23 ديسمبر، 2024 1:37 م

هل الائمة المعصومون أضعف من أن تحمي نفسها ؟

هل الائمة المعصومون أضعف من أن تحمي نفسها ؟

كثيراً ما اخرج عن النصوص القياسية والتراثية الممسلكة الممسوكة والإرثية الفارغة من المحتوى عند البعض ( العلمانيون ) والمملوءة عند البعض الآخر ( الإسلاميون ) لأذهب لنص أو فكرة يكون فيها العقل بعيداً عن العواطف تماما وخالي الالتزامات الجانية المخفية تارة والمعلنة تارة أخرى ، فلا بعد إسلامي في عقلي ولا بعد مذهبي بل بعد فكري عقلي إنساني راسخ يذهب بكل الأحوال إلى المنطق والمنطق هنا يقودنا إلى الأخلاق والأخلاق إلى الدين والدين ( الصادق ) يقودنا إلى الإنسانية ، والإنسانية هي رضى الباري الذي نؤمن به سراً وعلناً بقلوب صادقة قل نظيرها في
 سيرك السياسة وإسطبل رجال الدين ( المنافقون ) .
لا أقصد هنا تقليل قيمة عشنا على هيبتها ولكني اناقش الفكرة من باب بعيد عن الفكرة المحفورة بالعقل مع تأكيدنا الصادق غير المنافق على ( هيبة الإمام ) لأتساءل عن من يحمي من ؟ سؤالي هنا من يحمي منا ، هل نحن نحمي الأئمة أم هم يحمون البشر ؟  فنحن نعلم وهي ( الفكرة ) أن الائمة هم حماتنا ونحن نذهب لهم نبتهل الدعاء ونطلب المساعدة منهم وكأننا نعلن إنهم بعد الله في مساعدتنا متناسين ( بعمد ) أن القدر المكتوب للإنسان لا يتغير لو اسلمنا أن هناك خط للإنسان يفترض أن يسير عليه ( هكذا يريد الله بنا ) كما يعتقد البعض ، ولكن لنذهب للرأي الآخر الذي يقول
 بالإمكان أن تتغير الحظوظ والأقدار بإرادة إلهية أو بشفاعة ( الإمام ) أو بدعاء إلى الله أو من ينوب عنه عند ( البعض ) من مؤيدي فكرة التوسل بالأئمة .
لنفترض ونختزل كل الخطوط والسطور أعلاه ونقول نحن مع من يعتقد أن الإمام هو من يساعدنا في تجاوز المصائب والعواقب والمحن وما إلى ذلك من معاضل بشرية طارئة وغير طارئة وأقدار مؤسفة مكتوبة وهذا يعني أن لهم ( الأئمة ) مكانة عند الله وإلا كيف يستطيعون تغيير حظوظنا من ( السيء ) إلى ( الجيد ) لو لم يكن لهم مكانة مميزة عند الباري ؟ هنا سندخل في سؤال أكثر تبحراً وتعمقاً وتعقيداً ونقول من يتمتع بهذه الميزة يجب أن يكون حارسه الله لا العبد وإلا كيف لرب العباد أن يكون مع الإمام في شفاعة الإمام لعبده ولا يقف معه عندما يتعرض الإمام للخطر ونقصد في تهديم
 وتفجير مكان هذا الإمام ، ثم كيف تكون الفكرة ونحن من يتوسل ويتضرع للإمام ونحن نحمي هذا الإمام ( الضعيف بافتراض الإنسان ) لأننا نقف ونحمل السلاح لحماية الإمام وكأنه ضعيف بلا قوة ولا مكانة عند الله ؟ كيف لا يخطر ببالنا أن هذا المكان والضريح لا يستطيع أن يحمي نفسه ؟ ألا يقدر الله بكل ما يملك من قوة إرهاب المجرمين ؟ ألا يقدر الله أن يقلب بهم الأرض ليكونوا درساً لا منسيا لمن يفكر بما يفكرون ؟ هل من المعقول اصبحت الفكرة أقرب ما تكون إلى فكرة صنع تمثال من ( تمر ) نعبده ثم وقت الجوع نأكله ، بالضبط كأننا هنا من يرفع شأن الإمام كما هو تمثال (
 التمر ) في زمن الرخاء ثم نأكل هذا التمثال في وقت الجوع ونقصد هنا نحمي هذا الشاخص المخيف الذي نتضرع له ، كيف تكون الفكرة ما بين خوفنا من هذا الإمام ( رهبة وجدانية ) وخوفناً على هذا الرهيب وجدانياً من شلة وثلة لا تحمل سوى بنادق وهم كافرون ؟ سؤالنا الآخر والأصعب وهو كيف لا يستطيع اي من الأئمة ولنفترض كبيرهم الإمام ( علي بن أبي طالب زوج بنت الأكرم ) عليه السلام التضرع إلى الله ليحمي مراقد الأولاد والأحفاد إن كان قادرا على تغيير حظوظنا نحن الملايين من الناس ، أوليست فكرة غريبة ما بين رهبة هذا الإمام وضعف هذا الضريح ، لابد أن نجد فكرة واحدة
 نتمسك بها فإما أن يكون محفوظا ( الإمام ) من الله قادر أن يمنحنا بعد أن نتوسل إليه الشفاعة قويا في كل الأوقات يقدم لنا المعجزات ولو كأضعف الايمان حماية قبره ، أو يكون ضعيفا ترابا رميما لا يستطيع حتى حماية نفسه ولا التضرع ولا طلب النجدة من رب العزة وهذا ما شهدناه في عام 2006 حين فجر الإيرانيون ( كما قالها القائد الأميركي الذي اجلس قادة العراق على الكرسي ) مرقدي العسكريين في سامراء ، وهنا سنجد سؤالا آخرا يقول هل أن الإيرانيين اكتشفوا أن هذه المراقد لا قدسية لها ؟ هل هم بعقول قريبة من عقول الوهابية التي لا تعتقد بحرمة الأضرحة ؟ أم هل
 عقولهم اكثر رقي من عقولنا نحن السائرون على نهج الزيارات وحماية الأضرحة ؟ وإلا كيف يستطيع كذا مجرم من تفخيخ المرقدين لساعات دون خوف أو رهبة من الله أو من مقام المرقدين ولا من جدهم الإمام ( أبا تراب ) .
ملخص السطور الفكرة تحتاج إلى عقل صاف هادئ غير متحيز للإرث والأجداد لنفهم فعلا إنهم بحاجة لحماية ؟ وبهذه الحالة هل يحق لنا أن نقول لا شفاعة لهما إلا شفاعة سايكولوجية لا وجود لها في عالم الواقع بل هي تراكمات شعائرية جُبلنا عليها من آباءنا وأجدادنا لا تقدم ولا تؤخر سوى السكون النفسي والراحة الممسلكة الممسوكة جيلاً بعد جيل .