رغم ما اوردته الانباء من حصول اتفاق وطي لصفحة الازمة الازلية بين حكومتي المركز والاقليم ، الا ان البوادر التي تخرج بعد هذا الاتفاق تشير الى ان هذه الازمة ستبقى قائمة ولن تصل الى حلول ، بل يمكن ان تندلع من جديد اكثر من ذي قبل .
لكن العراق تعود على الازمات ، وتعود على المواقف المتصلبة للقادة السياسيين العراقيين ، الا ان المستغرب بالموضوع ان يطالب احد قادة الاقليم الرئيس الامريكي اوباما بحماية الاقليم من ” المالكي ” !
ان نائب رئيس مجلس النواب السيد عارف طيفور عرفناه اول المبادرين بالتصريحات الصحفية المتشنجة مع اي ازمة حتى لو كانت خفيفة الوطئة ، وكأنه رئيسا لدولة يتخوف من هجوم دولة اخرى ، اذ ان كل التصريحات التي نسمعها من شخصيات الاقليم تعطي انطباعا بان قيادة الاقليم نخبة سياسية منضبطة تتعرض لهجوم شرس من حكومة المركز ، /وعندما نقول حكومة المركز يعني رئيس الحكومة نوري المالكي /، وكأن الاقليم لم يخرق الدستور ولم يتعدى على حقوق المواطنيين في المناطق المشتركة ، ولم يحرك جيشا جرارا باتجاه القوات الاتحادية ولم ولم ولم .
الم يكن الاقليم هو من يلوح بالانفصال بين الفينة والاخرى ، اولم يكن الاقليم يتحرك لعلاقات دبلوماسية مع عدد من الدولة لاعلان دولته الكردية ؟ اولم يكن الاقليم هو من استولى بوضح النهار على اسلحة الجيش العراقي السابق ، ويحاول استخدامها ضد القوات الاتحادية ؟
والادهى من هذا ، تظهر بعض الاصوات التي تدعي الاعتدال ، وهي بحقيقتها ليس كذلك ، بكل انحياز وتقف مع التوجه الكردي ، لا لشيء سوى انها تبغض المالكي .
مع كل الاسف كلما يمر الوقت في العراق وكلما تظهر ازمة معينة ، يثبت ان اغلب سياسينا فاقدين للروح الوطنية ، وانهم تعودوا على ثقافة المنافع الشخصية وتسقيط الاخر ، وانهم لا يفقهوا سياسة التعامل مع المواقف ، انما يتعاملوا مع سياسة الدوافع النفسية النفعية .
نعم لك الحق بانتقاد المالكي عن اي خرق ، لكن ليس من حقك ان تزايد على حقوق الشعب وتسلب امنهم وراحتهم من اجل عيون جهة معينة ، وليس من حقك ان تزايد على مقدرات بلد كامل من اجل عيون جهة لا تعتز بعراقيتها بل بقوميتها .
انا على يقين بان المالكي ضاق ذرعا من ممارسات الاقليم التمييزية المتمثلة بتكريم الكردي ومعاملة العربي معاملة الاجنبي في بلده ، بل الاكثر من هذا انها تكرم الاجانب افضل من العراقيين انفسهم داخل الاقليم .
اقول : ان الازمة الحالية بين المركز والاقليم كشفت الوطنيون الحقيقيون ، والذين لا يمتون الى هذا الوطن باي صلة ، واثبتت ان هناك جهات تريد بناء دولة ، ومن يريد تهديم هذه الدولة لانعاش مكتسباته التي هيئتها له ظروف البلد .