في زماننا الحاضر يشكوا المجتمع الإسلامي من ظاهرتين , الاولى ظاهرة الالحاد التي انتشرت خلال مطلع القرن الحادي والعشرين ,والان ليس لي مجال في البحث في هذا الموضوع , لأني ارغب تكملة البحث في النقطة الثانية ’ وهي العصمة عند الانبياء والاوصياء من ال محمد(ص).
جاءت جميع الاديان السماوية من ادم الى النبي محمد (ص) برسالة تتضمن عبادة الله وحده (وتحرير الناس من العبودية)المنتشرة ذلك الوقت والعبودية للأصنام البشرية هي التي حولت عبادة الله الى عبادة الاصنام. وهم يتحملون السبب في ظهور الالحاد عند الشباب لان فكرهم لا يتناغم مع روح العصر ثقافيا. , لان قاعدتهم الفكرية غير رصينة ولا تستند على ادلة من القران الكريم, ولا من الكتب السماوية في الاديان الاخرى , لذا ثارت أوربا على رجال الكنيسة ممثلي الله في الارض.***
في تاريخنا الاسلامي ابتدأ رسول الله(ص) ومعه النخبة الطيبة بإزالة الفكرة من عقول الناس , قبل هدمها يوم فتح مكة ليلمسوا بحواسهم أنها أحجار لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا , ولا تستحق قدسية لا نها طين او حجر او خشب ,رغم ذلك كانت لها اسماء تعبد من خلالها , اسماء وصفات مثلا اللات أي الله. العزى هى كوكب الزهرة الذي راْه سيدنا إبراهيم جسدوه بصنم ..مناة وكان مختص بالمصير والقدر, هبل يعنى الشمس وكان من اْعظم الاصنام في مكة.. إساف ونائلة إله الحب وهما على شكل رجل وامراءة
** وفي زمن سيدنا نوح(ع)خمس أصنام هم ” ود وسواعاً ونسرا ويعوق ويغوث ” هؤلاء كانوا رجالاً يحبهم الناس فلما ماتوا قام اهلهم ومريديهم بصنع اصنام لهم , ووافق اهلهم باعتبار المجتمع يتبعهم كونهم رجاغل صالحين , فصنع لهم الفنانون تماثيل تشبههم , وبمرور الزمن بعد جيل او جيلين اصبحت هذه التماثيل تعبد من دون الله , ولم يستطع نوح(ع) ان يرفع الفكرة منه عقوله9م . لان العقل اذا تلوث من الصعب ازالة الشذوذ الفكري منه , بل يزداد رسوخا .
القسم الثاني من الأصنام التي تعبد فكريا : بعض الفلاسفة والمؤلفين يعتبرهم العلمانيون قدوة واسوة, ويعتبرون كل كلمة قالوها معصومة ويجب التمسك بها . ومريديهم ليس عندهم غاية ولا مشروع الا الانقضاض على الدين … قسم اخر يحسبون انقسم ممثلين للدين ويطلقون على انفسهم علماء يشتغلون في البلاط يسمونهم وعاظ السلاطين ,لهم دور كبير في سن القوانين الدينية وتغييرها بما يتناسب ومصلحة السلطان هؤلاء هم سبب البلاء في واقع الامة والبشرية بأجمعها.
** بالأمس انتشرت عبادة الاصنام المصنوعة من الحجارة وفي الوقت الحاضر الاصنام البشرية (وهم القادة والحكام وأرباب العقائد)اصبح تغيير في الاصنام من اصنام طينية الى بشرية وفي العهد الجاهلي كانت الاصنام تصنع باليد والان تصنع الاصنام بالاعلام والقنوات الفضائية .وتمكنت الفضائيات ان تصنع اكبر منظومة للاصنام , هؤلاء يستعبدون الناس ويملكونهم ويتفضلون عليهم براتب او وظيفة او قطعة ارض او منصب زائلة بديلا عن رضا الله , فاستعبدوا الناس باسم الدين وباسم الفانون فظلموا اقوامهم وبطشوا بهم مما جعل اقوامهم يتبعوهم ويطيعوهم في كل شيء خوفا منهم او رغبة في شراء رضاهم وان كان في ذلك عدم رضا خالقهم عليهم وسخطه .
هذه الظاهرة منتشرة بين جهّال القوم. نتيجة لهذه الكثرة ظن من وضعته الفئات الجاهلة موضع القدسية والتنزيه انه يستحق هذه المنزلة وهذ ما موجود فعلا في المجتمعات الجاهلة البعيدة عن الدين . ولا بد من نهاية لكل طاغية وفرعون {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي تغلغل الطغيان في ذاته المعقّدة .جعله يوحي إلى نفسه بأنه في موقع الإله الذي يريد من الناس أن يعبدوه ويطيعوه في كل شيء،
** ما ضرر الحاكم او القائد لما يتفرعن.؟. المسألة ليست مجرد حاكم او فرد ينحرف في فكره وتصرفه ،المشكلة تكمن في التأثير السلبي على حياة الناس في ما يمثله الانحراف من معنى يتعلق بالناس فيثير مشاكل في حياتهم ويفرقهم ويجعلهم بعضهم يقتل بعضا . {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }.
هذا موقف الدين من الطغيان ولذا جسد الحسين (ع) موقف المعصومين جميعا يوم عاشوراء