أخرجت الحزب من بوابة الإصلاح المنشود الى الصراع الذي جاء داميا ومديدا مع النظام ، كما أخرجته من سعة الاسلام وفقا لمنتقديه الى ضيق الطائفية وتوحشها خاصة في العقد الأخير ؛ ومع عودة ” خميني ” إلى طهران وجد الحزب نفسه تلقائيا الى جواره وفي خندقه ، ولم يحل ذلك إختلاف الطرفين إزاء مفهوم ” ولاية الفقيه ” التي تبناها نظام خميني ، بينما إعتصم حزب الدعوة بـ ” مرجعية الأمة ” التي أخذ التمسك بها يتراخى مع السنين لصالح التماهي مع سياسات إيران من غير أن يتبنى الحزب رسميا بما يسمى ” ولاية الفقيه ” .. فاصطف الحزب الى جانب إيران في حربها مع العراق ، وعليه أصدرت السلطات في بغداد آنذاك قرارا بإعدام كل من ينتمي الى هذا الحزب فأعدم في إطار ذلك الكثيرون ، ولعل من أبرزهم ” محمد باقر الصدر” في العام 1980 من القرن المنصرم .. والذي لم يخف عدائه للعروبة وللعراق ، كما لم يخف ولاءه لإيران بل أعلنها بشكل علني وواضح ، وهذا رد أكيد على ” الصدريين : المتبجحين بعروبتهم الزائفة . وبأعدام الصدر كان أمرا دفع المتبقين للهروب الى خارج العراق وقد توزعوا مابين إيران خميني ، وسوريا حافظ الاسد ومنهم من إختار بعض بلدان أوربا كما هو معروف . هربوا وهم يمضغون أحقادهم ويراكمونها شيئا فشيئا بأنتظار ساعة الصفر ، وقد ترجموا تلك الأحقاد إذ بان تسلمهم للسلطة بعد عام 2003 بمعونة بوش اللعين ومباركة كبيرهم الذي علمهم السحر على خامنائي لابارك الله به .

فكان أول ” قيادي ” في الحزب يستلم زمام الأمور هو الخبل بأمتياز إبراهيم الأشيقر الجعفري ، وقد اتسمت فترته رغم قصرها بالدموية واذكاء نار الطائفية ولعل أبرزها تفجير المرقد العسكري بسامراء الذي دبرته إطلاعات الإيرانية بموافقة الخبل الجعفري وبعلم القوات الأميركية ، وقد الصقوا ذلك الفعل الجبان بـ ( السنة النواصب ) فكانت الطامة الكبرى ، فقد قضى في تلك الحادثة زهاء الـ 650 الف عراقي على أيدي ميلشيات { راعي الإصلاح } مقتدى المنغولي من جيش المهدي سئ الصيت وباقي الميلشيات .

تلاه المجرم الملعون نوري جواد ، والذي تحول الى نوري كامل فيما بعد ، وفي ولايتي الرجل اصبحت الطائفية هي الشعار لهذا المجرم ، فكثيرا ما كان يردد : شعار ” معسكر الحسين ، ومعسكر يزيد ” لذر الرماد في العيون ومن أجل إستمالة بسطاء ( الشيعة ) وجهالهم للحصول على مكاسب ومغانم سياسية . لكن حزب الدعوة إبتعد كثيرا عن نهج مؤسسه فأصبح العدو هو ( المكون السني ) فإذا بصاحب – المظالم – ينتج مظلومياته على أجساد أهل ( السنة ) الذي قتلوا الحسين حينما كان يسكنون الكوفة .!! ؛ وبفضل هذا الحزب أصبح العراق الأكثر فسادا في العالم . ولو كان محمد باقر الصدر يدري بما ستؤول اليه الأمور لما شكل الحزب من الاساس وما كان ليؤلف الكتب ويرهق نفسه { الزكية } بتلك الأدبيات الطايح حظها من الاساس .

خلاصة القول : لو أجرينا إحصاءً دقيقا لأعضاء هذا الحزب فسنجد بكل سهولة ويسر أن جميع الموجودين حاليا يتوزعون مابين لص ، وأفاق ، ومحتال ، ودجال ، ومدعي نبوة ، وسفاح ، وسافل ، ودوني ، وحقير ، وكذاب ، ومنافق

، ومجرم ، وحسود ، وحقود ، ولئيم ، ومنحط ، وسمسار ، ومزور ، وخبل ، وأرعن ، وناقص ، وسفيه ، وسخيف .. وختاما أخوتي الأكارم اليكم آخر عبقريات المسودن إبراهيم الخنفري : ” إن معجون الطماطة مصنوع من الطماطة أو البندورة ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون معجون الأسنان مصنوعا من الأسنان ” .

خارج النص // أنت سرسري ، إذن فأنت دعوجي .