19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

هل افلست أمريكا أم هو استعمار جديد‎

هل افلست أمريكا أم هو استعمار جديد‎

المراقب لمجريات الامورفي امريكا يجد بوضوح ان فيها حزبان هما فقط من يتناوبان على حكم أمريكا وملاحظاتي الخاصة في كيفية  تحديد من يحكم هذه الفترة او تلك  بغض النظر عن مسرحيات الانتخابات (كما اسميها)  يكمن في من يقف وراء الكواليس في أمريكا ويحدد ماهية المرحلة المطلوبة للامريكان فعلى سبيل المثال اذا تم تحديد مرحلةخوض حرب معينة او وجوب القيام بأي عمل عسكري ضخم فانهم يأتون بالحزب الجمهوري الذي تتكون قياداته من رأسمالية صناعة السلاح او تجاره ومكملاته واذا كانت فترة الحكم التالية بحاجة لاصلاح الاقتصاد فانهم يأتون بالحزب الديمقراطي الذي يمتاز بكثرة العقول الاقتصادية والليبراليين الذين يعملون على منح الشعب الامريكي بعض المتنفس فيحاولون تغيير بعض القوانين التي تخدم روح عقيدة الليبراليين ( الحرية المطلقة ) لكن جوهر الليبرالية هذا كما اراه نابعا في الاصل  من جوهر الحزب الشيوعي الماركسي الذي فشل وحورب واعتبر العدو الاول بامريكا فبالنهاية كما اعتقد فان تطبيقات الليبراليين وتسنينهم لقوانين تخدم الحرية المطلقة ستقود الامريكان (ودول اوربا الليبراليين ) الى اعتناق الوجودية التي تنكر الدين وتعتمد التجريد والتجربة الحسية .( لا ادري هل سيقبلون الحس الفكري والبراهين العقلية في اثبات وجود الله أم سيسألونا دعونا نرى الله حتى نؤمن به؟ !!) .يبدوا لي و بمجازفة سياسية اتوقع ان الفترة القادمة لحكم امريكا ستبقى بيد الديمقراطيين للاسباب التي سأوردها, وهي رغم تحسن الاقتصاد الامريكي خلال الفترة المنصرمة الا ان الدين العام الامريكي وصل لاعلى مستوى له وهو 18 ترليون دولار ويقترب من ال 19 .وعليه فان امريكا لن تستطيع ان تخوض اي حرب مستقبلية الا بالدفاع عن اراضيها نذكر هنا حقيقة ان عدوانها على العراق وبسالة ورد المقاومة المسلحة العراقية وتكبيدهم الخسائر الجسيمة بالاواح والمعدات قد رفع الدين الامريكي ما بين 3-4 ترليون دولار وبذلك اوصل امريكا الى حافة الافلاس أي وصول قيمة الدين العام الى قيمة الناتج القومي السنوي الامريكي .الوضع والحالة هذه فانه سيتطلب اخذ الامور على محمل الجد فصحيح ان الدولار لا قيمة مادية له أي لا يعادل ذهبا مثلا بل هو عبارة عن اوراق مطبوعة ورغم قبول العالم مضطرا للاعتراف بهذه العملة بضمان الناتج القومي الامريكي فاذا وصل الدين العام الامريكي او تعدي الناتج القومي الامريكي فهذا سيشكل خطرا عالميا ربما يؤدي الى كارثة تصيب العالم بركود اقتصادي سيعد من اخطر ما مرت به الكرة الارضية .الناتج العام الامريكي – اقتصاد ومصانع امريكا – سيستطيع ان يغطي الديون من خلال بيع منتجات أمريكا فهي بذلك تسدد ديونها الا اذ ا زادت الديون عن الناتج كما قلنا فانها ستعجز عن السداد لان الديون تكون قد تعدت أقيام المنتوجات الامريكية . وهي لا تستطيع ان ترفع الاسعار لوجود المنافسة العالمية لمنتوجاتها .وعليه فلا بد ان يتم ابعاد تجار الحروب (الجمهوريون ) عن الحكم الامريكي للفترة القادمة ذلك لان العالم المتحضر رغم عنصريته وتكبره  الا انه لن يقبل انفراد امريكا باحتلال دول غنية وسرقة اموالها من اجل سداد الديون .فكان والله أعلم هذا القرار والخطة الجديدة الامريكية التي ابتكرتها عقول الديمقراطيين في سرقة اموال الدول الغنية  باسلوب استعماري جديد لا ضمير له .وبالطبع فان أمريكيا لن تستطيع ان تستولي مثلا على أموال و أصول روسية أو أوربية لانها قد تتعرض لعقوبات اقتصادية او حتى مواجهة عسكرية معهم فلذلك من سيكون مرشحا لسيل لعاب الكلب هذا ؟؟.. من المعروف ان لايران والسعودية ومعظم دول الخليج العربي أصول وأموال محفوضة لدى الخزانة الامريكية ناتجة عن بيع بترول وشراء أصول عقارية وديون أمريكية لذلك فاني أرى استعمارا جديدا بحلة جديدة ستمارسه الادارة الامريكية  من أجل سرقة موجودات الدول الانفة ذكرها اما الطريقة فهي جاهزة وواضحة يحاولون ان يضفوا صفة قانونية على السرقة هذه .. فلماذا الان بعد 14 عاما تقريبا من ضرب برجا امريكا تتشكل محكمة تدين ايران والسعودية في احداث  9/11 ؟ !!الامور تترائى لي عن وجود تفاهم مسبق بين امريكا مع ايران خلال الاتفاقية النووية على الدفع او خصم ديون ايران وموجوداتها ووصول أوباما للسعودية تعتبر الخطوة الثانية لابتزاز السعودية وربما بقية الاقطار العربية مقابل تحريك مشاكل المنطقة نحو حلول مقربة  للاتجاه العام لشعوب المنطقة .  أما العراق الذي افلسه العملاء المزدوجين لها ولايران فيبدوا وفق هذا السياق وكأنه خطة امريكية تمت برضاها من أجل حرمان الشعب العراقي من خيراته وجعل السراق واللصوص المؤتمرين بيدها يسرقون وينهبون ثروات العراق  وكل ذلك محسوب ويتم بمعرفة منها حتى تقوم امريكا بالاستيلاء على جميع الاموال المنهوبة بعد ابتزاز او تهديد كلابها الى اخر السيناريو الأمريكي …وبذلك تقوم أمريكا بتخفيض قيمة الدين العام الامريكي ويتحسن الدولار والاقتصاد الامريكي براسنا! حتى حين ان يقرر العم سام ليسلم الجمهوريون المرحلة التي تلي هذه, فلا بد ان تجد امريكا عدوا تقاتله هكذا هي طبيعة فكرالكاوبوي سليلي مجرمي أوربا .