23 ديسمبر، 2024 8:03 ص

هل الوضع الامني في خطر ؟

هل الوضع الامني في خطر ؟

يحاول البعض من القيادات الامنية التقليل من اهمية الملف الامني او خطورته ، والأعذار موجودة هو ان المهمة الآن هو القضاء على داعش نهايته في العراق ، وهذا الامر ليس دقيقاً ، لان داعش ليس جيشاً نظامياً يقود حرباً نظامية وبمواجهة مع القوات الامنية ، بل هو افراد وعصابات استطاعت لملمة نفسها وتشكيل مجاميع ارهابية هنا او هناك وتضرب الاهداف النوعية وبدقة ، وهذا الامر تناولته الكثير من المراكز الاستراتيجية الامنية الغربية ، حيث تؤكد هذه التقارير ان داعش يمكن له ان يعيد بناء نفسه متى ما شاء ، ومتى ما اراد بدليل سيطرته على مناطق متعددة من العراق ، وخصوصاً المنطقة المحصورة بين حمرين وكركوك ، الامر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول جدوى النصر الذي تحقق على داعش ، ونتائج هذا النصر ؟!!

العصابات الداعشية ما هم الا افراد وهم يعتاشون على الجريمة وما انتمائهم الى تنظيم داعش الا لإغراض مادية او اهداف طائفية وما حدث من خروقات امنية يؤثر بصورة واضحة على حجم الخطر وهشاشة الوضع الامني ، وما حادثة قتل شهداء الدعم اللوجستي للقوات الامنية والحشد الشعبي الا دليل على هذه الشهادة وقدرة الدواعش السيطرة على الطرق والمناطق الرابطة بين بغداد وكركوك ، او حتى غيرها من المدن ، وهذا وضع امني اخر غير الذي كنا نعتقده ، حيث اصاب القوات الامنية نوع من التساهل و البرود لهذه المناطق ، وهذا ما سمح للمجاميع الارهابية تحقيق الفرصة للخروج من جحورها والقيام بعمليات ضد القوات الامنية والحشد الشعبي المرابط في تلك المناطق ، ونحن هنا لا نتهم الدواعش العرب لأنهم لم يبقى منهم احد في هذه المناطق ، ولكن ما موجود فعلاً هو الارهاب وداعش العراق ، الذين سيطروا على مناطق شاسعة من البلاد ، واخذوا بالاختباء بين الناس بعد عمليات تحرير الموصل والانبار ، حيث عمد الدواعش الى التخفي بين العوائل المهجرة او الهروب نحو الجبال ، وإعادة تنظيم نفسها وضرب القوات الامنية والسيطرة على الطرق الرئيسية ، ومحاولة احداث خرق امني هنا او هناك وهذا ما تسعى اليه الدواعش في ظل البرود الذي اصاب القوات الامنية هناك ، او اعتمادها على ان الحرب على الارهاب انتهت ، وان عصابات داعش اصبحت في خبر كان ، في حين ان الوضع الامني يشهد اخطر اوقاته وظروفه ، ويمكن ان تكون هناك خروقات امنية ، والدليل سقوط المدن الرئيسية في البلاد .
الخروقات الامنية المتكررة ، والتي تحصل من هنا وهناك، والانفلات الامني الواضح في الكثير من المدن ، هو ما يعزز تشعب الإرهاب وسيطرته ، ويشجع الاقدام عليه كونه يأمن من الردع الحاسم، وبسلطة تضرب بيد من حديد ، كما أن دخول السيارات المفخخة الى اواسط الاماكن الشعبية دليل على وجود خلايا نائمة، تحتاج الى جهد استخباراتي حقيقي، وأجهزة امنية تكون واجباتها وساعات تطبيقها منظمة؛ تمكنها من استمرار العمل بشكل دؤوب، وحركة مستمرة في التنقلات، ومعايشة الرتب العسكرية، ومطبقي القانون، كي يُكافح الفساد، اذ ان البعض ممن ينتمون لهذه الاجهزة هم من يمكنون، ويسهلون تنقل هذه الجماعات الارهابية، ببقائهم طويلا في نفس الاماكن، يمكنهم من عقد الصفقات وغيرها ، لن يتم السيطرة على الخروقات، الى جانب إذا لم تكن هنالك نوايا حقيقة، لمجابهة، ومكافحة هذه الافات، والا فأن الامر الى الهاوية، ومن سيء الى اسوء.