23 ديسمبر، 2024 1:40 ص

هل الاخلاق الاسلامية بحاجة الى تحديث ؟

هل الاخلاق الاسلامية بحاجة الى تحديث ؟

قال النبي ( ص ) “انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق” واحسب ان كلمة اتمم تعني : ان الاخلاق السائدة عصرذاك قبل الاسلام كانت بحاجة الى تحديث وعصرنة وتطوير ، فهل نحن بحاجة في عصرنا هذه الى مواصلة التحديث والعصرنة والتطوير !

كثيرا ما نردد ان الدين هو الاخلاق والقران كتاب عبادي اخلاقي ، لكن هل تحتاج الاخلاق القرآنية الى تحديث ؟ هل اصبحت التشريعات الاخلاقية بحاجة الى تطوير مع حجم التطور والحداثة والثورات التكنولوجية ؟

فمثلا ، نحن كمسلمون مازلنا نعتقد ان الاخلاق تكمن في تجنب الكذب ، ولكننا نجد الف مسوغ وتبرير لنكذب على المراة او على الطلبة او في تعاملاتنا التجارية او بين عوائلنا ، نعتقد ان الاسلام هو دين المحبة لكننا نكره من يخالفنا الرأي والمعتقد ، فالمسلم يكره اليهودي ، والشيعي يكره السني ، والسني يكره المجوسي وحتى بالطائفة الواحدة نجد من يكره الاخر لمجرد اختلاف الرأي أو المصلحة .

نحن نؤمن – مثلا – بالعطاء والزكاة لكننا نكرم الفقير اليتيم فقط لأنه ذكر بالقرآن أما ردم حفرة في شارع تضر المارة او بناء مستشفى للأمراض او دار للعجزة ، فهذا لم يذكر بالشريعة نصا ، لذا نحن بعيدون عن هذا الاتجاه ، ولا ننتبه اليه ، واذا انتبهنا سنقول انها مهمة الحكومة .

ان الامانة لا تعني فقط صيانة اموال الاخرين ، ولكنها تشمل الحفاظ على اعراض الاخرين وعدم التشهير بوسائل التواصل الاجتماعية ، بل والامانة تعني ايضا الحفاظ على مواعيد العمل و وصيانة الممتلكات العامة.

البيئة ومشاكلها لم يتعرض لها القرآن الكريم ولم ترد في نص شرعي ، فهل نحن غير معنيين بها ؟ وغيرها كثير …

لقد اصبح العقل الاسلامي جامد على الصح والخطأ المذكور في القرآن فقط او ما ورد في نصوص تشريعية نصا ، بينما هناك تطور هائل في المفاهيم والمصاديق معا ، وهو ( أي العقل الاسلامي ) لا يستطيع استنباط اي حكم لمسألة آنية مستحدثة الا بتشريع فقهي فهل هذا يتناسب مع عالم تتغير فيه القيم بسرعة فائقة ؟ وهل الفقيه وحده القادر على وضعنا على سكة التحضر والعصرنة ، وهل على الفقيه حصرا دون غيره ان يقودنا ؟

اما في مجال معالجة الجهل فالمشكلة ليست في ايجاد تشريع لتحريم بعض السلوك المنافي للاخلاق ، انما في كيفية تنمية الواعز الضميري ليتجنب الانتهاكات الاخلاقية والجهل المتفشي في المجتمع كونه من احد الاسباب المهمة في التدهور الاخلاقي المجتمعي الذي نعيشه حالي .