23 ديسمبر، 2024 9:53 ص

هل السياسي سيد نفسه؟!

هل السياسي سيد نفسه؟!

هل السياسي العراقي سيد نفسه أم سيد غيره؟!
إنه لخرف وهذيان اذا قلنا سيد نفسه.
فالمفروض في السيد أن يسود لا أن يُساد، أن يوالي وطنه ويخدم شعبه لا أن يوالي الغرباء ويخذل الأصدقاء، أن يقدم المصالح العامة على المصالح الخاصة، أن يُطاع مادام في خدمة البلد لا أن يُطيع، وأن يُملي لا أن يُملى عليه، أن ينهض ببلده ثقافيا واقتصاديا وخدميا لا أن يكون خاضعا لبلدان الجوار بدوافع طائفية مقيتة والتي ما فتأت إلا ومن خلال خدمهم تعمل على تخريب الثقافة وتهديم الاقتصاد وتعطيل الخدمات.
أين السياسي العراقي من كل ذلك، أين هو من الخدمات والسيادة والرفاه والتطور والبناء، فإننا لم نر حسيسا لهذه المفردات ولا نجوى على أرض الواقع، نعم انها موجودة وبشكل مكثف في فضائياتهم ووسائلهم الاعلامية، ولكننا لا زلنا نستنشق الغبار في الصيف ونطفر من على الأوحال والأطيان في الشتاء ريثما نعبر شارعا أو زقاقا في عراق ما بعد التغيير، يحدث هذا في بلد ليس من أغنى بلدان العالم وإنما أغنى بلدان العالم، ولكن طرقه وعرة، وقماماته تحرق في الأحياء السكنية، ومجاريه طافحة، وكهرباءه متقطعة، وسائر خدماته متلكئة.
لو كان السياسي العراقي سيد نفسه لما نالنا من الأذى ما نحن فيه على الاطلاق، وها هو لو شاء أن يحصي يوما آلام شعبه التي تأتيه جراء سياسته الطائشة لما أحصاها، ناهيك بالموت بالمفخخات والعبوات الناسفة والاغتيالات والأمراض الفتاكة التي تأتينا من كل حدب وصوب، والسياسي المحترم يستنكر ويشجب ويدين طيلة ثلاثة عشرة عاما ليس إلا!.
من طيش السياسي ودهائه، تنهال علينا الهموم والمشاكل والبلايا والرزايا حتى أرجعونا إلى عشرات السنين الى الوراء تخلفا وتدهورا وفسادا وتهورا، وانهمرت علينا كل تلك الأوجاع بلا انقطاع، فبأي مشروع نهضوي يتحدث ذلك السياسي الذي يدعي السيادة وهو المسود.
ثم لو كان السياسي العراقي بعد التغيير سيد نفسه، لكان الأجدر به أن يبدأ بنفسه، يروضها بالتقوى والتقشف والاخلاص، حاله حال المصلحين قديما وحديثا، لا أن يكون ولائه لدول الجوار وهو يتمتع وعائلته بالفلل الراقية والسيارات الفارهة والأكلات الدسمة؟!المفروض عليه ان اراد ان تكون له مصداقية في شعاراته الانتخابية ان يتحكم في جسمه وشكله وحركاته وسكناته وغرائزه وميوله، أن يتحكم في قواه العقلية والروحية والمادية لا أن يدعها عرضة لرياح هوجاء تعصف بالأخضر واليابس. المفروض عليه ان كان صادقا فيما يقول، ان لا يشتهي ولا يفكر ولا يعمل إلا من أجل اسعاد الناس الذين صعد على أكتافهم، والوطن الذي يرفل بخيراته ويطعنه في ظهره!
المفروض عليه أن لا يكون للنعاس ولا للجوع ولا للعطش ولا للميول الجنسية ولا للميول السلطوية ولا للحقد والغضب ولا لليأس والقنوط عليه أقل من سلطان، ولكنه تناسى كل هذا وانساق وراء شهواته لإرضائها واسياده لإرضائهم وبقي الشعب والوطن عليه ساخطين.