23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

هل انتم كـ علي بن ابي طالب (ع)

هل انتم كـ علي بن ابي طالب (ع)

لا اعتقد ان هناك شعبا في العالم يطبق التكافل الاجتماعي بين ابناءه كالشعب العراقي ، فقمة الانسانية ان ينشر مواطن صور او يدون عنوان عائلة فقيرة في الفيس بوك ليلفت انظار الاخرين عليها ، في حين ان هذا الفيس بوك مليء بالسادة النواب الذين يملكون مرتكزا واحدا فقط هو تقديم الاموال والصوبات البطانيات فقط في الموسم الانتخابي اما دونه فهم امراء البرجوازية التي صنعتها الدولة العراقية بعد عام 2003 .
اضافة الى ذلك فان هذا الفيس بوك مليء بالمرجعيات الدينية ، بل اصبح سوقا كبيرا لهم فكل مرجع له العشرات من الحسابات فيه ، ولا اعرف اين تذهب اموال الحقوق الشرعية التي يملكونها (والله اعلم).
قرأنا وسمعنا بانه لم يكن هناك فقير ماديا في دولة علي بن ابي طالب التي حكمها الا شخص واحد هو علي بن ابي طالب نفسه ، فلماذا هناك ملايين الفقراء من شعبي في دولة المرجعيات الدينية المقدسة .
لا يخرج علي شخص (يدعي التفقه) ويقول اني استهدف المرجعية ، فهذه ليست اموال المرجعية (ايه المتفقه) انما اموال الناس التي اجاز الامام المهدي روحي وقلبي وعقلي وعظامي وكل ذرة مني له الفدا للمرجع التصرف بها ، لكن بان يضعها في موضعها .
نعم انا لا اشكك بوضع المرجع هذه الاموال في مكانها ، لكن اشارة وودت ان الفت نظر الجميع اليها مفادها : اذا كانت الدولة مقصرة بخدمة شعبها وقرارتها صنعت طبقات برجوازية واخرى فقيرة ، فاين واجب المرجعية التي تملك ترسانة مالية تفوق ميزانيات عدد من الدول .
لهذا اريد ان الفت نظر الجميع الى كيفية كفالة علي بن ابي طالب عليه السلام للفقير :
يروى أن رجلاً جاء إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة، فقال: اكتبها في الأرض فإني أرى الضر فيك بيناً، فكتب في الأرض أنا فقير محتاج، فقال علي (عليه السلام): يا قنبر اكسه حلتين، فأنشأ الرجل يقول:
كسوتنـــي حلــة تبلــى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائي نلت مكــرمة ولست تبغـــي بما قـــد نلتـــه بدلا
إن الثناء ليحيــي ذكــــر صاحبه كالغــيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به فكـــــل عـبـــد سيجزى بالذي فعلا
فقال (عليه السلام): أعطوه مائة دينار، فقيل له: يا أمير المؤمنين لقد أغنيته.
فقال: إني سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: أنزل الناس منازلهم، ثم قال علي (عليه السلام): إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم ولا يشترون الأحرار بمعروفهم.
هل هناك من في الدولة او في الحوزة العلمية الشريفة يغني فقيرا لله بدون مقابل او تقديم دعاية له ، وهل هناك مرجعا يعطي وينفق من بيت ماله لرجل (يعلم بانه يقلد ويرجع الى مرجع اخر غيره) … فعلا لا اعلم ، لكن اقول لماذا لا يذهب الفقراء للمرجعية التي تؤمن بكل ما اتى به امير المؤمنين فعلا وتقريرا لتغنيهم .