قبل التغيير كنت أرى وزارات في حكومة المالكي, جل ما سمعته عن هذه الوزارات, هي أمنية تدار بالوكالة, وتجارة مسروقة, ونفط مورد البلد الرئيسي, وكهرباء أذكرها عندما أسدد فاتورة المولدة.
بعد التغيير, سمعت إن هناك وزارات كالنقل والشباب, وهناك أيقنت إن تلك الوزارات برزت اليوم لوجود قادة لها, حيث كانت لا تعد بالحسبان, ولكن ماذا جرى لأجد بين كل موضوع وآخر في صفحات التواصل الاجتماعي ذكر لتلك الوزارات؟! هل أصبحت الحكومة اليوم مقتصرة على ثلاث وزارات فقط؟! نعم تذكرت؛ فلا شك أنهم قلقون على مستقبل البلد! كما أرهقوا في تغييب سرقات تلك الوزارات عنا في الحكومة السابقة لكي لا تحسد! لدرجة إننا كنا لا نعرف أن هناك وزارة تدعى وزارة النقل, أو وزارة شباب ورياضة.
لقد كان قاسيا جدا معهم وزير النقل الحالي, فلكثرة جمود وزارة النقل قد عشعشوا على أبوابها, ونسجوا بيوت الفساد على أسمها, فحاكوا بيوتا للعنكبوت ليصطادوا حشرات تغذت على دماء الفقراء, ولكنهم تفاجئوا بأن أبواب الوزارة فتحت من جديد, وفتحت بشدة بحيث مزقت بيوتهم العنكبوتية, من قبل رجل مجرب عند الشدائد, فهم يعرفوه جيدا, فقد سفه أحلامهم عندما تسنم وزارة المالية سابقا, وأذاق حلفائهم مرارة الهزيمة عندما تسنم وزارة الداخلية, ولا زال يطاردهم بين طيات عربات النقل التي سلب ريعها, فلا شك بأنهم سوف يستنفرون إعلامهم القبيح, لكي ينتصرون لحشراتهم الزاحفة.
وزارة النقل التي كانت مفقودة في الأمس, تخرج اليوم بقيادتها الجديدة لتنعش الميزانية في الوقت الحرج, ولأول مرة في تاريخ الحكومة العراقية تحقق وزارة النقل ربحا! يا ترى هل جزاء الشجرة المثمرة أن تلقى بحجر؟!
اليوم أصبح الشارع يتكلم عن طيران أوربا, ومنع الطائرات من التحليق في أجواء أوربا! طموح جميل؛ ولكن لحظة يا حظرات! هل كان مسموح لطائرات العراق بالتحليق في أجواء أوربا؟! قبل أن يجيبني أحدكم؛ هلا كبس زر الانترنيت الذي يستخدمه لمحاربة الناجحين باسم النزاهة و أستعلم؟! لنكن نزهاء قليلا ونتحرى عن الصدق! لنكن يدا واحدة مع الناجح كيفما يكون, وضد الفاشل أينما يكون, أبحثوا عن 121 مليون دولار, كيف عادت إلى العراق جراء عبور أجوائه؟! وقد أنعشت ميزانية البلد منتصف 2015.
أعتقد إن الأمر ليس طلبا للحقيقة, ولكني سمعت له لقاءا يتكلم فيه عن عمالة محتالهم, ولو كان المجتمع منصف قليلا, ويبحث عن الحقيقة, لطالب الزبيدي ببيان تلك التصريحات, وهي تهم اقتصادنا ودماء أبنائنا, هي أجوبة لكثير من العجائب, ومنها عجيبة الموصل وسر سقوطها بين ليلة وضحاها! وقد كنت متابع له قبيل سقوط الموصل, وقد حذر من مغبة سقوطها قبل شهر من الواقعة المشئومة, بدلا من تجنيد إعلامكم ضده, جندوه لمعرفة سبب إنعاش 8 شركات للنقل من أصل 11, ما بالها وكانت خاسرة!
ختاما لسؤالي: هل النقل وزارة؟! نعم اليوم أصبحت تذكر, إما في الأمس كانت بلا أسم وكرسي فقط.
— مع الاستاذ باقر جبر الزبيدي.