22 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

هل انتهت مسرحية فائق الشيخ علي والسياسيين الإسلاميين؟

هل انتهت مسرحية فائق الشيخ علي والسياسيين الإسلاميين؟

يا ترى لماذا قارن النائب فائق الشيخ علي بعض السياسيين الإسلاميين بأحمد حسن البكر ولماذا لم يقارنهم مع الزعيم عبد الكريم قاسم مثلا كزعيم وطني شهد العراق في عهده من الانجازات ما لم يشهده عهد غيره سواء في توزيع الأراضي السكنية التي تحدث عنها فائق الشيخ أو الزراعية التي أنصفت الفلاح العراقي أو النزاهة في إدارة الدولة فيكفي أن تشاهد أن مدناً قد أنشأت في عهد الزعيم قاسم ومدارس ومستشفيات وخطط جرى تطبيقها من قبل الحكومات اللاحقة.

أفليس من الحق مقارنة الإخفاق والانحطاط الحالي مع حكومة عبد الكريم قاسم بدلاً من مقارنتها بحكومة البعث وخصوصاً أن السيد النائب من المفترض كونه ليبرالي أن يميل لجانب كريم قاسم بدلا نظام من البعث الدكتاتوري؟.

ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.

إن مقارنة منجزات أحزاب الحكم الحالية مع منجزات عبد الكريم قاسم لن ينشئ ضجة إعلامية لفائق الشيخ كمتباكي على حال العراقيين ولن يكون في سياق موجة الانقلاب والصراع الحالي .. كما أنه لربما يخلق نوعا من الوعي في الأسباب التي أدت لسقوط ثورة الزعيم التي أيدها جماعة العلماء وفي مقدمتهم الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره والتي وصفوها بثورة التحرر وهذا بيانهم فيها يقول:

(أيتها الجماهير المسلمة ! أيتها الجماهير الكادحة ! أيها الشعب العراقي المجاهد:

الآن ولأول مرة منذ مئات السنين ، تشرق في بلدنا الحبيب أضواء الحرية والاستقلال بفضل الثورة التحريرية الكبرى ، والمعركة الفاصلة التي وقف فيها الزعيم الأوحد والبطل المنقذ ، سيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم حفظه الله رائداً للإسلام والمسلمين)

إن مقارنة فشل الأحزاب الحاكمة مع ثورة الزعيم قاسم لن يخلق صراعاً إعلامياً يطفي وجوه المتخاصمين على السطح ويبرز طرفين لا غيرهما طرف يدعي المطالبة بالحقوق والتمدن وطرف يعلن الممانعة لعودة جور البعث.

وبهذه الضجة الإعلامية يمكن خلق سماطين من الجمهور الذي لا يعرف سوى العنف والانقلابات على طول تاريخ العراق القديم والحديث

لنعرف لماذا أيد السيد الشهيد محمد باقر الصدر ثورة عبد الكريم قاسم بهذا الشكل الكبير لأنها دولة مدنية يمكن أن ينهض الإسلام من داخلها باعتبارها تؤمن للإنسان حرية الرأي والمعتقد وتسعى لحفظ حقوق الفرد في داخل المجتمع.

وهذا هو نفس السبب الذي دعا له المحقق الأستاذ الصرخي الحسني حين طالب بإقامة دولة مدنية في العراق في لقائه مع صحيفة الشرق في 17 / 3 / 2015 م حيث قال:

(إننا ندعو إلى دولة مدنية يسودها القانون المدني والعدالة الاجتماعية للجميع دون منافاة للشرع والأخلاق وندعو إلى إخلاء العراق من كل أجنبي وعميل يعمل لتنفيذ مخططات أجنبية مدمرة للعراق ولمصالح خاصة ومكاسب نفعية دنيوية فيسبب الفساد والتفرقة والطائفية والاقتتال والتقسيم والضياع).

إن خلق صراعات إعلامية تجاذبية بين أفراد الكتل السياسية كالذي حدث بين فائق الشيخ والإسلاميين لهو جزء من السياسة الإعلامية التي تحزّب الجمهور في معركة الرابح فيها إعلاميا نفس الإطراف المتصارعة..

ولهذا أكثر من فرح بتصريحات فائق الشيخ علي هي نفس الأحزاب التي هاجمها الشيخ لأنها وجدت في تصريحاته التحويل لمطالب الجمهور من حقوق مواطنة إلى تمجيد بنظام أعتمدت هذه الأحزاب على الوصول لسدة الحكم على ضجيج الخوف من عودته وها هو فائق الشيخ يخرج البعبع البعثي من جديد ليقدمه هدية لتلك الأحزاب لتضع نفسها في صدارة الممانعة.

هذه مسرحيات يقدمونها لنا ليس الغاية منها إلا أن نبقى في صراع يقتاتون عليه هم وإلا إي بعث وأي عودة للبعث الذي ذهب بتاريخ غير مأسوف عليه. وها هي النتيجة صدى أعلامي للإسلاميين كأدعياء ممانعة وفائق الشيخ في مكانه دون سحب الثقة عنه وحقوق المواطن في ضياع.

أحدث المقالات