23 ديسمبر، 2024 6:14 ص

هل الحل في أعادة هيكلة الخطوط الجوية العراقية ؟

هل الحل في أعادة هيكلة الخطوط الجوية العراقية ؟

كثر حديثي عن رفــع كفــاءة قطــاع الطيــران العراقي لتحقيــق مانصبوا اليه كعراقيين من تطوير لهذا القطاع الحيوي وبما يتلائم ومتطلبات سوق الطيران في العراق , من خلال رؤيتي المتواضعة في أختيار المسارات الصحيحة لتحديث وتطوير شركة النقل الجوي الوحيدة في العراق ( الخطوط الجوية العراقية ) وتحسين خدماتها المقدمة للركاب ,‏ وزيادة قدراتها الاستيعابية وحل مشاكلها الفنية , هذه الرؤية تكمن في ” أعادة هيكلة الشركة ” .

أن إعادة الهيكلة في المفهوم العام هو عملية تغيير على أساس مدروس للعلاقات الرسمية بين الوحدات الإدارية في الشركة الواحدة ، تتم من خلال مجموعة من العمليات التي تصمم لزيادة كفاءة وتحسين القدرة التنافسية لها , كما تعتبر وسيلة أساسية لرفع كفاءة الأداء وإزالة معوقات التي تحد من الإنتاجية بإحداث تغييرات فاعلة في الأساليب والمفاهيم الإدارية السائدة، وفي كل ما يرتبط بها من عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية، للوصول الى الصورة المثالية في إدارة استخدام الموارد المتاحة ، ورفع معدلات الكفاءة والفعالية والإنتاجية في الأجهزة الإدارية.

ترتكز إستراتيجية خطة أعادة هيكلة الشركة على حسن اختيار الأهداف من خلال المواءمة والتوفيق بين ما تحتاج إليه الإدارة الحالية للشركة وبين ما هو متاح لها من قدرات وما يحتمل أن يتوافر لها من إمكانات, لإحداث نقلة تطويرية نوعية في تنظيم الفروع الإدارية للشركة, بما يحقق الكفاءة القصوى في الأداء، حتى يعود الناقل الوطني الى صورته الحقيقية في تقديم خدمات جوية متطورة وانتظام وانضباط في المواعيد مع التركيز على الخدمات الربحية كمراكز الصيانة والشحن والتموين التي يصب عائدها في التطوير والتحديث. لمواكبة المستجدات والتطورات في حقول التنمية المختلفة.

أن عملية إعادة الهيكلة ( المالية والادارية ) المقترحة لشركة الخطوط الجوية العراقية هي مجموعة من الاستراتچيات والخطط والبرامج والسياسات التي تضعها الإدارة تهدف الى تحقيق تخفيض التكاليف وتحسين كفاءة الأداء من خلال تقديم خدمة جوية مناسبة ومنافسة وكما يلي :

عرض الشركة للاكتتاب العام ودخولها سوق الاوراق المالية (البورصة ) لتتحول لشركة مساهمة مختلطة , لغرض زيادة رأسمال الشركة من خلال ضخ المساهمون أموالا في الشركة مقابل حصولهم على أسهم فيها لتوفير السيولة وخصوصا إن الشركة تستطيع تحقيق أرباح مستقبلا في ضوء توفير السيولة ، على ان تحافظ الشركة على ملكية الجزء الأكبر (51%) ، وبالتالي على قراراتها , بهذا الهدف نحصل على مزايا مهمة جدا وهي :
إعادة تقييم اصول الشركة كلها أو بعض منها بما يعكس قيمتها السوقية ، وذلك ببيع الأصول القليلة أو المنعدمة القيمة من خلال لجنة للتقييم والبيع تتضمن الطائرات القديمة وموادها الاحتياطية الجديدة, المعدات الجوية والارضية , وايضا بيع وإعادة استئجار بعض الأصول (الثانوية).
هيكلة ديون الشركة السابقة ومبادلة المديونية بالملكية في هذه الحالة يتم تحويل كل أو جزء من الديون الحالية إلى مساهمات في رأس مال الشركة عن طريق إصدار أسهم ملكية بما يعادل قيمة هذه الديون، وهذا يتوقف على مدى تفهم وتقبل الدائن لهذا الاقتراح .
تقيّم الشركة لادائها دوريا من خلال مراقبة سعر السهم في البورصة وإقبال المستثمرين عليه, فالإقبال الكثيف على السهم يعني ان الأداء جيّد للشركة، وبالمقابل تراجع سعر السهم يكون انعكاسا للأداء السيئ لها , وهذا المؤشر ذو اهمية مستقبلية لتقييم خطة أعادة الهيكلة.
أدارة المال المستحصل من بيع الاسهم للمستثمرين يجب ان يصب في اتجاه تنفيذ خطة اعادة الهيكلة المالية وزيادة التدفقات النقدية الداخلة وتخفيض مدفوعاتها النقدية أو تأجيل بعضها لتحقيق التطوير والتحديث المطلوب لأسطول الشركة من الطائرات ومعداتها والمنتسبين .

تطوير الهياكل التنظيمية للشركة ويتم ذلك بإلغاء أو دمج أقسام أو مديريات حالية واستحداث أخرى جديدة، بحيث تمس الكيان الإداري للشركة باعتبار أن إعادة الهيكلة الإدارية جزء متمم لإعادة الهيكلة المالية ليشتركا معاً في تحقيق نتائج فاعلة, من خلال تطبيق التالي :

تبنّي التنظيمات الإدارية القادرة على ممارسة الوظائف الإدارية الحيوية، وفي مقدمها وظائف التخطيط الاستراتيجي الشامل، المتابعة وتقييم الأداء، التطوير والتنمية للأفراد والنظم والأساليب.
ضبط مسار الإجراءات الإدارية والمالية والفنية للنشاطات، بحيث تكون متناسبة ومتوافقة مع الأهداف المقررة, من خلال دعم قنوات الاتصال فيما بين الوحدات التنظيمية في المؤسسة، وتأمين تدفق المعلومات في ما بينها بدرجات متناسبة مع متطلبات الأداء المتكامل.
إعادة دراسة سياسات الأفراد لزيادة فاعليتها والخفض التدريجي الطبيعي لقوة العمل من خلال وضع ضوابط حاكمة وحاسمة للتضخم الوظيفي في الجهاز الإداري والعمل على إعادة توزيع القوى العاملة، سواء بالنقل، أم التشجيع على التقاعد المبكر وتشكيل هيكل تنظيمي جديد يتضمن تعيين عدد من الموظفين التنفيذين التخصصين وفق خطة شاملة تتزامن مع تغييرات على المستويات الإدارية والتقنية في الخطوط لإعداد الناقل الوطني لهذه المرحلة المهمة والتي سوف تصل به إلى مستويات جديدة في الأداء والخدمات والإنجاز.
أعادة استراتيجيات التسويق لزيادة الفعالية التسويقية للشركة من خلالها أطلاق رحلات الى وجهات جديدة للسفر من العراق والعمل على تحسين الخدمات المقدمة للمسافرين على الخطوط الجوية العراقية وبمستوى يوازي شركات الطيران العالمية .
تحديد الأهداف العامة والنتائج الدقيقة بتحديد رؤية تطويرية واضحة لمجموعة الأنظمة واللوائح والقواعد المؤثرة في أوضاع وعمليات الشركة، وبحيث يكون تجديدها أو تحديثها متوافقاً مع إمكانات التطبيق , وتتم من خلال زيادة المبيعات لخفض التكاليف الثابتة من خلال تطبيق افكار جديدة لتحصد اعلى نسبة مبيعات , ومن هذه الافكار :
وضع برنامج حوافز المبيعات بإعطاء موظفي المبيعات سببا دائما يحفزهم على زيادة المبيعات وتدريبهم بإستمرار لتنمية مهارتهم المختلفة وتطوير افكارهم .
إعادة تقييم الخطة التسويقية، و إدخال التغييرات و التحسينات اللازمة وقياس النتائج في كل مرة, من خلال القيام بدراسات مكثفة من أجل تحليل السوق واكتشاف ما يريده المسافر، ومراجعة استراتيجيات التسعير , والقيام بحملات ترويجية في مناطق جغرافية , والاستفادة من مزايا التسويق الالكتروني عبر الانترنت الذي تفوَّق على التسويق التقليدى.

سبب دعوتي لهيكلة الناقل الرئيسي الوحيد في العراق هو القضاء على العراقيل والعمل على عصرنة شركة الخطوط الجوية العراقية و تطوير عملها وتحسين خدماتها لتكون في مستوى التطلعات والاحترافية, من خلال إحداث تغيير حقيقي جذري في أنظمته ونشاطاته الادارية والفنية , على نحو يكفل القضاء على كل مظاهر ضعف الأداء والتسيب الإداري وإزالة كل أشكال التعقيد والتداخل الذي يعوق عمل الشركة في الوقت الحالي ، الذي يتسبب في ضياع الوقت والجهد من دون إنتاج حقيقي , لقد برزت الحاجة للتحول الى مفهوم الإدارة الحديثة والذي يكمن في التحول من إدارة تنفيذية روتينية إلى إدارة تتميز بطابع المبادرة والابتكار، والاستناد إلى عمليات التخطيط والتوجيه، والتنسيق والعمل الجماعي، والإنتاجية والمتابعة والتقويم والمساءلة.