18 ديسمبر، 2024 7:55 م

هل الفساد والوقوف ضد المؤسسة يخلقان اللادولة؟

هل الفساد والوقوف ضد المؤسسة يخلقان اللادولة؟

الوقوف ضد المؤسسة (ِAnti-establishment ) يعني ميل المواطن الى معارضة الاجراءات التي تتخذها المؤسسة بضمنها الاجراءات التي تتخذها بعض اوكل سلطات الدولة الثلاث واعتبارها لاتخدم المصلحة العامة في نظر المواطن ولو بنظر الدولة ان ذلك ضرر على المدى القصير ونفع للصالح العام على المدى البعيد. والفساد هو ألاثراء على حساب المواطن بشكل ملتوي وغير قانوني-الالتفاف على القوانين والكسب غير المشروع من خلال افراد في المؤسسة ومصطلح اللادولة هو عدم مركزية القرار والاجراءات سواء ضمن الحدود الجغرافية للدولة المتعارف عليها عالميا او في نطاق تعاملها مع الخارج. كما يعني صعوبة التعامل مع الاقران من الدول.
ومصطلح اللا دولة (No State ) يعني في بعض الاحيان الدولة الفاشلة(Failed State ) وهي وجود كيان سياسي ذي مسمى دولي على رقعة جغرافية لا يستطيع هذا الكيان ادارة امور الناس او التعامل مع اقرانه نتيجة لتعدد الجهات المسؤلة والتي غالبا ما لها ميليشات مسلحة ونتيجة لتضارب مصالح هذه الجهات وتفكك شعبها الى كتل متصارعة لايربط بينها قاسم مشترك سوى التسمية الرسمية المتداولة. ومن امثال الدول الفاشلة “افغانستان” بعد انسحاب قوات التحالف الدولي مؤخرا منها. وفي اغلب الاحيان تظهر الدول الفاشلة بعد الاحتلالات العسكرية وانسحابات الدول المحتلة بعد حين.
وهناك مصطلح اخر ذو صلة وهو الدولة المنبوذة او المارقة (Pariah States ) وهي كما يدل اسمها تعني الدول التي تغرد خارج السرب في علاقاتها وتعاملها سلبا او ايجابا بشكل لافت وليس لها من الانصار والحلفاء والمؤيدين الا قلة من الدول كما هو الحال مع فنزويلا. وعادة ما تظهر هذه الدول التي عادة ما تكون ذات مصادر طاقة كبيرة تظهر بعد او اثناء صراع مع احدى الدول الكبرى كما حدث مع العراق في ظل النظام السابق.
بعد هذه المقدمة نعود الى موضوع المقال ونقول بوعي او بغير وعي يسهم الوقوف ضد مؤسسة الدولة بشكل مباشر او غير مباشر في حض المواطن على ارباك عمل السلطات وضعفها من خلال انواع الاحتجاجات مثل التظاهر والتخريب في البنى التحتية ومحاولات الانفصال والعمليات الارهابية والدعوات لانشاء الاقاليم وتعطيل برامج التنمية وعدم الالتزام بالقوانين ومن ثم خلق بيئة ينمو فيها الفساد.
عندما يكون الوضع بائس هكذا تتوفر الفرص للفاسدين والمفسدين القدرة على اظهار عدم كفاءة السلطات المسؤولة الظاهرة في الساحة السياسية على تحسين ادائها وتعريضها الى الانتقاد من طرف الفرقاء الاخرين ومن ثم شل قدرتها على الانجاز والايفاء بالتزاماتها. في المقابل تظهر الحاجة الملحة لايجاد بدائل للاصلاح وتزيين او تقبيح صور المتصارعين وهكذا يعيش الشعب في دوامة لاتفضي الى نتيجة.
ما اردنا قوله هو ان م الوقوف ضد المؤسسة بشكل صاخب عدلا او ظلما لا يكون سوى طوق نجاة للفاسدين والمفسدين ومنفذ الى حياة سياسية مظلمة للدولة التي تحتضر وسيفا يبرزه اعداء الدولة لقطع رقبتها وتقطيع اجزاءها وبالتالي شل قداراتها. والسؤال العالق لدى الجميع كيف يمكن للادولة الخلاص من هذه الحالة المرضية؟ نعم الوقوف ضد المؤسسة المؤسسة او مناوئة سلطات الدولة موجود بدرجات متفاوتة منذ القدم ولكن لابد من ايجاد السبل لعدم استغلالها من طرف المغرضين من الفساد والمفسدين.