لا شك ان امريكا تمثل قوة عظمى في العالم والمنطقة العربية بالاخص دول الخليج تخضع لها كما يخضع العبد لسيده ولكن الصورة اليوم تتغير بعد ان تدخلت امريكا بالشان السوري والعراقي وانشات التحالف الدولي لمواجهة داعش …. لم تستطع امريكا رغم امكانياتها وقوتها العسرية ان تلحق الهزيمة بداعش حتى اثارت حولها الشكوك بان هي من اوجدتها او على اقل تقدير هي المستفيدة من وجودها , فامريكا لم تستهدف الارتال والتعزيزات الداعشية التي تاتي من سوريا للعراق ولم تستهدف شاحنات النفط المهرب من حقول نفط عراق التي تحت سيطرة داعش الى تركيا… فشلت امريكا بانها لم تستطع تغير نظام بشار الاسد وفشلت في سياستها الخارجية بدعم انظمة متخلفة ومتهرئة كالنظام السعودي والقطري ومن هنا تهيج الراي العربي ضدها لان عملاءها في الرياض والدوحة يمارسون ويدعمون الارهاب في اليمن والبحرين وسوريا ولبنان ومصر … فشلت امريكا ايضا في كسب ود المكون الاكبر في العراق رغم انها صاحبة فضل عليه في اسقاط النظام الدكتاتوري الذي مارس الطائفية والتسلط ومصادرة الحريات .
فشل امريكا المتكرر لدورها المتردد برز الدور الحاسم لروسيا فانشات الحلف الرباعي في العراق على المستوى الاستخباري وفي سوريا على مستوى العسكري وها هي صفحة داعش في حلب والرقة ودير الزور وباقي المدن السورية انتهت الى الابد بفعل بـ 670 طلعة جوية أدت إلى تدمير 456 موقعا للإرهابيين بالإضافة إلى تدمير معسكرات تدريب ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة وغيرها من الأهداف اضافة الى توجيه ضربة ب 29 صاروخ من بحر قزوين لدك مواقع وتجمعات الدواعش في سوريا… صحيح ان كلفة الصاروخ الواحد تبلغ 6مليون دولار ولكن روسيا الفقيرة كانت كريمة وسخية بهذا العمل العسكري ولكن امريكا الغنية وتحت امرتها 40 دولة كانت بخيلة ان لم نقل شيئا اخر منعها من ذلك ربما امريكا ادركت في نفسها قبل غيرها ان مشروعها في المنطقة بدء بالانحدار والانحسار والتراجع وليس هي على استعداد تعطي المزيد من الارواح والاموال في سبيله وهي في حسرة عندما ترى ان اغلب سياسيوا الشيعة ارتموا في حضن ايران وان الساسة السنة اصطفوا مع القاعدة وداعش فامريكا اليوم كالسمك اكوله مذمومة , وروسيا اليوم ممدوحة يتعاضم دورها في المنطقة فمصر استوردت منها اسلحة بقيمة 4 مليار دولار وال سعود بدءوا الغزل معها بلقاء نجل ولي عهدها مع بوتين وستنتهج بقية العربان من امراء الخليج بالتزلف والتودد لها وسوف يحجون لها كما كانوا يحجون لبوشها واوبامها … البلد الوحيد الذي لا يريد الطاعة لروسيا هي تركيا فقد هددت روسيا بقطع تصدير الغاز الطبيعي عنها ولكن هذا الاجراء لن يكون لصالحها لاسيما ان الصين وكوريا الشمالية دخلت على الخط مع روسيا في تحالفها فربما تهديدات من كوريا لتركيا تجعلها في وضع الانبطاح والاستسلام حفاظا على مصيرها بعد ان ترى اصدقاءها تخلت عنهم امريكا .
ان معاهدة سايكس بيكو- في المنطقة العربية نفذت صلاحيتها اليوم ولابد ان يعاد تقسيم المنطقة بطريقة جديدة ولكن في هذه المرة سيكون الدور الريادي فيها لروسيا اولا وليس لامريكا.
[email protected]