23 ديسمبر، 2024 9:04 ص

هل المملكة السعودية بطريقها الى التقسيم والتسليم ؟

هل المملكة السعودية بطريقها الى التقسيم والتسليم ؟

ما تتعرض له المملكة العربية السعودية اليوم من حملة تعاضد فيها الشرق والغرب وﻷول مرة في تأريخها ، غير مسبوقة بالمرة وعلى الصعد كافة ومن حلفائها التقليديين ” أميركا ، أوربا ” قبل خصومها اﻷزليين “ايران ، روسيا ” ما يثير لدي الكثير من الشكوك والتساؤلات بشأن الإيذان لمسلسل (ربيع الملكيات ) بالإنطلاق بعد إسدال الستار على مسرحية ( الربيع الجمهوري ) ، ومؤكد وكرد فعل طبيعي على تلكم الشكوك بأنني لن أكون غبيا كعوام اﻷغبياء وﻻ أبلها كسائر البلهاء ﻷتوهم بأن الحملة عفوية قد بدأت وستنتهي بسيناريو القنصلية ولن أتعامل وبأي حال من اﻷحوال مع تلك الحملة على أنها حدث عابر مشحون بالعاطفة الجماهيرية وتغريدات تويتر وبوستات الفيس – الطيارية – أججتها تفاصيل جريمة شنعاء أرتكبت بحق شخص قتل غدرا بغير وجه حق ،أعلن عن جانب مظلم واحد منها فحسب على إستحياء بعد إنكار طويل، فيما ظلت بقية الجوانب المعتمة اﻷخرى في ضمير الغيب بإنتظار الإفصاح عنها على مراحل ، ﻷن ملايين العرب والمسلمين قتلوا بأشنع مما قتل به – خاشقجي – من دون أن يحرك الغرب ساكنا للدفاع عنهم ليس في بورما وحدها وﻻ في فلسطين ولا سورية وﻻ العراق وﻻ ليبيا وﻻ الصومال ولا اليمن وﻻ افغانستان بل تعداه الى قارتي افريقيا وآسيا كلها ، من بغداد الى الصين ، ومؤكد أن نظري سيبتعد لمسافة أطول من حدود نظر القاصرين المصابين بالعشو الليلي والرمد النهاري فضلا عن الذاكرة السمكية لحدثاء اﻷسنان وسفهاء اﻷحلام من الناعقين خلف كل ناعق ..ومؤكد أنني لن أتعامل مع ملف خاشقجي كما تعاملت هي مع ملف -الجاسوس بازوفت – و لن أرضى أبدا بتسليم المملكة السعودية لقمة سائغة لشذاذ اﻵفاق – كما سلمت هي العراق سابقا على طبق من ذهب – لمن يخططون اﻵن لتقسيمها على وفق مخطط وخارطة (برنارد لويس ) والتي تتضمن تقسيم المملكة الى: 1- دويلة الإحساء الشيعية ، 2- دويلة نجد السنية الوهابية 3 – دويلة الحجاز السنية وﻻ أدري لمن ستمنح وتضم المدينة المنوّرة، ومكّة المكرّمة، مع السعي الدؤوب لإفلاسها وصولا الى محاصرة الحرمين الشريفين والتضييق على الحجيج والمعتمرين وربما منعهم من أداء مناسكهم كذلك ، وأنوه الى إن الإعصار ، الزلزال ، البركان ، الطوفان الذي حدث والذي أسهم فيه ولي العهد بشكل كبير جدا والذي جعل المملكة كلها في مهب الريح، وفي مرمى السهام ، إنما تمثل بتفكيك منظومة الهيبة والوقار والقوة وبسرعة هائلة وذلك عبر : 1- تفكيك منظومة اﻷسرة المالكة القوية المتلاحمة وإظهارها للعالم على أنها مجرد مجموعة من المتخاصمين والمنتافرين والمتصارعين على الكراسي والمصالح وولاية العهد مع إستعداد كل منهم لمنح الولاء والبراء في المنشط والمكره ﻷي كان ضد اﻵخر مقابل وعد بمنصب رفيع أو مال = ( تفتيت العائلة المالكة من الداخل ) ، 2- تفكيك منظومة التعاون الخليجي بإصطناع الخلاف مع قطر وفتور العلاقات أو تذبذبها مع الكويت وسلطنة عمان = (تفتيت البيت الخليجي من الداخل وإفقاده محتواه ) وارجو ملاحظة أن الخلاف مع قطر بدأ علنيا وﻻ أقول فعليا بعد فض أزمة الصيادين القطريين وبينهم افراد من العائلة الحاكمة مقابل اكثر من مليار دولار دفعت الى ميليشيات في لبنان والعراق اضافة الى تسويات وصفقات على المستوى الميداني في سورية صبت كلها بالضد من المصالح السعودية ، 3- تفكيك منظومة التلاحم اﻷزلي بين المؤسسة الدينية واﻷسرة المالكة = ( تفتيت اﻷواصر بين السلطة السياسية والسلطة الدينية وﻷول مرة منذ قيام المملكة السعودية ما اضعف الطرفين كثيرا تمهيدا للتفرد بكل منهما على حدة وهذا مايحصل حاليا ) ، 4 – تفكيك منظومة الوحدة الاسلامية التي كانت السعودية رمزها وعلمها ومرجعها عبر إصطناع الخصومة غير المبررة مع تركيا وفتورها مع العشرات من الدول الاسلامية اﻷخرى فضلا عن المقدمات المرعبة التي تحدثت أو مهدت أو سمحت بالحديث عن علاقات اسرائيلية – سعودية تغنت بها العديد من الصحف الاسرائيلية وروجت لها وفي أكثر من مناسبة ، مقابل تنازلات للكيان المسخ بالضد من حقوق ومعاناة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في المقاومة بكل اشكالها وﻷول مرة في تأريخ المملكة السعودية و أخطرها طرح مشروع وطن بديل للفلسطينيين أو (إما القبول بـ صفقة القرن ، أو التوقف عن الشكوى) ، أنا هنا اتحدث عن الظاهر المنظور وليس عن المغيب المستتر ، فإن تغازل اسرائيل وتجتمع بقيادات يهودية امريكية وتقلل من شأن فلسطين وشعبها ومقاومتها الباسلة علنا وبأكثر من تصريح ولقاء ومناسبة وسط ترحيب العدو الصهيوني ووسائل إعلامه وإبتهاجه بها فهذه لوحدها بمثابة كارثة ﻻتغتفر ماكان يتوجب الوقوع في شراكها مطلقا = ( تلاشي العمق العربي و الاسلامي للسعودية وتنحيتها عن عرش الصدارة واظهارها على إنها مجرد طائر مبحوح الصوت يغرد خارج السرب، وهذه واحدة من أسباب تطاول ترامب مرارا وتكرارا على السعودية وتطاول رؤساء الاتحاد الاوربي عليها اﻵن – وﻻتقل لي بأن حاليا عواجيز أوربا الشمطاء يعانون من الصدمة على ” ثرم ” الخاشقجي لطفا ، لقد ثرمت شعوب بأسرها على مذبح الدم قراطية والامبريالية على مدى أكثر من قرن من الزمان وما نعاهم أحد “، 5 – الإنفتاح المباشر والسريع وبدرجة 180 على الغارب حتى من دون مقدمات ممهدة لذلك بإمكانها أن تستوعب هول الصدمة وتمتصها على اﻷقل = ( اهتزاز صورتها الدينية بصفتها خادمة الحرمين الشريفين والمنافحة عنهما والقائمة بسدانتهما ، وماهكذا تورد يا سعد الابل ) وبناء على ماتقدم أنصح القائمين هناك و لتفويت الفرصة على اﻷعداء ولكسب ود اﻷصدقاء وإستعادة اﻷشقاء وللحيلولة من دون مزيد من الحلب وتقليل الشأن وهز الصورة وإضعاف الهيبة وإراقة الدماء بما أدمى قلوبنا جميعا برغم جعجعة المجعجعين بالاتي :
* اطلاق سراح جميع الدعاة ومعتقلي الرأي اﻵن وليس غدا وفي مقدمتهم سلمان العودة ، عوض القرني ، علي العمري ، محمد صالح المنجد، لتكون بمثابة رسالة واضحة للعالم كله تعمل على تعزيز الوحدة الداخلية وتفوت الفرصة على المتصيدين بالماء العكر.
* إعادة العلاقات مع قطر وإنهاء كل أشكال الخلاف والتصعيد وتقوية مجلس التعاون الخليجي مجددا لنفس اﻷسباب وعلى قطر أن تقبل – وﻻتتعيقل – ﻷن انهيار السعودية يعني ابتلاع كل الخليج دفعة واحدة وفق الخطة المرسومة والخارطة المسمومة وضمها – بربطة المعلم – الى دويلة الاحساء تحت الوصاية الايرانية .
* الإنفتاح كبديل تدريجي عن الغرب على التنين الصيني القوي .
*الإنفتاح كبديل تدريجي عن الغرب وربما اتخاذه كحليف ستراتيجي على الدب الروسي القوي .
* الإنفتاح كحليف ستراتيجي على كل من الهند والباكستان النوويتين وتركيا ، اندونيسيا ، ماليزيا .
* تنويع مصادر السلاح والاستثمار والتعاون الاقتصادي وفي مختلف القطاعات وعدم رمي البيض كله بسلة اميركا وترامب وقد اشرت الى ذلك سابقا بمقال ﻷن – ترامب هذا مجرد تاجر وما يتأمن نهائيا – !
* عزل ابن سلمان عن ولاية العهد اذ ان “هذا الرجل الذي وعلى مايبدو – كصته فكر – لن تنتهي المغامرات الصبيانية والكوشنرية والترامبية في عهده قط ما يزيد اﻷمور تعقيدا وبما لاتحمد عقباه ، وإن غلق ملف خاشقجي قريبا بعد كل الصخب والضجيج ﻻيعني وبأي حال من اﻷحوال بأن ملفا آخر لن يفتح سريعا وبذات الحماقات وكلها اشارات الى أن فتح الملفات الشائكة بهذه الوتيرة المتسارعة بمناسبة ومن دون مناسبة إنما غايتها تفتيت المملكة ﻻقدر الله ربما بتنسيق مع بعض القائمين عليها ! ورب سائل يسأل ، ولماذا يطالب العديد من المراقبين العرب واﻷجانب بعزل ولي العهد وليس الملك ؟وأجيب ﻷن عزل الملك تعني أن – ولي العهد – سيتحول الى الكل بالكل خدمة للبعض وهجمة على الكل !
* اعادة اللحمة الى العائلة المالكة التي ضعضعها وهز صورتها أمام الرأيين العربي والاسلامي والدولي إعتقال عدد كبير من أبرز رموزها وأعمدتها وبطريقة مهينة جدا وحجزهم في فندق إضافة الى عزل العديد منهم من مناصبهم أو التضييق عليهم في مصالحهم على غير سبق مثال سعوديا اﻻ في حالات نادرة وقليلة أو على اﻷقل غير معلنة “وأنوه الى أن خطوة تكميم أفواه العائلة المالكة ، قد أعقبتها خطوة تحجيم الدعاة وركنهم جانبا ، وستعقبها خطوة تحجيم الوزراء والمستشارين والقادة وقد بدأت بسعود القحطاني وهو برتبة وزير ، لتعقبها خطوة تحجيم اﻷجهزة اﻷمنية والعسكرية وقد بدأت فعليا باللواء عسيري وتشكيل لجنة إعادة هيكلة الاستخبارات على خلفية مقتل خاشقجي برئاسة – ولي العهد شخصيا – إنها خطوات ليست عشوائية تعتمد على – إختلاق حدث صادم ما – والتعامل معه برد فعل يوازيه بالقوة ويعاكسه بالاتجاه !!
* اعادة اللحمة الى مجلس التعاون الخليجي بكل دوله المنضوية تحت لوائه ، اعادة حقيقة وليست اعلامية .
* العودة الى المحيطين العربي والاسلامي كله عودة سريعة حقيقية اخوية صادقة وليست ورقية .
* اعادة اللحمة بين الاسرة المالكة والسلطة الدينية اعادة مقننة تحفظ لكل منهم مكانته وهيبته من غير تدخل وﻻتداخل وﻻ تقاطع .
* تأييد الشعب الفلسطيني ورفض كل ممارسات العدو الصهيوني الجبانة بحقه ورفض نقل السفارات الى القدس وغيرها ، جهارا نهارا ،عيانا بيانا وبحدة ووضوح تعيد الهيبة .
وبخلاف ذلك فسأفترض بأن العزل السريع لولي العهد مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ومن بعده محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، عن ولاية العهد بالتتابع خلال عامين فقط بين 2015 – 2017 تمهيدا لوصول محمد بن سلمان هي ليست الرغبة بالحكم فحسب بقدر الرغبة في تفكيك المملكة وبدء عهد “ربيع الممالك “- برنارديا لويسيا – والعمل على إنشطارها بعد أفول ” ربيع الجمهوريات ” برنارديا هنريا ليفيا “على إيقاع البراميل المتفجرة في سورية ، صرخات المجاعة والكوليرا والحرب الطاحنة في اليمن ، صدام الميليشيات في ليبيا ، تذبذب اﻷوضاع في العراق وضبابية مستقبله ، ضياع مستقبل اﻷجيال في الصومال ، صيحات المهمشين والمظلومين الحالمين بالعودة في فلسطين ، أنين الجياع والمحرومين والعاطلين بفعل الضمائر النائمة والعقول المتحجرة من المحيط الى الخليج !! اودعناكم اغاتي