7 أبريل، 2024 12:02 ص
Search
Close this search box.

هل الاحتلالات من اجل تغيير الأنظمة تطوير للحروب بالانابة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

دراسة عن تطور الحروب والاحتلالات التي تقوم بها الدول العظمى وفقا لمصالحها

في مطلع الالفية الثالثة الحالية وبالضبط في عام 2001دشن الرئيس الأمريكي الاسبق جورج  دبليو بوش سياسة الاحتلالات العسكرية لغرض تغيير الأنظمة  في مناطق الازمات الكارثية المستعصية بعد استحالة تغيير الأنظمة  بالطرق المتاحة كحروب الانابة مثلا فارسل جيوشه الجبارة الى أفغانستان وحدث ذلك مباشرة بعد تفجير برج التجارة العالمية ومقتل الاف من الامريكان واحتلها وبدأ ببناء نظام حكم جديد هناك على الطراز الغربي انفق عليه مليارات الدولارات بمشاركة حلف شمال الأطلسي  الناتو ودول غربية أخرى.

وبعد ذلك بسنتين تقريبا(  2003) ارسل جيوشه الجرارة الى العراق واحتلها من اجل تغيير النظام هناك بعد تشكيل تحالف دولي بادعاء امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وابادة الأقليات   في الوقت الذي فشلت كل الطرق  الأخرى المتاحة لتغيير النظام وضعف قوة المعارضة وعدم مصداقيتها . وتبين بعد الاحتلال زيف هذا الادعاء  واختلال التوازن في الشرق الأوسط وسيادة عدم الاستقرار.

في القرون التي سبقت اتبعت الإدارات الامريكية المتتالية والحزب الشيوعي السوفياتي السابق هذا الانواع من السياسة وكانت درجة النجاح متفاوتة اعتمادا على جملة من الظروف منها على وجه الخصوص الخلفية الثقافية للبلد المعني ودرجة تأثير الديانات في صياغة الثقافة العامة في بعض هذه الدول وعلى مدى التحزب اليساري لشعب البلد المعني  وعلى مدى التطرف العقائدي وعلى مقدار التمسك بالاعراف والتقاليد وخاصة العشائرية منها والعقائد والأعراف الدينية واوجه التقارب العقائدي بين البلد المعني والدولة الكبرى ذات النية في دخول دائرة التاثير والتنافس وإمكانية تغير حركة الاقتصاد بالاتجاه الذي يتفق مع السياسات الاقصادية للدولة العظمى وعلى قدرة الدول العظمى على تقديم المعونات المضمونة وقت الشدائد. ومدى ردة فعل الاسرة الدلية بصدارة الأمم المتحدة. كل هذا من الناحية الفكرية.

اما من ناحية التنفيذ الفعلي فهناك عوامل أخرى تتحكم في مسألة الاحتلال أولها مدى جهوزية القوات الغارية من ناحية التسليح والاعداد المدربة ودراسة التضاريس والمناخ ومدى استجابة وجهوزية قوات وقواعد المحيط الاستراتيجي للدولة المعنية وثانيها مدى جهوزية المعارضة لاستقدام واستقبال ومساندة القوات الغازيةوثالثهما ابعاد التهديدات المحتملة عن دواخل الدول الكبرى سواء كان البلد المغزو بعيدا عن الحدود اومتاخما لها وقد تكون هذه التهديدات من منظمات مناوئة تنتشر في الداخل او الخارج تقوم بافعال تثير الراي العام.

وبعد الغزو والاحتلال كان دائما من المتطلبات تنفيذالخطط الموضوعة لادارة البلد المحتل وابطال مفعول او تحييد أجهزة النظام السابق التنفيذية والتشريعية والقضائية ووضع أسس بناء الدولة الجديدة وخاصة في مجالات التعليم والصحة وحفظ النظام . وهنا تكمن نسبة عالية من درجة النجاح  ومعظم الاحتلالات لسوء حظها فشلت وسجلت ادنى  المستويات في هذا الميدان وتسببت في خسائر جمة لها وللبلد المحتل. ومما لاشك فيه ان نقص التخطيط وسوءه يتسبب في هبوط مستوى التعليم في مختلف انواعه وانتشار الأوبئة والامراضوانتشار المخدرات والجريمة وارتفاع البطالة والتضخم وقلة الإنجاز في البنى التحتية وانتشار الفساد بانواعه.

اما سياسة الحروب بالإنابة  فمثلا احتل الاتحاد السوفياتي السابق لمدة 10 سنوات افغانستان  المتاخمة لحدود امبراطوريتهم في االعقود الأخيرة من القرن العشرين دعما لانصار النظام  الجمهوري من الشيوعين الذي ازاحوا النظام الملكي  الدستوري الذي كان يتربع على عرشه الملك ضاهر شاه وهو  من صنيعة بريطانيا وعلى غرار نظامها الملكي وذلك بعد تزايد عمليات المجاهدين الأفغان ضد النظام الجمهوري بمساندة ودعم امريكي. هنا دعم السوفيات تغير النظام وساعدوا على تثبيت انصار النظام الجمهوري للدفاع عن الشيوعية ولكن الاحتلال فشل لجملة ما ذكرناه من أسباب.

وفي المقابل في حرب فيتنام دعم الاتحاد السوفياتي السابق الثوار في شمال فيتنام واانصارهم في حربهم  ضد انصار أمريكا من  الفيتنامين في الجنوب ومواليهم  وتمكن الثوار قي الشمال من هزيمة ودحر انصار أمريكا في الجنوب وتوحيد البلاد. هذه الحروب حدثت ابان الحرب الباردة  وكانت تسمى بحروب بالانابة.

اما بعد الحرب الباردة فقد ظهرت  في الولايات المتحدة سياسة الاحتلالات اللتي انتهجتها الإدارات الامريكية  في القرن الحادي والعشرين من اجل تغير الأنظمة كما ذكرنا سابقا. وهذه  السياسة تستند على ارسال الجيوش الجرارة ابان الازمات الخطيرة الى البلدان التي تمثل بؤرة الازمة واساسها واحتلالها  ومن ثم تغير الأنظمة وتاسيس أنظمة سياسية بديلة على غرار ما حدث في الحرب العالمية الثانية كانظمة اليابان والمانيا وكوريا الجنوبية.

ما اردنا قوله هو هناك تغير ملحوظ في السياسات الحربية للدول لعظمى بعد تخلي  هذه الدول بحكم ظروف متنوعة تخليها عن الحرب الباردة التي سادت فيها الحروب بالانابة .اما الان فقد تغير الحال الى نوع اخر من الحروب والاحتلالات الا هوالاحتلالات من اجل تغيير الأنظمة وذلك من اجل انهاء الازمات الدولية المستعصية.وحتى الان تبين فشل حتى هذه السياسات الاخيرة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب