على اثر هزيمة الجيش العراقي على يد مسلحي المعارضة السنية في المناطق العربية السنية في العراق مؤخراً، كان السؤال الاثير للاعلام العراقي الحكومي والموجه، هو: هل الذي حصل جرى بمعزل عن الدعم الخارجي؟. وذلك في مسعى منها لتبرير هزيمة الجيش والانتقاص من المسلحين، وكأنهم اي حكام العراق، لم يشكل حكومتهم بفضل الدعم الخارجي الامريكي الذي اسقط النظام السابق وقدم السلطة على طبق من ذهب للحكام الحاليين من معارضي ذلك النظام، دع جانباً توقيع اولئك الحكام لاتفاقية استراتيجية مع امريكا التي طالما يصفونها بشكل غير مباشر بالشيطان الاكبر، ليس هذا فحسب بل انه مدعوم من قوى خارجية عدة نذكر منها ايران وروسيا. ان اية حركة في العالم ثورة عادلة أو غير عادلة، تمرد أو انقلاب لم ولن تنجح بدون سند خارجي، فثورات الشعوب وانقلابات العسكر في القرن الماضي بالاخص: الجزائر وفيتنام وناميبيا والصحراء الغربية، وحتى انقلاب 8 شباط 1963 كانت مدعومة من الشرق أو الغرب. ولدى منظري الماركسية ان العامل الخارجي هو شرط التغيير والداخلي أساسه، لذا فأن تلقي الحركات الشعبية وغيرها للدعم الخارجي مادي ومعنوي، ظاهرة شائعة.
لولا الاستعمار الفرنسي والبريطاني، لما تحررت شعوب عربية واسلامية من الامبراطورية العثمانية، وفيما بعد نالت اكثرية الشعوب العربية استقلالها بفضل الدعم الخارجي سيما السوفيتي. عليه وتأسيساً على مامر فان اتهام المعارضين لنظام ما بغض النظر عن هوياتهم بتسلم المال أو السلاح ومستلزمات للنصر اخرى، يبقى سخيفاً ازاء عشرات ومئات الامثلة على الدعم الخارجي للجماعات الثائرة. حدثني سياسي كردي قبل اعوام، من ان الراحل ياسر عرفات بعد أن وقف على المظالم التي سلطت على الكرد من قبل النظامين العراقي والسوري، ومنها قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي والمذابح الجماعية وابادة القرى الكردية في جنوب كردستان، قال للسياسي الكردي: لو كنت مكانكم لما ترددت عن طلب المساعدات من إسرائيل.
ان الحكومات الجائرة لاترى عيباً في تلقيها للاسلحة الفتاكة من الاجنبي واشكال الدعم الاخرى لأستخدامها ضد شعوبها المغلوبة على امرها،إلا ان الشعوب المظلومة اذا اقدمت على الفعل نفسه وتسلمت الدعم من العالم الخارجي، فان حكوماتها الظالمة تعد ذلك خيانة وعيباً وانتقاصاً لوطنيتها.
لا حركة ثورية، عادلة كانت أو غير عادلة من دون الحصول على العون الخارجي.